
الدكتور نسيم أبو خضير
الوطن ليس مجرد حدودٍ جغرافية أو أرضٍ نعيش عليها ، بل هو كيانٌ يسكن فينا ، نحمله في قلوبنا وضمائرنا ، وننتمي إليه في كل لحظة من حياتنا .
فالدفاع عن الوطن لا يكون بالسلاح وحده ، بل بالموقف الإيجابي والكلمة الصادقة والعمل المخلص في كل موقع من مواقع المسؤولية ، صغيرًا كان أم كبيرًا .
كلنا مسؤولون عن حماية الوطن ، فالمسؤولية ليست حكرًا على الجيش والأجهزة الأمنية وحدهم ، بل هي واجبٌ مشترك يشمل الأب في بيته والأم في أسرتها والمعلم في مدرسته والإعلامي في كلمته والموظف في موقع عمله . كلٌّ منّا جنديٌّ على ثغرٍ من ثغور الوطن ، يسهم في صونه بطريقته ، ويشارك في رفعته بجهده وإخلاصه .
لقد أصبح الدفاع عن الوطن اليوم لا يقتصر على مواجهة العدو بالسلاح ، بل يتجلى أيضًا في مواجهة الشائعات والتعليقات السلبية التي تُبث عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، تلك التي تحاول النيل من ثقتنا بأنفسنا ومن وحدتنا الوطنية ومن مؤسساتنا الراسخة . فالكلمة قد ترفع معنويات وطن ، وقد تهدم جدارًا من الثقة إذا إستُخدمت بغير وعيٍ أو مسؤولية .
علينا أن ندرك أن كل منشورٍ أو تعليقٍ يصدر عنا يعكس صورة وطننا ووعي شعبه . فلنكن إيجابيين ، ولنجعل من أقلامنا ومنصاتنا منابر تبني ولا تهدم ، وتجمع ولا تفرّق ، وتنشر الوعي بدل الإحباط .
وإنّ الوقوف خلف قيادتنا الهاشمية واجب وطني وأخلاقي ، فهي القيادة التي أثبتت في كل المحافل شجاعة الموقف ، وثبات الرؤية ، وصدق الإنتماء للأمة العربية والإسلامية . لنكن صخرة صلبة خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية ، نُفشل كل محاولة للنيل من أمننا وإستقرارنا ، ونحفظ للأردن مكانته العالية بين الأمم ، وإن مايصدر عن عدونا من بيانات وشعارات لن تخيفنا ولن تفت في عضدنا مؤمنين أن وحدتنا وتعاضدنا ووقوفنا خلف قيادتنا كفيلة أن ندوس عدونا بأقدامنا .
إن حبّ الوطن ليس شعارًا نردده ، بل سلوكٌ نمارسه ، وموقفٌ نعيشه ، وإيمانٌ راسخ بأننا جميعًا مسؤولون ، كلٌّ من موقعه ، عن بقاء هذا الوطن آمنًا عزيزًا كما أراده الله وكما بناه الآباء والأجداد .