حسين الرواشدة
يتحرك الأردنيون (أغلبهم ) على ريموت وسائل التواصل الاجتماعي ، يستنفرون على إيقاع إشاعة عابرة ، أو خبر مفبرك ، يستدعون من ذاكرتهم ،المحملة بالقصص والمواقف، ما يثبت أنهم كانوا على حق ، أو ما يؤكد هواجسهم تجاه الأداء العام لمن تبوؤا إدارة مؤسساتهم، المسؤولون ، أيضاً، وقعوا في ( فخّ) المنصات الإعلامية الجديدة ، ليس كل ما يعرف يقال ، ولا حان وقته ، وليس وراء كل ميكروفون إعلامي مهني ، او جهة بريئة ، أو رسالة في خدمة الجمهور ، هل أقول خدمة البلد؟
داخل الهاتف الصغير الذي نحمله ، ثمة حروب طاحنة تجري ، هنالك جهات تتولى إدارتها ، تضع على اجندتها ما تريد من موضوعات ورسائل ، وتوجّه النقاش العام نحو أهداف محددة ومقصودة تماماً، الهدف هو اختراق جدران الوعي، أو تغيير القناعات وتشكيل رأي عام يصب في خدمة هذه الأجندات، بلدنا في مرمى نيران هذه الحروب ، ومجتمعنا -على ما يبدو -لا يمتلك المناعة اللازمة لمواجهتها ، واجب إدارات الدولة ، وقادة المجتمع، أن يدركوا ذلك ، ويتعاملوا معه بمسؤولية وحكمة، من خلال ما يلزم من خطط وأدوات فاعلة ومؤثرة.
لا خيار أمامنا في معركة الوعي على الأردن ، وفي خدمته، إلا أن ننتصر، ميدان المعركة ، الآن ، ممتد وعميق ، الأطراف التي تشارك فيها بعضها معروف والآخر مجهول ، كل ما نفعله في الواقع الملموس من إنجازات يمكن أن يتبخر بطلقة خبر طائش او مفبرك، أو صورة مركبة ، او "ريلز إفك"ذكاء اصطناعي ، لا نستطيع أن نسيطر على هذا الفضاء ، أو نغلق حدودنا وأجواءنا أمامه.
مهمتنا الأساسية ،هي تحصين الوعي لدى الأردنيين ، وتحريك ماكينة الحس الوطني الأصيل ، وأعادة الثقة بين الأردنيين ودولتهم ومؤسساتهم، وإعادة الإعلام الأردني إلى مكانته ودوره ، كذراع للدولة ، امتحان الانتماء للأردن يكمن هنا ، كل رصاصة إعلامية تتعلق ببلدنا يجب أن تخضع للفحص والتحري قبل النشر ، الإعلامي هنا كالجندي ، يرد على مصدر إطلاق النيران بحرفية وبسالة ، ولا يجوز ، أبداً، أن يمارس دور "ساعي بريد " الإشاعات.
في آخر نسخة للحروب التي شهدتها منطقتنا ، تم اختراق الجبهات ، وتدمير الإرادات ، من خلال كبسة زر على هاتف، الوصول إلى البيانات مهّد الطريق لقصف المدافع والطائرات ، هزيمة العقول وزلزلة الوجدان أقصر طريق إلى احتلال الأرض والهيمنه على الموارد والسكان ، نريد أن نحمي بلدنا من هذا " الإفك" المعاصر الذي يبدأ بكلمة، او تصريح عابر ، فيصبح قنابل جاهزة للانفجار ،نريد أن نمنع أي اختراق لجبهتنا الداخلية بمزيد من الوعي والحذر ، وقبل ذلك الإيمان العميق بالأردن وهويته الوطنية وتاريخه ومؤسساته وقيادته ، هل وصلت الرسالة ؟ ارجو ذلك.



