
القلعة نيوز:
في قلب الأردن حيث تلتقي الأرض بالسماء ينبض شعير الأرض برغيف يحمل في طياته أكثر من مجرد غذاء ، إنه رمز الصمود وعنوان الكرامة وصرخة عز في وجه كل من يحاول النيل من عزتنا كل حبة شعير كل رغيف يعلمنا أن بساطة الشعب الأردني ليست ضعف بل قوة وأن كل فتات من خبز الشعير يروي صبر أمة وعزيمة شعب لا يُهان .
اليوم وفي زمن تتشابك فيه الأزمات وتتسابق فيه التحديات نجد أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، يقف شامخاً لا يساوم على مبادئه ولا ينحني أمام الضغوط ، ففي القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة اليوم قال جلالته بصوت يزلزل كل من يحاول الطعن بعزتنا :
أمن قطر واستقرارها من أمن واستقرار الأردن ، و العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة يستهدف شعب بأسره ، وصمت العرب سيتيح لإسرائيل التمدد بلا سقف ، مشدداِ على أن الرد يجب أن يكون واضح ورادع وحاسم تجاه الكيان الصهيوني .
ورغم هذه الحقيقة الثابتة يفرض البعض من الحاقدين والمشككين على الأردن مطالب خيالية أن يصبح سويسرا اقتصادياً ، و أن يحارب الكيان الصهيوني ويحرر فلسطين ، أن يعالج كل مشاكل المنطقة ، وأن يعيد ترتيب أوضاع سوريا ، وحفظ الأمن في الصومال والسودان ، ومقاطعة ومحاربة المانيا وفرنسا وامريكا و الاتحاد الأوروبي ، واستقبال اللاجئين ، ومراقبة شؤون المسجد الأقصى وحمايته ، واختراع دولة،لحركة فتح ودولة لحماس ، وفتح سمائه وبحره وأرضه لكل مليشيات المخدرات ، وكل هذا بينما هم يجلسون في قصورهم ويذهبون سياحة إلى أوروبا وأمريكا دون أن يتحملوا أي مسؤولية وينكرون كل موقف شجاع للأردن .
وعندما نرفع رأسنا بفخر ونقول أنا أردني يُتهم البعض بالسحيج والهزيز والمرائي ... لكننا نعلم أن كرامتنا ليست للبيع ، وعزتنا ليست قابلة للنيل ، فكل رغيف شعير ، وكل جهد نبذله ، وكل موقف نتخذه هو رسالة صاخبة للحاقدين والمشككين أن الأردن صامد وعزته باقية كما كانت منذ الأزل .
الأردن بقيادة الهاشمية وشعبه على مدار التاريخ علمنا أن الرد على العدوان والظلم ليس خيار ، بل واجب وأن الحق والكرامة هما سيف الأمة ودرعها ، من الذهاب إلى كل ميدان صعب إلى حماية حدودنا ومواقفنا تجاه القدس والمقدسات وإظهار قوتنا الدبلوماسية والسياسية ، فكل فعل يعكس إرادة شعب لا ينكسر وعزم أمة لا تُهان .
الحمد لله على نعمة الأردن والحمد لله أنني أردني فهذه الأرض غرست فينا الكبرياء علمتنا الصبر ومنحتنا القوة لنقف شامخين ، نرفع راية الحق نصنع التاريخ ونثبت لكل من يشكك في عزتنا أن الأردن سيظل رمزاً للصمود والكرامة ، شامخ كما شعير أرضه الذي يغذي جسد الأمة ويشحن روحها بالعزة والفخر .
كل حبة شعير وكل رغيف هو شهادة على صمود الشعب وعلى القيادة الحكيمة وعلى كرامة الأمة التي لا تُهان من ذيبان مسقط رأسي ومن قبيلتي بني حميدة إلى كل بقعة في الأردن نبني عزتنا كل يوم نصنع تاريخنا ونرسل للعالم رسالة صاخبة الحق والكرامة لا يُباعان والأردن سيظل صامد عزيز وقوي كما كان وسيظل دائمًا ..