شريط الأخبار
غوشة: إصلاحات جذرية تضع نقابة المهندسين على الطريق الصحيح نجم مانشستر يونايتد: رونالدو "سوبر مان" بلا توقف ولن يعتزل حتى ينهار! الجيش يحبط محاولة تسلل 4 أشخاص على الواجهة الشمالية كم بلغ سعر غرام الذهب في الأردن اليوم؟ الحالة الجوية في المملكة حتى الجمعة “الزراعة النيابية” تبحث موضوع دعم مربي الثروة الحيوانية عين على القدس يناقش أبعاد خطاب الملك في قمة الدوحة البندورة بـ 30 قرش والخيار بـ 40 في السوق المركزي اليوم الحاجة يسرى محمد أحمد وادي (أم إيهاب) في ذمة الله وفيات الثلاثاء 16-9-2025 إصابة 5 أشخاص بحادث تصادم في الأغوار الجنوبية الصفدي: الملك أعاد توجيه العمل العربي المشترك لمعادلة الردع نتنياهو: هجوم الدوحة عملية إسرائيلية "مستقلة تماماً" الملك يعود إلى أرض الوطن حمل الوطن على أكتافه فحملوه على أكتافهم ... استقبال مُهيب لمحبوب البادية الشمالية "العميد الركن عواد صياح الشرفات" ( شاهد بالصور والفيديو ) متحدثون : دعم أردني ثابت ومطلق لقطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي حزبيون وأكاديميون: خطاب الملك دعوة لموقف موحد وتحرك عملي الملك يلتقي في الدوحة ولي العهد السعودي الملك يعقد لقاءات في الدوحة مع قادة دول شقيقة نواب: خطاب الملك بـقمة الدوحة يمثل موقفا أردنيا ثابتا تجاه قضايا الأُمة

الأردن… صخرة تتحطم عليها أوهام العدوان بقلم: المهندس ثائر عايش مقدادي

الأردن… صخرة تتحطم عليها أوهام العدوان  بقلم: المهندس ثائر عايش مقدادي
القلعة نيوز:

في قمة الدوحة الطارئة، ارتفع الصوت الأردني عالياً بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ليؤكد أن الأردن لم ولن يقف موقف المتفرج أمام الاعتداءات الصهيونية المتكررة، سواء استهدفت الشعب الفلسطيني في غزة أو حاولت المساس بسيادة دولة عربية شقيقة مثل قطر. الكلمة الملكية جاءت صريحة، واضحة، وحاسمة، تحمل في طياتها رسالة لا تحتمل التأويل: أمن الأمة كلٌّ لا يتجزأ، وأي اعتداء على دولة عربية هو عدوان على الجميع، والرد يجب أن يكون جماعياً رادعاً، لا يكتفي بالشجب، بل يترجم إلى خطوات سياسية وقانونية توقف العدوان وتعيد الاعتبار للقانون الدولي.

الأردن، وهو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات، يدرك أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي عابر، بل جوهر الصراع في المنطقة، وأن العدوان على غزة ما هو إلا محاولة لتكريس منطق القوة وفرض الأمر الواقع. لهذا جاءت كلمات الملك لتربط بين غزة والقدس والضفة الغربية، وبين الاستقرار العربي والإقليمي، في معادلة سياسية تؤكد أن ما يجري في فلسطين سينعكس على كل المنطقة إن تُرك الاحتلال بلا مساءلة.

ما يميز الأردن في هذا الموقف أنه لم يكتفِ بالموقف الأخلاقي، بل أتبعه بالفعل الدبلوماسي. ففي مجلس الأمن، حمل وزير الخارجية أيمن الصفدي صوت الأردن إلى العالم، مرافِعاً عن الحق الفلسطيني بلغة القانون والشرعية الدولية، ومؤكداً أن الجرائم الإسرائيلية لا يمكن أن تبقى بلا محاسبة. الصفدي وضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته، محذراً من أن الصمت أو التواطؤ ليس إلا شراكة في العدوان، ومطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة.

الأردن أثبت أنه لا ينفصل عن محيطه، بل يقود خط الدفاع الأول عن فلسطين، ويرفض كل محاولات التهجير القسري أو المساس بالقدس. إنه موقف ثابت لم يتغير عبر العقود، من رفض مشاريع التوطين، إلى التصدي لسياسات الاستيطان، وصولاً إلى حماية المقدسات والدفاع عنها في كل المحافل. وما يضفي على هذا الموقف قوة مضاعفة هو المزج بين خطاب الملك السياسي الحازم، وحراك الصفدي الدبلوماسي الفاعل، ليشكلا معاً جبهة أردنية صلبة في وجه العدوان.

لقد وضع الأردن العالم أمام الحقيقة: إسرائيل لم تعد دولة تبحث عن أمن، بل حكومة متطرفة تصعّد الصراع وتخرق كل المواثيق، وتستبيح حياة المدنيين ومقدسات الأمة. والمطلوب اليوم ليس مجاملة سياسية ولا صمتاً مريباً، بل رد عربي وإسلامي موحد، وإجراءات قانونية ودبلوماسية تعيد الاعتبار للعدالة الدولية، وتوقف مسلسل الدم في غزة.

هذا الموقف الأردني الراسخ ليس طارئاً ولا وليد اللحظة، بل هو امتداد لدور تاريخي حملته المملكة منذ تأسيسها، قائم على الدفاع عن فلسطين كقضية مركزية، والتمسك بحل الدولتين، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد على حساب الحق الفلسطيني. وهو موقف يعكس إرادة شعب بأكمله يرى في فلسطين جزءاً من كيانه وهويته، وفي غزة رمزاً للصمود الذي لا ينكسر.

إن كلمة الملك في قمة قطر، ورد الصفدي في مجلس الأمن، يشكلان معاً صورة الأردن كما هو: صوت الحق العربي، ودرع الأمة الذي يواجه الغطرسة الصهيونية بلا تردد. الأردن اليوم ليس مجرد مراقب للأحداث، بل صخرة تتحطم عليها أوهام العدوان، وصوت الضمير الذي يذكّر العالم أن فلسطين ليست قضية قابلة للمساومة، وأن غزة والقدس ستبقيان عنواناً للكرامة والحرية مهما طال ليل الاحتلال

اللهم احفظ الأردن وقيادته الهاشمية وجيشه العربي المصطفوي، وبارك في جلالة الملك عبدالله الثاني سند الأمة ودرعها المنيع، وأيد حكومته وشعبه بالخير والعزة والنصر، واجعل الأردن دائماً حصناً منيعاً للحق وراية خفاقة للكرامة العربية والإسلامية