
القلعة نيوز- عقد الاتحاد الأردني لشركات التأمين بالتعاون مع شركة "كريف الأردن" للمعلومات الائتمانية، وبالشراكة مع البنك المركزي الأردني، ورشة عمل متخصصة بمشاركة شركات تأمين، بهدف تسليط الضوء على أهمية التقارير الائتمانية ودورها في دعم قراراتها وتحسين إدارة المخاطر والكشف المبكر عن حالات التعثر المالي أو المطالبات المفتعلة.
وقال مدير عام الاتحاد الدكتور مؤيد كلوب، إن الورشة تأتي في إطار توجه الاتحاد لتعزيز أدوات إدارة المخاطر في شركات التأمين من خلال الاعتماد على البيانات الدقيقة والتحليل الائتماني المتقدم، مشيرا إلى أن التقرير الائتماني أصبح أداة علمية محايدة لاتخاذ القرار السليم بدلا من الأساليب التقديرية السابقة.
وأضاف أن البنك المركزي شدد مؤخرا على أهمية التزام شركات التأمين بتزويد قواعد بيانات دقيقة تتعلق بحوادث المركبات وأنواع التأمين المختلفة، لما لها من دور حاسم في بناء قرارات مستندة إلى معلومات واقعية وموثوقة.
وأكد أن المرحلة القادمة ستشهد إنشاء قاعدة بيانات شاملة على مستوى القطاع، تحت إشراف البنك المركزي، بما يعزز حماية البيانات الشخصية ويضمن استخدامها فقط في الأغراض المهنية المشروعة وفق قانون حماية البيانات.
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لمديرية الرقابة على أعمال التأمين في البنك المركزي الأردني رنا طهبوب، إن البنك يدعم هذا التوجه بالكامل، ويعتبر قطاع التأمين شريكا استراتيجيا في منظومة الاستقرار المالي الوطني.
وأوضحت أن استخدام التقارير الائتمانية أصبح ضرورة عملية، خصوصا في ظل رفع الحماية الجزائية عن الشيكات، ما يتطلب وجود أدوات تقييم دقيقة تساعد الشركات على دراسة العملاء قبل منح التسهيلات أو خطط السداد.
وأضافت أن التقارير الائتمانية توفر معلومات متكاملة عن السلوك المالي للعملاء، وتساعد شركات التأمين على اتخاذ قرارات تسعير ومخاطر أكثر موضوعية، سواء في تأمين المركبات أو التأمين الصحي أو التأمين على الحياة، مؤكدة أن البنك المركزي يشجع شركات التأمين على التوسع في استخدام هذه الأدوات ضمن إطار تطوير أعمالها وخدماتها.
بدوره، أوضح مدير عام شركة "كريف الأردن" الدكتور أحمد عامودي أن العلاقة بين المخاطر الائتمانية وعدد المطالبات التأمينية هي علاقة وثيقة ومدروسة علميا وعمليا، مشيرا إلى أن الأفراد ذوي التصنيف الائتماني المنخفض هم الأكثر احتمالا لتقديم مطالبات تأمينية متكررة أو مفتعلة، نتيجة الضغوط المالية أو ضعف الالتزام.
وأكد أن التقارير الائتمانية تساعد شركات التأمين على اكتشاف الأنماط غير الطبيعية في سلوك العملاء، وتحديد مستوى المخاطر بدقة قبل تقديم الخدمات.
وأشار عامودي إلى أن "كريف الأردن" تغطي اليوم أكثر من 11.6 مليون عقد و2.89 مليون سجل بنسبة مطابقة بلغت 91 بالمئة، وتجمع بياناتها من قطاعات البنوك، والتمويل الأصغر، والتأجير التمويلي، وصناديق الإقراض الحكومية، وشركات الاتصالات، مؤكدا أن إدماج قطاع التأمين سيكمل هذه المنظومة، ويوفر بيانات تسهم في الحد من المطالبات المفتعلة وتعزيز الملاءة الفنية للشركات.
وفيما يتعلق بآلية انضمام شركات التأمين إلى خدمات "كريف"، أوضح عامودي أن كل شركة تأمين يمكنها تحديد احتياجاتها وفقا لحجم أعمالها وطبيعة منتجاتها، ثم تبدأ عمليات التطوير الفني وتوريد البيانات لتفعيل الخدمة بشكل مباشر.
وأكد أن عملية التزويد بالبيانات لا تتطلب أي تدخل بشري، إذ تتم إلكترونيا بالكامل من خلال ربط الأنظمة بين الجانبين، بما يضمن أعلى درجات الأمان والدقة.
من جهته، استعرض مساعد المدير العام ومدير العمليات في شركة "كريف الأردن"، فادي طوابيني، إن القطاع التأميني لا يختلف من حيث البنية التقنية عن القطاعات الأخرى مثل البنوك، شركات الاتصالات، التمويل الأصغر، وشركات التأجير التمويلي، موضحا أن عملية الانضمام إلى منظومة كريف لا تتطلب سوى تجهيز ملف بيانات بسيط يرسل إلكترونيا عبر نظام مؤتمت بالكامل، دون أي تدخل بشري، لتبدأ بعدها عملية الدمج والتحقق الفوري من خلال 24النظام الذي يعمل على مدار الساعة.
ودار نقاش موسع بين ممثلي شركات التأمين والحضور، تناول الجوانب الفنية والقانونية لتبادل البيانات، وآليات حماية الخصوصية، وأهمية التكامل بين القطاعات المالية والتأمينية ضمن منظومة الائتمان الوطنية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن تعاون شركات التأمين مع كريف الأردن يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز كفاءة السوق التأميني، وتحسين آليات التسعير وإدارة المخاطر، بما يواكب التطورات التنظيمية والرقمية التي يقودها البنك المركزي الأردني في إطار رؤية التحديث الاقتصادي.
--(بترا)