السفير علي ابو علي كريشان
تمثل جولة العمل الآسيوية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى اليابان، سنغافورة، باكستان، فيتنام، وإندونيسيا تحولاً استراتيجياً في السياسة الاقتصادية للأردن، وإعادة توجيه وضبط للبوصلة الاقتصادية نحو أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم. وتأتي هذه الزيارات في مرحلة عالمية بالغة الأهمية، تشهد إعادة هيكلة لخرائط التجارة والاستثمار العالمية، مما يعزز موقع الأردن كحلقة وصل استراتيجية بين آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
لم تكن حفاوة الاستقبال التي لقيها جلالة الملك المعظم في الدول التي شملتها هذه الجولة مجرد بروتوكولات دبلوماسية معتادة او استعراضات احتفالية فحسب ، بل كانت تجسيداً عميقاً للمكانة المرموقة التي يحظى بها على المستوى الدولي. فقد استقبل جلالته كزعيم عالمي له مكانته المرموقة قيمته العالية ومكانته الكبيرة والمتميزة بين. قادة العالم ، فقد حظي جلالته باستقبالات رسمية مشرفة، حيث شُكلت طائرات سلاح الجو في إحدى المحطات لترافقه ترحيباً بوصوله، في مشهد جوي مهيب يعكس عمق العلاقة والاحترام المتبادل بين الأردن وتلك الدول. كما تم تقليد جلالته أوسمة رفيعة المستوى، تقديراً لدور جالته الإنساني والقيادي. فجاءت حفاوة الاستقبال هذه شهادة دولية على الدور الكبير الذي يضطلع به جلالة الملك والمكانة المرموقة التي يحظى بها الأردن تحت قيادته.
لقد شكلت اليابان المحطة الأولى للجولة الملكية ، حيث مثلت منصة انطلاق نحو شراكات نوعية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. وتعمق الزيارة التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، مع التركيز على مجالات الأتمتة، الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتي تتقاطع بشكل مباشر مع أولويات الأردن في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
أما سنغافورة فقد مثلت محطة محورية أخرى، تركزت مباحثاتها على تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات حيوية تشمل التجارة، الاستثمار، التعليم، إدارة المياه، والطاقة. كما وسعت اللقاءات الرسمية آفاق التعاون الاقتصادي والدفاعي، معززةً العلاقات الثنائية القوية بين البلدين .
اما باكستان وإندونيسيا فقد مثلتا محطتين استراتيجيتين أخريين، حيث تمثل هاتان الدولتان سوقاً هائلة يتجاوز عدد سكانها 380 مليون نسمة. وفتحت الزيارات آفاقاً واسعة أمام الصادرات الأردنية، خاصة في قطاعات الأدوية، الكيماويات، المواد الغذائية، والمنسوجات، مستفيدة من الميزات التنافسية التي يتمتع بها الأردن.
تمثل هذه الجولة الملكية نقلة نوعية في التوجه الاقتصادي الأردني نحو تنويع الشراكات الدولية، والانفتاح على أحد أكثر الأقاليم ديناميكية في الاقتصاد العالمي. كما تتيح الجولة فرصاً استثنائية لتعزيز التبادل التجاري، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، التعليم التقني، والصناعات التحويلية.
وتعزز الجولة مكانة الأردن كمركز إقليمي للأعمال والخدمات اللوجستية، وتمكنه من الاستفادة من النماذج التنموية المتقدمة في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات الوطنية. كما تفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجال الأمن السيبراني، مستفيدة من التقدم التقني الذي تتمتع به دول مثل اليابان وسنغافورة.
تبرز أهمية هذه الجولة في قطاعات صناعية حيوية، لعل أبرزها قطاع المنسوجات، حيث تشكل فيتنام وإندونيسيا مركزين عالميين لصناعة الملابس الموجهة للتصدير. ومع التحولات في الأسواق العالمية، أصبح الأردن خياراً تنافسياً بفضل بنيته التحتية المتطورة، وتكاليف التشغيل التنافسية، وامتياز الدخول الحر إلى السوق الأمريكية.
تشكل الجولة الآسيوية لجلالة الملك عبدالله الثاني منعطفاً تاريخياً هاما في مسيرة الاقتصاد الأردني، وتمثل رؤية شاملة لإعادة تموضع الأردن على الخارطة الاقتصادية العالمية. كما تضع الأسس المتينة لشراكات استراتيجية مع دول تمتلك خبرات متقدمة في التقنيات الحديثة والصناعات المتطورة.
تمثل هذه الجولة استثماراً استراتيجياً في مستقبل الأردن الاقتصادي، وترجمة عملية لرؤى جلالة الملك في بناء اقتصاد أردني قوي وقادر على تحقيق النمو المستدام، مما يؤكد الحكمة والرؤية الثاقبة للقيادة الهاشمية في قيادة الأردن نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.
ختاما اقول بلسان صدق شكرا جزيلا جلالة سيدنا وربي يقويكم و يعطيكم العافية جلالة ابو الحسين على جهودكم الخيرة والمباركة والمستمرة .
ولجلالة سيدنا وسام التقدير عالي الشأن المرصع بمحبة الأرنبين جميعا .




