القلعة نيوز:
كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الأخير عن انخفاض عدد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن إلى بلادهم خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بنسبة 20% مقارنة بشهر أيلول (سبتمبر)، مرجعة السبب إلى بدء العام الدراسي واقتراب فصل الشتاء، وهما عاملان يؤثران عادة على وتيرة العودة الطوعية.
وبحسب التقرير، عاد أكثر من 13,300 لاجئ سوري من الأردن إلى سورية خلال تشرين الأول، مقابل نحو 16 ألفًا في أيلول. ومنذ 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024 وحتى 1 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، بلغ عدد العائدين المسجلين لدى المفوضية أكثر من 167 ألف شخص، فيما شهد الأسبوع الماضي عودة نحو 2,600 لاجئ، وهو رقم مماثل للأسبوع الذي سبقه.
وأوضح التقرير أن النساء والفتيات يشكّلن 49% من إجمالي العائدين، والأطفال 43%، بينما الرجال بين 18 و40 عامًا نحو 19%، مشيرًا إلى أن معظم العائدين قدموا من المجتمعات المستضيفة في عمّان وإربد.
حتى 2 تشرين الثاني الحالي، بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في الأردن نحو 436,400 لاجئ، يعيش 80% منهم داخل المجتمعات المستضيفة، و18% في المخيمات، في حين يقدَّر عدد الأطفال المسجلين بنحو 505 آلاف طفل.
إقليميًا، ذكرت المفوضية أنه وحتى 6 تشرين الثاني 2025، عاد أكثر من 1.2 مليون سوري من مختلف الدول المجاورة منذ كانون الأول 2024، وجاءت تركيا في المرتبة الأولى من حيث عدد العائدين، تلتها لبنان والأردن، بينما سجلت العراق ومصر أعدادًا أقل. كما عاد نحو 1.9 مليون نازح داخلي إلى مناطقهم داخل سورية، في حين لا يزال قرابة 7 ملايين شخص نازحين داخل البلاد.
وبيّنت المفوضية أنه تمت الموافقة على تقديم مساعدات نقدية لنحو 2,150 لاجئًا ضمن برنامج العودة الطوعية التجريبي، مع منحهم فترة أسبوعين لتنفيذ العودة بعد استلام الدعم.
وتوقعت المفوضية انخفاض عدد اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن إلى نحو 415 ألفًا بنهاية عام 2025، وإلى 290 ألفًا بحلول نهاية 2026، في ظل المتغيرات السياسية والأمنية في سورية.
وأظهر المسح الإقليمي لتصورات اللاجئين في أيلول 2025 أن 80% من السوريين يرغبون بالعودة إلى بلادهم يومًا ما، لكن نسبة من يخططون للعودة خلال عام واحد تراجعت من 40% إلى 22% بين اللاجئين في الأردن، بسبب استمرار المخاوف من الأوضاع الأمنية والمعيشية في سورية.
وأكدت المفوضية أنها لا تشجع على العودة الجماعية، لكنها تدعم الراغبين بالعودة الطوعية بما يضمن أن تكون آمنة وكريمة ومستدامة. كما حذّرت من تراجع حجم المساعدات الدولية وتحول أولويات التمويل العالمي، معتبرة أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤثر سلبًا على حماية اللاجئين ودعم المجتمعات المستضيفة في الأردن والمنطقة.




