شريط الأخبار
مجلس النواب: انتداب وليس نقل زوج نائبة لظروف إنسانية أشجار من عصر الديناصورات تخنق كاليفورنيا برائحة "كريهة"! أطعمة يومية "تبدو بريئة" ترفع سكر الدم! بالأسماء .. مدعوون للمقابلات الشخصية في أمانة عمان الذهب يواصل الصعود والسبب .. ! من "معقل النازية".. الملكة رانيا تُعرّي العالم من إنسانيته الزائفة! عمّان... المدينة التي تختنق تحت وطأة الفوضى طريقو عمل بابا غنوج بالطحينة بديل الفيلر .. 3 ماسكات طبيعية لنضارة البشرة طريقة عمل الجزر بالسكر.. حلوى منزلية سهلة بمذاق مميز وفيات الثلاثاء 11-11-2025 إثيوبيا تستعد لإعلان استضافتها لفعاليات كوب 32 عام 2027 بدون أعراض نزلة البرد .. ما أسباب السعال الجاف؟ ماذا يحدث لجسمك عند تناول كبدة الدجاج؟ باستخدام زبدة الفول السوداني.. هكذا يتم الكشف عن مرض الزهايمر جدري الماء عند الأطفال.. طرق منزلية لتخفيف الحكة هل يطيل زيت الزيتون عمرك؟ مفاجأة.. فوائد إضافية لشرب القهوة والشاي والماء طوال اليوم النفط يتراجع بفعل مخاوف من تخمة المعروض الذهب يسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع بدعم من رهانات خفض الفائدة الأميركية

من "معقل النازية".. الملكة رانيا تُعرّي العالم من إنسانيته الزائفة!

من معقل النازية.. الملكة رانيا تُعرّي العالم من إنسانيته الزائفة!
القلعة نيوز:
في زمنٍ تتراجع فيه القيم أمام المصالح، ويغيب فيه الصوت الأخلاقي وسط ضجيج السياسة، وقفت الملكة رانيا العبدالله في قمة "عالم شاب واحد" في ميونخ، لتقدّم خطاباً نادراً في صدقه وجرأته واتزانه، خطاباً تجاوز البروتوكول واللغة الدبلوماسية إلى مستوى الوعي الإنساني الكوني، راسماً ملامح "يقظة أخلاقية" في عالم يترنح على حافة السقوط القيمي.

الملكة رانيا لم تتحدث بصفة رسمية، بل بصوت امرأةٍ شهدت الألم الإنساني عارياً في غزة، وبصوت أمٍّ تخاطب ضمير العالم، فقد نسجت خطاباً يجمع بين الصراحة السياسية والعمق الفلسفي، بين الرهافة الإنسانية، والصرامة الأخلاقية، فجاء نصاً يُشبه بياناً عالمياً ضد التطبيع مع القسوة، وضد خدر الوجدان!

حين تبكي القيم بصوتٍ ملكي: الملكة رانيا تشهد على خيانة العالم لغزة


خطاب الملكة التاريخي، حمل نبرة الحداد، لا بوصفه انفعالاً عاطفياً، بل كشهادةٍ على انكسار النظام العالمي حين قالت: "غزة تلك لم تعد موجودة"!
كانت تصوغ مرثيةً للعالم بأسره .. لا لمدينةٍ واحدة!

فهي ترى في المأساة الفلسطينية ليس مجرد صراعٍ سياسي، بل انهياراً للبوصلة الأخلاقية للبشرية جمعاء، حيث أعادت الملكة صياغة السردية الإنسانية للحرب على غزة بلغةٍ تخاطب الغرب في ضميره، لا في مصالحه، مذكّرةً بأفظع دروس التاريخ: من نازية أوروبا إلى مجازر رواندا وميانمار، لتقول بوضوح إنّ السكوت على نزع إنسانية الفلسطينيين هو تكرارٌ لما أقسم العالم أن لا يكرّره أبداً.

بهذه المقارنة الشجاعة، كسرت الملكة احتكار الغرب للذاكرة الأخلاقية، ووضعت أمامه مرآةً قاسية تعكس نفاقه حين يبرّر القتل بذريعة الدفاع عن النفس، ويصمت أمام حصار شعب كامل يُصنّف البشر بـ"الحيوانات".

خطاب الملكة رانيا في ميونخ: بيان ضميرٍ عالمي في زمن اللامبالاة


وفي محورٍ فلسفي عميق، وجّهت الملكة رانيا نقداً حضارياً لاذعاً لثقافة الكراهية واللامبالاة التي تسرّبت إلى نسيج المجتمعات الحديثة خيث قالت بعبارةٍ تصلح أن تُخلّد:
"إن اللامبالاة شكل من أشكال الكسل الأخلاقي".

هنا يرتقي الخطاب من المستوى السياسي إلى ما هو أعمق: إدانة غياب الوعي الأخلاقي في زمن التقنية والضوضاء الإعلامية..
فالملكة لا تحذّر من الحرب وحدها، بل مما هو أخطر منها: الاعتياد على الحرب، والمرور على صور الجوع والدمار ببرودٍ، كما لو أنها مشاهد ترفيهية في شريطٍ متكرر.

