
حماس تجرّ إسرائيل إلى نهايتها
القلعة نيوز ـ بقلم: فاخر شريتح
تشهد الساحة الفلسطينية-الإسرائيلية تحولًا جذريًا في موازين الصراع، إذ بات واضحًا أن حركة حماس لم تعد مجرد فصيل مقاوم، بل رقما وقوة استراتيجية تُجيد إدارة المعركة النفسية والعسكرية مع كيانٍ ظنّ أنه لا يُهزم، فبعد سنوات من الحصار والعدوان، نجحت حماس في استنزاف إسرائيل على أكثر من صعيد، لتصبح حرب الاستنزاف هذه واحدة من أخطر التحديات التي تواجهها إسرائيل منذ قيامها.
على الصعيد الداخلي، تعاني إسرائيل من تفكك سياسي غير مسبوق، وصراعات حزبية مزمنة، وفقدان الثقة بالقيادة، المجتمع الإسرائيلي بات أكثر انقسامًا بين مؤيد للحرب ورافض لها، بينما تتزايد أعداد الجنود القتلى، وتتصاعد تكلفة الحرب اقتصاديًا واجتماعيًا، المستوطنات الجنوبية باتت شبه مهجورة، والهلع أصبح جزءًا من الحياة اليومية للإسرائيليين.
أما على الصعيد الخارجي، فإن صورة إسرائيل تتآكل عالميًا، حيث تتعرض لحملات انتقاد شرسة في المحافل الدولية، وتواجه عزلة متزايدة حتى من أقرب حلفائها، في ظل تقارير حقوقية تؤكد ارتكابها جرائم حرب، وفي المقابل، بدأ الشعب الفلسطيني يكسب تعاطفًا شعبيًا متصاعدًا، حيث باتت تُرى كرمز لمقاومة الاحتلال والعنصرية.
إنها ليست مجرد معركة صواريخ، بل معركة إرادات وصراع وجود. ومع كل يوم تطيل فيه إسرائيل الحرب، تغرق أكثر في مستنقع الاستنزاف، وتقترب أكثر من لحظة الاعتراف بالعجز وربما الانهيار، سياسيًا أو أخلاقيًا أو حتى وجوديًا. فهل ستكون حماس، حقًا، من يجرّ إسرائيل إلى نهايتها؟
فاخر شريتح
٢٢ أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٥