
الأستاذ جميلُ التويجر... مسيرةُ عطاءٍ تُزهِرُ في حقلِ التعليم
القلعة نيوز:
لفت نظري هذه الصورة بعنوان سنبقى على خطاك ماضون
معلقة على الساحة الرئيسية لمدرسة المورجانايت العالمية بمحافظة
الطفيلة في زمنٍ باتَ العطاءُ فيه نادرًا، وتبدّلت فيه كثيرٌ من القيم، ظلَّ الاستاذ جميلُ التويجرِ نِبراسًا مضيئًا، ورمزًا للعطاءِ اللامحدودِ في ميدانِ التربيةِ والتعليمِ. إنّه الرجلُ الذي أفنى عُمْرَهُ في سبيلِ رفعةِ العلمِ، ونقاءِ الكلمةِ، وسموِّ الرسالةِ التي لا يُؤدّيها إلّا من نذرَ نفسَهُ لأجلها.
لقد كانَ الأستاذُ جميلٌ مثالًا يُحتذى في الإشرافِ التربويِّ، فلا يُذكَرُ اسمهُ في مجلسٍ تربويٍّ إلا وتبادرَ إلى الأذهانِ الصدقُ، والحكمةُ، والحرصُ على مصلحةِ المعلمِ والمتعلِّمِ سواءً بسواء. لم يكن مجرّدَ مشرفٍ يُتابعُ ويُقيّم، بل كان أبًا مُربّيًا، وأخًا ناصحًا، ومعلمًا مُلهمًا، يحملُ بين جنبيه قلبًا مفعمًا بالحبِّ والخيرِ لكلِّ من وطئَ ساحةَ العلم.
عقودٌ من الزمانِ مرّت، وهو يحملُ على عاتقِه أمانةَ التربيةِ، يُنيرُ دروبَ المعلمينَ، ويُرشدهم إلى سُبلِ التميُّزِ والرُّقيّ. كم من مُعلِّمٍ استفادَ من توجيهاتِه، وكم من طالبٍ نهلَ من نتائجِ جهوده وكم من موقفٍ كان فيه الأستاذُ جميلٌ السندَ والموجّهَ والحكيمَ في آنٍ معًا.
لم تكن مهامهُ مجرّدَ وظيفةٍ رسمية، بل رسالةً ساميةً أدّاها بكلِّ تفانٍ وإخلاصٍ، حتى صارَ أثرُهُ محفورًا في ذاكرةِ من عرفه، وبصمتُهُ واضحةً في كلِّ ركنٍ من أركانِ الميدانِ التعليميِّ الذي خدمهُ بكلِّ ما أوتيَ من وقتٍ وجهدٍ وعقلٍ وقلب.
وإنّني اليوم، إذ أكتبُ عن الاستاذ جميلِ التويجرِ، فإنّني أكتبُ عن رجلٍ كانت قيمُهُ التربويةُ، وأخلاقُهُ العاليةُ، ومواقفُهُ النبيلةُ، مدرسةً قائمةً بذاتِها، تُعلّم بالصمتِ كما تُعلّم بالكلمةِ، وتُلهمُ بالفعلِ كما تُلهمُ بالتوجيهِ.
فطوبى لكَ يا أستاذ جميلَ الاسمِ، جميلَ السيرةِ، جميلَ الأثرِ...
وطوبى لميدانٍ شرفتَهُ، وقلوبٍ غمرتها كلماتُك واهتمامُك...
ولتبقَ ذكراكَ حيّةً في وجدانِ كلِّ معلمٍ وطالبٍ مرَّ بك، أو نهلَ من نبعِ إخلاصك الصافي.