النائب الدكتور أيمن أبو هنية
تأتي الزيارة الملكية الأخيرة لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى الدول الآسيوية الخمس في مرحلة دقيقة تتطلب من الأردن توسيع آفاق التعاون الدولي والانفتاح على شركاء جدد في عالم يشهد تغيرات متسارعة وتمثل هذه الجولة خطوة استراتيجية تعكس رؤية جلالة الملك في تعزيز مكانة الأردن عالميًا وإيجاد فرص اقتصادية واستثمارية قادرة على دعم مسيرة التنمية وتحسين الواقع الاقتصادي الوطني إن أهمية هذه الزيارة تكمن في التوقيت والاتجاه فهي نحو قارة تشهد نموًا اقتصاديًا هائلًا وتطورًا تكنولوجيًا وصناعيًا متقدمًا يجعل التعاون معها فرصة حقيقية للنهوض بقطاعات عديدة في المملكة وقد حملت اللقاءات التي أجراها جلالته رسائل واضحة تؤكد احترام العالم للأردن ولدور جلالة الملك في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين إضافة إلى تعزيز علاقات الأردن مع دول تمتلك أسواقًا ورؤوس أموال وتكنولوجيا تحتاجها المملكة في مشاريعها المستقبلية. وعلى الصعيد الاقتصادي فتحت الزيارة الباب أمام فرص كبيرة لجذب الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية والصناعات الدوائية مما يتيح فرص عمل جديدة ويعزز قدرة الاقتصاد الأردني على النمو كما عززت الزيارة إمكانية الوصول إلى أسواق ضخمة يمكن للصادرات الأردنية أن تجد فيها فرصًا حقيقية للتوسع إضافة إلى تعزيز التعاون في التعليم والتكنولوجيا بما يساهم في دعم التحول الرقمي والابتكار في الأردن. ومن المتوقع أيضًا أن تؤدي الزيارة إلى تنشيط قطاع السياحة من خلال الترويج للأردن في أسواق جديدة تمتاز بارتفاع حجم السياحة الخارجية ولم تقتصر نتائج الزيارة على الجانب الاقتصادي بل حملت بعدًا سياسيًا مهمًا يعزز حضور الأردن في القضايا الإقليمية ويفتح المجال أمام تعاون دولي أوسع يدعم الموقف الأردني ويمنح المملكة مساحة أكبر للتأثير في الملفات التي تمس أمنها ومصالحها العليا. وانطلاقًا من أهمية هذه الجولة الملكية فإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الحكومة لمتابعة نتائجها وتحويل مذكرات التفاهم والاتفاقيات والتفاهمات التي تحققت إلى مشاريع فعلية ونتائج ملموسة يشعر بها المواطن الأردني.
ومن الضروري تشكيل فرق متابعة وتفعيل قنوات التواصل مع الحكومات الآسيوية ذات العلاقة وإشراك القطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي وفرتها هذه الزيارة. ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نعبر عن عظيم الشكر والتقدير لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يبذل جهودًا كبيرة في خدمة الأردن وفتح آفاق جديدة لاقتصاده ودبلوماسيته مؤكدين أن هذه الزيارة تمثل محطة مهمة في مسيرة بناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات واستثمار الفرص. إن الزيارة الملكية للدول الآسيوية الخمس ليست مجرد تحرك دبلوماسي عابر، بل هي خطوة استراتيجية كبرى ينبغي استثمارها بأقصى طاقة ممكنة لتعزيز الاقتصاد الوطني ورفع مستوى معيشة المواطن ودعم مسيرة الإصلاح والتنمية في الأردن



