
القلعة نيوز- يروِّج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنفسه حاليًا -على عكس الحقيقة- بأنه صاحب الفضل في إعادة المحتجزين من غزة، بعد موافقة حكومته على اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، الذي تم التوصل إليه في مشاورات شرم الشيخ، بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن نتنياهو لم يكن مباليًا بإعادة المحتجزين في غزة، وسعى لإطالة أمد الحرب على القطاع، مشيرة إلى أنه سبق أن رفض مرارًا وتكرارًا، مقترحًا مشابهًا لما طرحه ترامب، بالإفراج عن جميع المحتجزين ووقف الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن نقطة التحول التي أفضت إلى توقيع الاتفاق في شرم الشيخ جاءت قبل شهر بالضبط، حين أمر نتنياهو وحكومته الأمنية المتهورة -متحدين توصيات مسؤولي المؤسسة الأمنية المعنية- بمهاجمة مسؤولي حماس المجتمعين في الدوحة لمناقشة صفقة لتحرير المحتجزين وإنهاء الحرب.
وقالت "هآرتس": "في ذلك اليوم، تغير موقف ترامب.. فهم أخيرًا ما كانت تعرفه غالبية الجمهور الإسرائيلي لأكثر من عام، أن نتنياهو هو (سيد الدمار) عندما يتعلق الأمر بالتوصل إلى صفقات".
هدر ترامب قائلًا: "في كل مرة يحرزون فيها تقدمًا، يبدو وكأنه يقصف أحدهم"، واستفاق الرئيس الأمريكي واستدعى صهره جاريد كوشنر، وبدأ بتسريع العمل على خطته، وفي طريقه إلى الاتفاق، ذاق نتنياهو مرارة قسوة ترامب.
وتقول "هآرتس" إن نتنياهو انجر إلى الصفقة وهو يصرخ، مشيرة إلى أن حماس قبل أكثر من عام، اقترحت صفقة بمعايير مماثلة، تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وكان عددًا أكبر منهم لا يزال على قيد الحياة، ووعد بعدم البقاء في السلطة بالقطاع.
لكن نتنياهو رفض العرض مرارًا وتكرارًا، مفضلًا صفقة جزئية لإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء وجثث 18 محتجزًا، وأعلن أنه يجب علينا العودة إلى القتال "حتى القضاء على حماس والقضاء على آخر إرهابي؛ لأنه إذا توقفنا الآن، فسيعود 7 أكتوبر مرارًا وتكرارًا".
وتساءلت" هآرتس" كم من المحتجزين لقوا حتفهم بسبب رفضه؟ وكم عانى من هم الآن على وشك العودة إلى ديارهم؟ وكم من الألم الجسدي والنفسي تحمله آباؤهم وأشقاؤهم وأحفادهم؟ كم من الجنود سقطوا قتلى أو جرحي أو أصبحوا معاقين؟ كم من أهل غزة الأبرياء قتلوا أو جرحوا أو أصبحوا معاقين؟
وقالت الصحيفة إن عائلات المحتجزين شاهدوا كيف أحبط نتنياهو، بسخرية مروعة، صفقة تلو الأخرى، ثم قال إنه ملتزم بإعادة "جميع المحتجزين". وعندما يعودون إلى ديارهم، سيتحدث بلا انقطاع عن مدى حماسه هو وزوجته.
ولفتت الصحيفة إلى أن جهاز نتنياهو الخبيث بدأ بالفعل في مهاجمة الرواية القائلة بأنه لولا الاحتجاجات والمعارضة، لكان المحتجزين أُطلِق سراحهم منذ زمن، ووصفت خطة ترامب الآن بأنها "انتصار لرئيس الوزراء"، الذي أصر على "الضغط العسكري".
قالت الصحيفة إن آلة التضليل بأكملها سيتم توجيهها الآن لبناء هذه الرواية الكاذبة، وستوزع استطلاعات رأي مزيفة، كل هذا تحسبًا للانتخابات.
وكشفت صحيفة" معاريف" العبرية، أمس الجمعة، نقلًا عن مصدر كبير في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضع الأساس لإجراء انتخابات مبكرة، إذ أكد أن الاستعدادات الداخلية جارية بالفعل بهدوء وتكتم.
ومن بين الخيارات المطروحة إجراء الانتخابات التمهيدية لقيادة الليكود بالتزامن مع انتخابات مؤتمر الحزب المقرر إجراؤها في 24 نوفمبر.
وفي حال تنفيذها، قد تمنح هذه الخطوة نتنياهو تفويضًا جديدًا لقيادة الحزب، وتعزز الوحدة داخله، وتمنع التحديات الداخلية المحتملة لسلطته.
ويقدّر مسؤولون كبار في الليكود أن "الأمر يتعلق بإعداد الأرضية لتقديم موعد الانتخابات العامة، على خلفية تنفيذ صفقة المحتجزين وتقديم الصفقة برمتها من قبل ترامب، باعتبارها الخطوة الأولى نحو السلام الشامل في الشرق الأوسط".
وتقول مصادر في الليكود إن مجرد التفكير في إجراء انتخابات سريعة على منصب رئيس الحركة هو إشارة مباشرة إلى نية نتنياهو تقديم موعد انتخابات الكنيست.
وبحسب هؤلاء، فإن رئيس الوزراء يريد تثبيت موقفه قبل أن يدخل النظام في دوامة سياسية، من أجل الاستفادة من الزيادة الطبيعية في دعم الليكود في أعقاب الاتفاق الذي يعيد جميع المحتجزين إلى منازلهم.
وقال مصدر رفيع المستوى في الليكود إن "نتنياهو يريد استغلال الزخم الشعبي المحيط بصفقة الرهائن، في ظل تأييد شعبي له، وفي الوقت نفسه الذي يعاني فيه الائتلاف من اهتزازات داخلية.. إذا قرر الذهاب إلى الانتخابات، فسيكون ذلك بعد أن يضمن سيطرته الداخلية على الحركة.. حالما يفوز في الانتخابات التمهيدية، ستصمت جميع الأصوات الأخرى".
وأظهر استطلاع رأي أجرته "معاريف"، نُشِرت نتائجه أمس الجمعة، أن الاتفاق على المرحلة الأولى من صفقة إنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين يعزز مكانة الليكود بمقعدين، ويضعف بشكل ملحوظ حزب "عوتسما يهوديت" المعارض للاتفاق بثلاثة مقاعد، ولا يزال "الصهيونية الدينية" دون الحد الأدنى المطلوب.
القاهرة الإخبارية