السفير علي أبو علي كريشان
الجيش مصنع الرجال و خدمة العلم استثمار طموح في طاقات الشباب وبناء لمستقبل الوطن.
أقرّ مجلس النواب الأردني وبالأغلبية، مشروع قانون مُعدل لقانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية لسنة 2025، كما ورد من الحُكومة.
جاء ذلك خلال جلسة تشريعية، عُقدت اليوم الاثنين الموافق 17 / 11 / 2025
وذلك استجابة لإعلان سمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني، ولي العهد المعظم ، في شهر آب 8 /2025 عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم.
في ضوء التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشباب الأردني، يأتي قرار إعادة تفعيل خدمة العلم كمبادرة استراتيجية تعكس حرص سمو ولي العهد المعظم على تمكين جيل الشباب، وتعزيز مشاركتهم في خدمة الوطن، وتنمية روح المواطنة والانتماء لديهم
خدمة العلم ليست تجنيداً عسكرياً تقليدياً فحسب ، بل هي فكرة ريادية طموحة و مشروع وطني تنموي ، يهدف إلى بناء شخصية الشاب الأردني وصقل مواهبه و قدراته من كافة الجوانب النفسية، والبدنية، والأخلاقية، والمهارية. إنها فرصة لترسيخ القيم الوطنية وتعزيز مفاهيم الانضباط وتحمل المسؤولية، وهي صفات ضرورية في عصر التحديات والفرص المتسارعة.
فخدمة العلم شرف كبير لكل شباب الوطن ، بالإضافة إلى انها تعزز الانضباط الشخصي من خلال تحمل المسؤولية و الالتزام بالمواعيد، واحترام القوانين، وتنمية مهارات القيادة والعمل الجماعي.كم أنها تطوير للمهارات العملية والمهنية للشباب ، خاصة وان خدمة العلم تشمل برامج تدريبية في مجالات تقنية ومهنية مختلفة ترفع من جاهزية الشباب لسوق العمل.
وبدون ادنى شك فإن زرع روح الانتماء والولاء للوطن والقيادة ياتي عبر الانخراط في نشاطات تخدم المجتمع وتعزز الإحساس بالمسؤولية الوطنية.
كما ان خدمة العلم ستؤدي إلى تقليل فجوة البطالة بمنح المتدربين فرصاً حقيقية للتأهيل والتشغيل، و رفد مؤسسات الدولة بكفاءات مدربة ومنضبطة مما يساهم في رفع كفاءة الأداء العام وتعزيز الإنتاجية. ضمن شراكات منهجية و مدروسة بين القطاعين العام والخاص.
كما انها تعزز النسيج الوطني و التماسك المجتمعي عبر جمع الشباب من مختلف المحافظات والبيئات في بيئة واحدة تُكرّس مفاهيم الوحدة الوطنية وتجمعهم على هدف واحد مقدس هو خدمة الوطن .
كما ان خدمة العلم لها دور كبير في الحد من السلوكيات السلبية مثل الاتكالية، والعزوف عن العمل، والانجراف وراء الأفكار المتطرفة.
إن خدمة العلم هي استثمار وطني في طاقة الشباب ، وركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي ومتوازن . وهي ليست فقط خدمة وطنية جليلة ، بل بوابة نحو فرص جديدة، ونقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية و الوطنية ، تسهم في إعداد جيل مؤمن بوطنه، مسلح بالمهارات والقيم، قادر على الإسهام في نهضة الأردن الحديث.
فبكل الامتنان والإجلال نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله و رعاهما ، على هذه الخطوة التاريخية التي تعيد للأردن روح الانتماء وتعزز هويته الوطنية.
فهذا القرار الحكيم بإعادة تفعيل خدمة العلم ليس مجرد برنامج تدريبي، بل هو رؤية ملكية ثاقبة في استثمار في الإنسان الأردني و مدرسة لصناعة الرجال وتعزيز القيم و جسر بين التعليم وسوق العمل و منصة لإطلاق الطاقات الشبابية الكامنة كما انها توفر بيئة آمنة للنشء والشباب
فالقيادة الهاشمية المظفرة كما عهدناها دوما تتخذ خطوات موفقة وبالاتجاه الصحيح لبناء أردن أقوى وأكثر منعة و ازدهارًا .
عاش الأردن حرا عزيزا بشعبه العظيم وبقيادته الهاشمية الحكيمة الرشيدة .




