
القلعة نيوز- في صباح هذا اليوم من صباحات أردننا الحبيب الجميل المعطر بالندى، أتوجه الى مدينة الحسين الطبية، لأجراء عملية جراحية وأتمنى منكم دعواتكم لي بالشفاء. هذا الصرح الطبي الكبير الذي يضم خيرة رجاله من الأطباء والممرضين والصيادلة، والأشعة، والمختبرات، والفنيين، والاداريين.
فكل مبنى من مباني المدينة الطبية ركن من اركان الشموخ والتطور الطبي والتكنولوجي، التي يضاهي تطورها العالم اجمع، كل ذلك من علاج المرضى من شتى الامراض عبر اجراء العمليات الجراحية وتقديم العلاج اللازم للمرضى.
وخلال مراجعتي لمدينة الحسين الطبية لمست ان هناك اهتماما كبيرا من قبل عطوفة مدير عام الخدمات الطبية العميد د. سهل الحموري، وعطوفة د. محمد الهروط المساعد لشؤون مدينة الحسين الطبية الذي، يقوم بجولات صباحية على اقسام المدينة، والعيادات تباشر عملها من الساعة السابعة، والنصف صباحا وعدم تأخير اجراء العمليات، واستقبال المرضى وصرف الادوية وتوفرها باستمرار. وتكليف العاملين في مكتبه بضرورة استقبال المراجعين والاهتمام بهم، وتسيير امورهم حيثما يتوجهون، بأقسام المدينة الطبية المختلفة والاتصال مع الأطباء ذوي الشأن.
وقد رأيت في قسم الكلى الذي يديره، د. حسين العتوم العديد من المرضى الذي يحتضنهم هذا القسم، والى جانبه اطباء اكفاء يمتلكون الخبرة. كما في قسم عمليات الشرايين يعكسون ثقة كل من تلقى العلاج عندهم، واخص، د. الرائد محمد الزعبي، وكل من يرتدي التاج الهاشمي على راسه، وهذا يؤشر على انه، ينتمي لهذا الوطن الغالي الأردن، وقيادته الهاشمية المكرمة.
وهذا يدل الى ان الأردن، يلتفون حول قيادتهم الهاشمية، وحماية تراب الأردن الطهور، وهذا الاستثمار الحقيقي في الرجال الاشاوس.
أناظر حولي فأرى الأهل والأصدقاء، وعلى ملاح وجوههم يختبئ الحزن عميق في داخلهم. بينما كنت في قرارة نفسي أن الذي يكتب عن الأردن هو مقدر. وفي كللتا الحالتين بعد إجراء العملية أنى سأغادر المدينة الطبية، بعد إجراء اللازم من قبل الأطباء المبدعين الرائعين الذين يقابلون المرضى بابتسامة وتقدير واحترام وعناية، وخدمات طبية وعلاجية رائعة كروعة قلوبهم.
مثلما كنت أراجعها زمان د. خلف الجادر السرحان يوم كان يفتت لي الحصى في الكلية اليسرى، في تسعينيات القرن الماضي، وأعود الى عملي الصحافي، وفي عام 2013 عندما أجري لي معالي الدكتور سعد جابر عملية القلب المفتوح وكشف لزوجتي أم أسامة حفظها الله التي تحملت عناء ووجع قلبي كل الأسرار الصحافية. قلت له: دكتور ارجوك داويني ولا تكشف اسراري ترى القلب موجوع ولا حدا عني داري.
في المدينة الطبية نسجت صداقات مع المرض لا تُنسى. وزرتهم في مزار شريف نسر (1) في أفغانستان، وكان مديرهم د. عبد العزيز زيادات وفي الفلوجة العراق وكان مديرهم د. صلاح اديب هلسه، لقد كانت أيامًا جميلة، امضيتها تحت النار، ومليئة في المشاهدات والشهود وكيف يصنع الرجال الشهادة، وعندما تمتد أياديهم الكريمة، وهي تحمل المبضع للمرضى وهم ينقلون تجارب أعمالهم الإنسانية للمرضى وذكرياتهم مع المرض، وعلاج المرضى وقصص شفائهم، لحظتها أيقنت أني في أيدي أمينه، مؤمنه بان الأردن فيه رجال لا يتوانون عن أداء واجبهم بكل الظروف والأحوال وان شغف العمل النبيل غايتهم.
وهذا منحني شعورًا مطمئنا بأن الخدمات الطبية الملكية، هي كتاب مفتوح وابوابها مشرعه على كل ما هو جديد وأبداع وإنجاز ودقة في العمل والإخلاص، والوفاء والانتماء الى الأردن أرضا وإنسانا، وقيادة هاشمية مظفرة. والأردن يحتوي على كل، جمال وتنوع وتطور وتفوق بكل المجالات الطبية وكل شيء عندهم ليس مستحيلا.
ومدينة الحسين الطبية، تختلف عن كل المدن فقاطنيها، كل واحد منهم حكاية، من حكايا ألف ليلة وليلة وقصة نجاح، ولدية تجارب في الحياة بين الموت، وإعادة الأمل للمرضى قصص تحكيها الأجيال.
أباء وأمهات عملوا فيها لم يكن عندهم الوقت الكافي لأطفالهم، حتى يمدوا أياديهم لهم، مثلما يمدونها لمرضاهم، وهم يفحصونهم ويتأملون وجهه أطفالهم وملامحهم البريئة، وابتسامتهم وضحكتهم، وأحيانا دموعهم حين يُصرونّ على مرافقتهم عند خروجهم إلى العمل، وكثيرا من هؤلاء الأطفال قد كبروا، وأصبحوا أطباء وغير ذلك. يعيشون اليوم نفس تجارب الإباء والأمهات، حيث انضموا الى رسل الإنسانية، يقضون جل وقتهم مع المرضى بين الفرح والحزن في آن واحد.
وبنفس زوايا المكان يتذكر ابناء العسكر، وحماة الأردن وحفظ امنه واستقراره، مسيرة الإباء والأمهات، وهم في سلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وما قدموا من تضحيات وأرواح فداء للأردن الغالي.
ومنهم من عمل في الخدمات الطبية من الأحبة التي كانت هناك في كل زاوية، من زوايا مدينة الحسين الطبية، منذ طفولتهم وهم يرتدون البارية كمثل ذويهم عندما كانوا صغارا وهم يرافقونهم الى حيث يعملون، يتنفسون عبير اعمالهم ويسمعون أصوات نقاشاتهم، عندما كانوا ينادون والدهم او والدتهم بسيدي او ستي فنترسم على محياهم ابتسامة كبيرة وهم ينتظرون ذاك اليوم الذي يجلسون فيه وراء المكاتب.
هكذا تولد لديهم حب العسكرية أبناء العسكر الذين رضعوا عشق الجندية وهم أطفالا صغارا. حيث رأوا ابائهم وهم يفنون عمرهم، بكل امانة وإخلاص وتفان، ملكيون يحبون الملوك الهاشميون من دون استئذان يعشقون الجيش ولبس الفوتيك أكثر مما يعشقون لبس بنطلونات الجينز.
هنا في مدخلها الرئيس كانت الصيدلة، وقسم الإسعاف والطوارئ، ومهبط طائرة الإسعاف الجوي وسيارات الاسعاف. وتراهم يعملون على مدار الساعة دائما عنوانهم المحبة لوطنا وملوكنا، شباب سواعدهم ومنجزاتهم، في كل ميادين البناء والعطاء، والوفاء والتضحيات تزين جدران، وتزيده صلابة، وقوة، وتماسكا هكذا هم الأردنيون.
في ظل القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى وولي عهده الأمير حسين حماهم الله.