
القلعة نيوز:
الكاتب والمحلل الامني د. بشير الدعجه
نقابة الصحفيين الأردنيين تثبت مرة أخرى أنها ليست مجرد عنوان نقابي شكلي... بل درع صلب يقف في وجه كل من تسوّل له نفسه العبث بالمهنة أو انتحال صفتها... قرارها الأخير بإحالة (95) شخصاً وحساباً على مواقع التواصل الاجتماعي إلى النائب العام ليس خطوة إجرائية عابرة... بل إعلان حرب مفتوحة على كل المتطفلين الذين يحاولون تقزيم الصحافة وتحويلها إلى مهنة سائبة بلا ضوابط.
الرسالة واضحة... لا مكان للدخلاء... ولا حصانة لمن اعتقد أن ضغطة زر أو صفحة وهمية تخوّله أن يكون "صحفياً"... هذه الفوضى الإعلامية التي عشناها في السنوات الأخيرة شوّهت صورة المهنة وأضعفت ثقة الناس بالمحتوى... لذلك جاء موقف النقابة حاسماً وصارماً... وكأنها تقول: "الصحافة الأردنية ليست للبيع ولا للتأجير".
حين يتحدث نقيب الصحفيين طارق المومني عن حماية المهنة... فهو لا يتحدث عن مصالح شخصية أو مكاسب نقابية ضيقة... بل عن حماية وطنية لمجال حساس يرتبط بالرأي العام والأمن الاجتماعي... الإعلام المنفلت سلاح خطير... ومن ينتحل صفة الصحفي دون رخصة أو مسؤولية إنما يعبث بوعي الناس ويهدد ثقة المواطن بالدولة وبالمؤسسات... وهنا تكمن أهمية المعركة التي تخوضها النقابة... معركة شرف وكرامة.
الأهم أن هذه ليست المرة الأولى... بل هي دفعة ثانية تضاف إلى قائمة سابقة ضمت 33 شخصاً... وهذا يعني أن النقابة لا تتحرك برد فعل مؤقت... بل تعمل بخطة ممنهجة... ورصد متواصل... وتنسيق مباشر مع الجهات الرسمية... لتجفيف منابع الفوضى الإعلامية وقطع الطريق على كل من يحاول تكرارها.
هذه الإجراءات لا تحمي الصحفيين وحدهم... بل تحمي المجتمع كله... تحمي المواطن البسيط من التضليل والتلاعب بالعقول... وتحمي مؤسسات الدولة من التشويه والابتزاز... هي خطوة تضبط إيقاع المشهد الإعلامي وتعيد التوازن بين حرية التعبير والمهنية المسؤولة.
اليوم يمكن القول إن نقابة الصحفيين رفعت السقف... وأرسلت رسالة حادة لكل من يظن أن الساحة الإعلامية "مفتوحة على الغارب"... انتهى زمن الفوضى... والمرحلة المقبلة لن تشهد سوى إعلام وطني مهني مسؤول... يشرّف المهنة ويحميها من أي عبث.
#د. بشير _الدعجه