القلعة نيوز:
كتب علي السنيد:
فرق كبير في كل من تولي امانة المسؤلية العامة في الاردن في الماضي والحاضر بين من كان هاجسه خدمة وطنه وشعبه، وكان عطاؤه مشهودا، وقدم خدمات جليلة للناس، وامن المجتمع على حقوقه العامة، ومن واصل الليل بالنهار في خدمة نفسه، واستخدم كل مواقع المسؤولية التي تبوأها في اقتناص الفرص، والبحث عن المصالح العائلية، والشللية، والاثراء على حساب الاردنيين، ومن ثم اتخذ سياسة التنطع بالوطنية، والتغني بالوطن.
فرق بين من اراح ضميره ، وخدم امته، ومضى، وبين من خدم اهواءه واحلامه الخاصة، واستغل السلطة ، ومواقع النفوذ وكرسها في غاياته غير المشروعة.
وفرق لا يمكن قياسه بين اباء الوطنية الذين تسلموا قيادة المسؤولية في ظروف استثنائية، وقادوا احلام الشعب الاردني ومثلوا ارادته، وسيادته وكرامته، وكبريائه الوطني، وتركوا بصمة في مسيرة الوطن، وغادروا الدنيا والديون هي التي خلفوها لورثتهم لكي تشهد على مدى نزاهتهم، وذممهم الوطنية السامية.
فرق بين من ابر بالقسم الدستوري، وامتثل للقانون، والدستور، وصان المال العام، وقدس تراب الاردن، وحنى لحيته فيه، وبين من استغل المواقع العامة في ملاحقة المكتسبات، والامتيازات، وتفويد المحاسيب، وضرب عرض الحائط بمنظومة قيم الوظيفة العامة التي تقتضي النزاهة، والاستقامة ، والترفع عن المس بحقوق المساكين.
وفرق ساشع بين من اخلص للملك ، وخدم الشعب و كان فرح الشعب فرحه، وطمأنينة الناس تتنزل بشعور الرضى على قلبه الكبير، وقد فتح القلب والدرب للشعب الطيب، وبين من أغلق عليه باب مكتبه ، واختبأ خلف الكرسي، واقفل الامل في وجوه الاردنيين، واوجعهم بسياساته وقرارته التي اورثت الناس المعاناة، والضياع في مطاردة سراب الاحلام على قارعة الوطن.
فرق بين من ادرك سمو الدستور، والتجربة الديموقراطية، والرابطة الوطنية، وحق الاغلبية، وقداسة الحقوق المدنية، وشراكة الاعلام الوطني، والرأي العام المستنير، واهمية الخضوع للارادة الشعبية، وبين من ضرب صفحا بالمؤسسات الدستورية، وتطاول على الحقوق العامة، وكرس الفردية ، والشللية والمناطقة في المجال العام. واضر بمنظومة القيم الوطنية التي ترعى حقوق الاجيال.
فرق بين من اعطوا طعما للوطنية، ونكهة للحياة السياسية وقدسوا المؤسسات ، وابعدوها عن الشبهات، وعظموا المسؤولية وخدمة الوطن، ونفذوا القانون على انفسهم ، ونهضوا باحلام الاردنيين وتطلعاتهم الوطنية، واشادوا مصداقية لا تتزعزع مع الشعب.
فرق بين من عاشوا بين الناس واحسوا بوجعهم، وحملوا هم المجتمع، وادركوا عظمة المسؤولية ، وثقلها ، و صدقوا الملك، ولم يزييفوا الواقع ، ومن كان تفكيرهم بعقلية البنزنس، واستخفوا بمشاعر الملايين.
فرق بين من كان رمزا للنزاهة والوطنية، وبين من قادتهم المصالح والاهواء الى تضييع الامانة.
فرق بين المتفردين في وطنيتهم، وبين من تأتي بهم الاحداث في غفلة من الزمن الى احدى محطات الوطن.
ستزول المناصب، والمواقع العامة سريعاً، ويرحل شاغلوها، وسيطوينا الموت تباعا، وتبقى السمعة العطرة، وحق الوطن في اعناق ابنائه، ويبقى الرجالات، والقامات منارات وطنية تستضيئ بها الاجيال.




