الملك والملكة... الضمير الهاشمي في وجه العالم
فؤاد سعيد الشوابكة
جاء ظهور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله في مقابلة مع قناة BBC البريطانية، ضمن الوثائقي "ملك الأردن وأطفال غزة”، ليؤكد مجددًا أن الصوت الأردني ما زال هو الأكثر صدقًا في الدفاع عن القيم الإنسانية والحق الفلسطيني.
فقد تحدث جلالة الملك بلغة القائد الإنسان، لا بلغة الدبلوماسية المجاملة، وعبّر بوضوح عن حجم المأساة في غزة، قائلاً:
بالنسبة لي، إنها إبادة جماعية.
بهذه الجملة الموجزة، وضع جلالته العالم أمام ضميره، وذكّر الجميع بأن الصمت على الجرائم ليس حيادًا، بل مشاركة في الألم.
كما كشف جلالته عن مشاركته الشخصية في الإنزالات الجوية الأردنية لإغاثة أهل غزة، مؤكدًا أنه رأى الدمار بعينيه، ليقول للعالم من موقع الشاهد لا من موقع المراقب: "رأيته بنفسي… فكيف نسمح بحدوث هذا؟”
أما جلالة الملكة رانيا، فقد جسدت في حديثها صوت الأمهات، ووصفت معاناة الشعب الفلسطيني من زاوية إنسانية صافية، حين قالت:
هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والدًا تشاهد أطفالك يتضورون جوعًا وأنت عاجز تمامًا عن فعل أي شيء؟”
كانت كلماتها تعبيرًا عن ضميرٍ حيٍّ يرفض التجاهل، وعن موقفٍ إنسانيٍّ أصيل لا يساوم على الحقيقة.
لقد قدّم جلالتاهما نموذجًا فريدًا في القيادة الأخلاقية والإنسانية، حين تحدثا بلغة الوجع والعدل في آنٍ واحد، ليبقى الأردن ـ بقيادته الهاشمية ـ صوت الحق والرحمة في عالمٍ تتلاشى فيه الأصوات الحرة.
هذا هو الأردن الذي نعرفه ونفخر به:
بلدٌ صغير بحجمه، كبير بمواقفه، يمدّ يده للإنسانية، ويقف في وجه الظلم بثباتٍ وإيمانٍ لا يتزعزع.
فشكرًا لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، لأنكما لا تمثلان فقط صوت الأردن، بل تمثلان الضمير العربي الحيّ في زمنٍ كثر فيه الصمت وقلّ فيه الصادقون.