الابادة لا تبدأ بالقنابل ،بل بالكلمات ..

تنتقد الملكة ظاهرة "تسييس التعاطف"، حيث يُعامل الضحايا بعدسات الاصطفاف السياسي لا بمعيار الإنسانية، فبينما يُفترض أن تكون المآسي مدعاة لوحدة الشعور الإنساني، أصبحت مادة للسخرية، ولإعادة إنتاج خطاب الكراهية بلبوسٍ جديد: وطنية زائفة، أو حرية تعبيرٍ مشوّهة، أو فخرٍ ثقافي يخفي عنصرية دفينة.

إنها تُذكّر بأن الإبادة لا تبدأ بالقنابل، بل بالكلمات.. فكل خطابٍ يجرّد الإنسان من إنسانيته إنما يمهّد الطريق إلى القتل، وحين يُبرَّر القهر أو يُبرَّر الصمت عليه، يتحوّل العالم إلى متواطئٍ جماعي.

ويبلغ الخطاب ذروته الفكرية حين وضعت الملكة الغرب أمام مسؤولياته التاريخية، فتقول من ميونخ، مهد النازية، وبجرأةٍ تحترم : "وجزءٌ من مواجهة الماضي هو امتلاك الوضوح الكافي لنسمي الظلم باسمه اليوم أينما وقع، وضد من وقع".

بهذه الجملة المفصلية، تنقل النقاش من التاريخ إلى الحاضر، من ذنبٍ مضى إلى واجبٍ قائم، مؤكدة أن المسؤولية الأخلاقية ليست موسمية، بل هي اختبار يومي لصدق الإنسانية، مضيفة تحذيرا بالغ الأهمية: إن الكراهية لا حتزدهر وحدها، بل تحتاج إلى شريكٍ صامت اسمه "اللامبالاة".. فمن يتذرّع بتعقيد القضايا، أو يختبئ خلف حيادٍ بارد، إنما يمدّ القهر بأوكسجين البقاء.

ما يميّز هذا الخطاب عن أيّ خطابٍ سياسي آخر هو جرأة الملكة في الربط بين الأزمة الأخلاقية وأزمة التكنولوجيا الحديثة، فهي ترى في هيمنة الذكاء الاصطناعي على علاقاتنا الاجتماعية دليلاً على تآكل الروابط الإنسانية، وعلى استعداد الإنسان المعاصر لتسليم ضميره للآلة، واستبدال الدفء الإنساني بذكاءٍ مصطنع، حين قالت محذّرة: "نحن نسلم مفاتيح إنسانيتنا بتهور، ليس لأننا نثق في الآلات، بل لأن الأمر أكثر راحة وسهولة".

هذه ليست مجرد ملاحظة تقنية عابرة، بل صرخة فلسفية ضد التفويض الأخلاقي للعقل الصناعي، فكما يُقتل الضمير تحت القنابل في غزة، يُخدّر الضمير في العالم المتقدّم تحت شاشةٍ باردة تُقنع الإنسان بأنه ما زال متواصلاً، بينما هو في الحقيقة معزولٌ تماما عن المعنى.

عن الشجاعة التي تتحدى اليأس ..

ورغم سوداوية المشهد، ينتهي الخطاب بجرعةٍ من الضوء النادر حين قالت الملكة: "الأمل ليس تفاؤلاً ساذجاً، بل شجاعة تتحدى اليأس"..
أكدت الملكة هنا أن الأمل في زمن القسوة هو "فعل مقاومةٍ" في حد ذاته!، وأن الحفاظ على التعاطف واليقظة الأخلاقية هو شكل من أشكال البطولة الحديثة.

يمكن القول، إن خطاب الملكة رانيا في ميونخ ليس مجرد مرافعةٍ عن غزة،او فلسطين عموما، بل عن المعنى الإنساني في زمنٍ بلا معنى!
أنه بالضبط إعلانٌ بأن الضمير لا يُقاس بالجغرافيا، وأن من يبرّر القتل أو يصمت عنه يخسر إنسانيته قبل أن يخسر حجّته.

بهذا الخطاب، أعادت الملكة صياغة الدور العربي في المحافل العالمية، من دور المرافِق السياسي إلى دور المرجعية الأخلاقية، وجعلت بكل شجاعة واقتدار وحنكة من صوت الأردن منبراً للضمير، لا للخطابة، ومن غزة عنواناً لاجتماع القيم قبل أن تكون ساحة حرب.

إنه خطابٌ سيُذكر طويلاً، لأنه لم يُلقَ باسم دولة، بل باسم الإنسانية المهدّدة بالانقراض وسط ازدحام العقول الباردة، والقلوب المنفصلة عن الألم،
ولأنه في النهاية يذكّرنا بأنّ:
من يعتاد الظلم، يفقد القدرة على الحلم، ومن يفقد الحلم، يفقد إنسانيته!