رائد أبو طربوش / عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتقاطع فيه المسؤوليات، قليلون هم من يجمعون بين الكفاءة العالية، اللباقة الفريدة، والصبر الطويل، ممن يتركون أثرًا دائمًا في كل من حولهم. ومن خلال تجربتي الشخصية، كان لي شرف اللقاء مع معالي رئيس الديوان الملكي، يوسف العيسوي، مرتين فقط، لكن كل لقاء كان تجربة استثنائية تعلمت فيها الكثير عن معنى القيادة الحقيقية والإنسانية الراقية.
لم تكن هذه اللقاءات مجرد حوارات رسمية، بل كانت لحظات أظهرت الدقة في الأداء، العمق في الإصغاء، والقدرة على الجمع بين الحزم واللين. لقد لمسْت عن قرب كيفية تقديره للآخرين، واحترامه لكل وجهة نظر، وكيف يمكن للكلمة الواحدة أن تحمل تأثيرًا أكبر من أي قرار مكتوب. هذه الصفات النادرة تجعل من معاليه نموذجًا حيًا للقيادة الحكيمة، وتوضح أن المسؤولية ليست مجرد منصب، بل رسالة تُمارس بالصدق والالتزام.
ومن خلال تجربتي الشخصية معه، أدركت أن الشكر والامتنان ليس مجرد عرفان بالكلمات، بل شعور ينبع من القلب، ويزداد عمقًا في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم، حيث يصبح تقدير الكفاءات الذين يعملون بروح المسؤولية والوفاء واجبًا وطنيًا وإنسانيًا. فكما يعلّمنا ديننا الحنيف: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. والشكر هنا ليس شعارات فارغة، بل اعتراف حقيقي بتجربة شخصية مليئة بالاحترام والتقدير.
معالي رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي، شكري لكم ينبع من تجربة حية، من كل كلمة استمعت إليها بعناية، ومن كل لحظة شعرت فيها بالقيمة الحقيقية للكفاءة، اللباقة، والصبر الطويل. لقد تركتم أثرًا خالدًا في نفسي، وأكدتم أن القيادة ليست مجرد منصب، بل أسلوب حياة، وأن الكفاءة واللباقة والصبر الطويل، عندما يجتمعون في شخص واحد، يصنعون نموذجًا يُحتذى به، ويجعل من العمل رسالة صادقة للوطن والمواطن تحت ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم.




