
الباحث و الكاتب: د. عزالدين عبدالسلام الربيحات
يطلّ علينا ميلاد سموّ وليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مناسبةً وطنيةً عزيزة نستذكر فيها رمزًا شبابيًا يُجسّد رؤيةً متجددة للقيادة، ويؤمن بأن نهضة الوطن تبدأ من إيمانه بشبابه. فمنذ بداياته، أظهر سموّه التزامًا عميقًا بقضايا الجيل الجديد، وسعى لأن يكون نموذجًا في العمل والقدوة، لا بالخطاب فحسب، بل بالفعل والتواجد الميداني والصدق في التواصل.
وقد كرّس سمو ولي العهد جهوده لترسيخ نهجٍ حديثٍ في التعامل مع قضايا الشباب، قائم على الشراكة الحقيقية، والانفتاح على الأفكار، وخلق مساحات آمنة للتعبير والمبادرة. وضمن هذا التوجّه، أطلق سموه عددًا من المبادرات الهادفة، منها : مبادرة حقق، نحن، مساري، ومؤسسة ولي العهد، وبرنامج خطى الحسين ، لتكون منصات عملية تسهم في بناء شخصية الشاب الأردني، وتنمّي قدراته، وتفتح أمامه أبواب المشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية.
ما يميز سمو ولي العهد ليس فقط تبنّيه لقضايا الشباب، بل أسلوبه الإنساني في الحضور؛ فهو قريب منهم، يعيش تفاصيلهم، ويشاركهم التحديات والطموحات. وقد تجلى هذا القرب بصورة مؤثرة خلال زفافه، حين شاركه زملاؤه من كتيبة المدرعات الثانية الملكية الفرحة، في مشهد عكس قيم الوفاء والتواضع والرفقة، التي لطالما ميّزت شخصية سموّه.
ولأن الإبداع لا ينمو إلا في بيئة تحفّز التفكير وتؤمن بالتميّز، فقد حرص سموه على بناء ثقافة وطنية ترتكز على الابتكار والإنتاج، لا على التلقين والتقليد. وقد تشرّفت بإعداد دراسة علمية بعنوان "دور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في تحفيز الشباب الأردني على الإبداع والابتكار" باللغة الانجليزية، نُشرت في مجلة Res Militaris، سلطت فيها الضوء على أثر هذه الرؤية العصرية في إلهام الشباب وتحويلهم إلى شركاء في بناء مستقبل الأردن، لا مجرد متلقين للفرص.
وفي يوم ميلاده، نبارك للأردن قائده الشاب، الذي يجمع بين روح الشباب وحكمة القيادة، ويواصل المسير بثباتٍ وثقة على خُطى والده جلالة الملك عبدالله الثاني. ميلاد سمو الأمير الحسين ليس مجرد ذكرى شخصية، بل هو مناسبة وطنية نستحضر فيها طاقة الأمل المتجددة، ونعاهد فيها أنفسنا على أن نكون بحجم الرؤية التي آمن بها، ونسير معه نحو أردنٍّ أقوى، وأبهى، وأكثر إشراقًا.