
القلعة نيوز:
الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
يحق لنا كأردنيين أن نرفع رؤوسنا عالياً، فخورين بجباهٍ سمراء لا تنحني إلا لله، وبجيشٍ عربيٍ مصطفوي باسل، يمثل الضمير الحي والوجدان الصادق لكل الأردنيين. إنه حامي الديار وسيف الدولة، ودرع الوطن الذي لا يلين.
لقد تجذّرت العلاقة بين الأردنيين وجيشهم العربي في أعماق الوجدان الوطني، فكانت علاقة محبة وإخلاص واعتزاز، تنبع من تقدير عميق للدور البطولي والرائد الذي يقوم به هذا الجيش في حماية الوطن وصون كرامته، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله.
من أسوار القدس إلى تلال اللطرون، ومن باب الواد وتل الرادار إلى جبل المكبر، وحيفا واللد، سطّر أبطال الجيش العربي ملاحم خالدة في سجل العزّ والفداء. روّت دماؤهم الزكية أرض فلسطين، أرض المعراج والصعود، وعطّرت عبق العروبة في باب الواد، وتوشّحت هضاب الخليل ونابلس وطولكرم بدماء الشهداء الأبرار، رحمهم الله.
ولا يمكن الحديث عن بطولات الجيش العربي دون الوقوف عند معركة الكرامة الخالدة، التي سجل فيها النشامى أول نصر عربي على الجيش الإسرائيلي، حين تم دحر العدوان بكل بسالة، في ملحمة أعادت للأمة كرامتها، وأثبتت أن الروح القتالية الأردنية لا تعرف الهزيمة إذا ما نادت الأرض والعقيدة.
واليوم، يواصل نشامى القوات المسلحة الأردنية أداء رسالتهم النبيلة، متسلحين بالمهنية العالية والشجاعة المطلقة. يقفون على امتداد حدود الوطن، التي تزيد عن 360 كيلومتراً، في وجه كل التحديات الأمنية والطبيعية والمناخية، ويبذلون الغالي والنفيس لحماية ترابه من كل اختراق أو اعتداء، مقدمين أرواحهم مشاريع شهادة فداءً للأردن وأمنه واستقراره. وفي مواجهة آفة العصر، يقف أبطال "أمن الحدود" سداً منيعاً في وجه مهربي السموم المخدرة والإرهابيين، حمايةً لشباب الوطن وصحة أبنائه، وحرصاً على ألا تتحول حدودنا إلى معابر للخطر، أو منصات لتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
ومن هذا المنبر الاعلامي المميز، ندعو كل الأردنيين من مختلف الأصول والمنابت إلى الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وإلى التلاحم والتعاضد والوقوف صفاً واحداً خلف جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، لحماية وطننا من قوى الظلام والشر، وتعزيز جبهتنا الداخلية بوحدة الكلمة والصف. فليظل الأردن واحة أمن واستقرار، وليبقى أبناؤه على العهد أوفياء للوطن والعرش، ودرعاً حصيناً في وجه الفتن والمؤامرات. حمى الله الأردن، وقيادته الهاشمية المظفرة، وجيشه العربي الباسل، وأجهزته الأمنية، وشعبه الأبي من كل مكروه.