الإعلامية رشا موسى
تحتفل دولة الإمارات هذا العام بمرور أربعة وخمسين عاماً على تأسيس اتحادٍ فدرالي ناجح، شكل نموذجاً للحكم الرشيد والانسجام الوطني، ووضع أسساً لإدارة الحكم المحلي ضمن منظومة مركزية موحدة، تحقق الموازنة المثلى بين خصوصية كل إمارة ووحدة القرار الوطني.
لقد أثبت النظام الفدرالي الإماراتي — الذي يصون استقلالية الإمارات السبع ضمن إطار سيادي واحد — قدرته على إنتاج تنمية متوازنة، وتشريعات مرنة، وتوزيع عادل للموارد، ما جعل كل إمارة قادرة على الابتكار والاستثمار بما يتوافق مع خصوصيتها، دون أن يخل ذلك بالوحدة الكبرى أو الهوية الجامعة. هذه الصيغة السياسية الفريدة أسهمت في ترسيخ الاستقرار، وتعزيز قوة القرار، وتوفير بيئة قانونية واقتصادية جذابة للعالم.
وبصفتي مقيمة على هذه الأرض الطيبة، أشعر بانتماء حقيقي ليس فقط للمكان بل للفكرة: فكرة الاتحاد الذي يحترم الإنسان، يستثمر في قدرته، ويحتضن ثقافته دون أن يذيبها. هنا، لا يشعر المقيم بأنه ضيف عابر؛ بل جزء من نسيج إنساني رحب، ينبض بالعمل والتسامح.
إن الإمارات اليوم ليست مجرد دولة ناجحة اقتصادياً؛ بل حالة حضارية — فدرالية في الإدارة، موحدة في الرؤية، إنسانية في الجوهر.
وكل عام والإمارات نموذجاً لوطنٍ يفتح أبوابه للحلم، ويمنح كل من يعيش فيه شعور الأمان والانتماء والفخر



