شريط الأخبار
السفير القضاة يلتقي رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية ولي العهد يلتقي في الرياض برئيس بلغاريا ورئيسة كوسوفو كاتس: حماس هاجمت قواتنا في غزة وستدفع "ثمنا باهظا" طائرات إسرائيلية تشن غارات على مدينة غزة الحنيطي يلتقي القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ورئيس أركان الدفاع نسف ذرائع إسرائيل.. إجماع فلسطيني على دعم خطة ترامب بشأن غزة حماس: تأجيل تسليم جثة المحتجز الإسرائيلي بسبب الخروقات فرنسا تستأنف عمليات إجلاء فلسطينيين من قطاع غزة مندوبا عن الملك..ولي العهد يشارك بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض تحت شعار مفتاح الازدهار نتنياهو يوجه الجيش بتنفيذ هجمات قوية على غزة مصر تستضيف مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار الشهر المقبل الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تنظم فعالية توعوية بمناسبة "أكتوبر الوردي" اختتام المؤتمر الدولي الثالث لجامعة جرش الغراء دور الذكاء الإصطناعي في البحث العلمي وأخلاقياته مصر.. كم تبلغ تكلفة أول قطار دون سائق في إفريقيا؟ فورونتسوف: الولايات المتحدة تواجه تخريبا أوروبيا للتسوية الأوكرانية غوارديولا يتنبأ بعهد جديد لإنجلترا بقيادة ترافورد وزير الاستثمار السعودي: صناديق استثمار سعودية جسور لاستقطاب استثمارات العالم إلى سوريا مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء يأمر بتنفيذ ضربات قوية فورا في قطاع غزة "يكاد لا يطيق التسديد ولا يركض بشكل عادي".. طبيب يكشف سر تراجع مستوى لامين جمال بعض المخابز ومحلات الحلويات لا تلتزم بالمعايير المطلوبه في إنتاجها ( مسؤوليه من ؟ )

نقاط ارتكاز المسيرة المظفرة: حكمة و شجاعة الملك و التفاف الشعب

نقاط ارتكاز المسيرة المظفرة: حكمة و شجاعة الملك و التفاف الشعب

نقاط ارتكاز المسيرة المظفرة: حكمة و شجاعة الملك و التفاف الشعب

المحامي معن عبد اللطيف العواملة

إن خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني يوم امس كان بياناً سياسيا و وجدانياً عميقاً يؤكد الإيمان الراسخ بمستقبل الأردن و مسيرته المظفرة. كان الخطاب تتويجا لرحلة قيادة هاشمية و شعب اصيل أثبتت أن الأردن أكبر من الهفوات والنكسات، و يبقى دوماً "رقماً صعباً لا يقبل القسمة".

جسد جلالته في خطابه الإيمان العميق بمستقبل الأردن، و الذي يشعر به المواطنون في كافة المدن والقرى من الشمال إلى الجنوب. انه إيمان مُستمد من عمق تجربة القيادة الهاشمية. جلالة الملك عبد الله الثاني، وهو يخطو بالأردن إلى مرحلة جديدة بكل المقاييس، يغرف من معين تجارب آل البيت الأشراف، ويوظف الرصيد الوطني والعربي والدولي الكبير الذي أورثه إياه ركب بني هاشم، من عمق التاريخ إلى عهد الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه.

و في ظل الصعوبات الدولية والإقليمية والظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، استطاعت القيادة أن تصنع المنجزات من خلال التركيز على خدمة الوطن. هذا التركيز هو جوهر الخطاب، الذي يذكّر بأن القائد لا ينساق خلف ضجيج الأزمات، بل تظل عينه مثبتة على الهدف الأسمى: الايمان بالله و التنمية الإنسانية الشاملة.

ان رسالة "يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله وفي ظهره أردني" تُعدّ قمة هذا الإيمان الهاشمي. إنها ليست مجرد التفاتة الى عبء الحكم، بل هي تأكيد على أن مصدر قوة الأردن الأبقى ليست في الموارد، بل في العلاقة الوجدانية والدستورية بين القائد والشعب. هذه الثقة المتبادلة هي ما يجمع أبناء الأردن الأوفياء حول القيادة لخدمة الوطن والمضي به في معارج العلا.

لقد مثلت السنوات الماضية مرحلة مفصلية في مسيرة الأردن، تركزت على إطلاق طاقات أبنائه الزاخرة واستغلال مهارات وخبرات رجاله على اختلاف مستوياتهم ومجالاتهم. خطاب العرش اليوم هو استكمال لهذا المنهج، وتأكيد على أن محور التنمية التي يقودها جلالة الملك هو الإنسان الأردني. هذه الحقيقة الواضحة للقاصي والداني تتجلى في عدة توجيهات ملكية كان على رأسها التحديث السياسي. حيث اكد جلالته إن الدعوة لتعزيز العمل الحزبي النيابي، الذي "لا يخدم شيئاً غير الوطن"، هي دعوة لترسيخ دور المواطن في صنع القرار. انها حجر اساس في بناء مؤسسات برلمانية قوية ومسؤولة، قادرة على ترجمة الإرادة الوطنية إلى سياسات فاعلة، مما يُعمق الإحساس بالمواطنة الفاعلة في هذه المرحلة الجديدة.

اما فلسطين، فموقف جلالة الملك منها ثابت كالجبال حين اكد ان "موقف الأردنيين راسخ لا يلين" تجاه الانتهاكات في الضفة الغربية، وتأكيد للوقفة الأخوية بكل الإمكانيات إلى جانب أهلنا في غزة. الاردن بعزم جلالته لا و لن يحيد عن دوره التاريخي. هذا الدور هو امتداد طبيعي لـ "حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر للضعيف"، وهي صورة تعكس قيم الأردن الراسخة في التضامن الإنساني والعربي. اما الوصاية الهاشمية على المقدسات فهي أمانة تاريخية جدد جلالته التأكيد عليها و هي جزء اصيل من هوية الاردن.

جدد خطاب العرش العهد الوطني، و اكد على أن مسيرة التنمية مستمرة، وهي مسيرة رائدة وخيرة فيها كل الفلاح بإذن الله. إنه يضع الأردن في مكانته اللائقة بين الامم و يحقق طموحات و اماني شعبة في العزة و النماء معتمداً على وحدته الداخلية وثباته و عزيمة ابنائه.

ختم جلالته خطابه يتذكيرنا بالقاعدة الذهبية و هي ان "خدمة وطننا واجب مقدس علينا جميعاً"، وهي رسالة جامعة تستنهض الهمم وتُغلق الباب أمام أي يأس أو تردد. بهذا الإيمان، وهذا العزم، وهذه القيادة، سيتجاوز الأردن كل الظروف وسيمضي نحو غده المشرق.