شريط الأخبار
من يغادر البرلمان… ومن يبقى؟ الأرصاد الجوية: انخفاض على درجات الحرارة وزخات مطر متفرقة خلال الأيام الثلاثة المقبلة الرياحي يكتب : مراكز الإصلاح والتأهيل في الأردن نموذج يحتذى وإدارة حصيفة تؤكد على التطور والتحديث المستمر الرواشدة يُعبّر عن فخره بكوادر وزارة الثقافة : جهود مخلصة لإضاءة مساحات الجمال في وطننا السفير الأمريكي: أتطلع لتعزيز الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة حزب المحافظين في بيان عاجل يدعو للإسراع في تقديم مشروع قانون الإدارة المحليّة الملك للسفير الأمريكي لدى بالأمم المتحدة: ضرورة استعادة استقرار المنطقة القلعة نيوز تهنئ الدكتور رياض الشيَّاب بمناسبة تعيينه أميناً عامَّاً لوزارة الصحَّة للرِّعاية الأوليَّة والأوبئة وزير البيئة يؤكد سلامة نوعية الهواء في منطقة العراق بمحافظة الكرك قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل الملك يحضر في غرفة صناعة عمان فعالية استعرضت إنجازات القطاع الصناعي لعام 2025 عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة الحنيطي يستقبل رئيس أركان قوة دفاع باربادوس رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل وفداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فاعليات: افتتاح مركز جرش الثقافي خطوة نوعية لدعم الإبداع والمواهب الحباشنة عبّر "القلعة نيوز " يُطالب بطرح مشروع الناقل الوطني للمياه من العقبة "للاكتتاب العام" الأمن العام يطلق حملة "السلامة المرورية رئيس الوزراء يتفقد أربعة مواقع في جرش وإربد

سوريا بعد عام من تولي الشرع للرئاسة

سوريا بعد عام من تولي الشرع للرئاسة
سوريا بعد عام من تولي الشرع للرئاسة

كريستين حنا نصر
بدأت الثورة السورية في عام 2011م ، عندما طالب المتظاهرون آنذاك بالحرية والعدالة ، وللأسف تعسكرت الثورة دون الحصول على أي من المطالب التي رفعت الثورة شعارها ، ودخلت سوريا حينها حرباً وفوضى داخلية ، كما تواجد على الساحة السورية عدة دول خارجية ، تعمل على تأجيج الحرب فيها ، لا سيما الحرب بين النظام السوري وايران وحزب الله من جهة ضد مكونات المعارضة السورية ممثلة بالجيش الحر ، ثم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا من جهة أخرى ، وقد قتل واستشهد في هذه الحرب الكثير ، كما دمرت سوريا وبقي النظام ممثلاً بالاسد خلال الثورة مستمراً ولمدة 14 عاماً ، وتحديداً حتى الثامن من ديسمبر عام 2024م ، عندما أُسقط نظام البعث السوري المتمثل بال الاسد البائد من قبل جبهة النصرة بقيادة أحمد الشرع الذي أصبح بعدها رئيساً لسوريا .
وهذه الايام يحتفل السوريين في الشوارع والساحات والميادين العامة ، بمناسبة الذكرى الاولى لانتصار الثورة السورية ، التي أعقبها تشكيل الحكومة الانتقالية السورية برئاسة أحمد الشرع ، حيث تمّ حل الاجهزة الأمنية لحزب البعث السوري الحاكم التي كانت تحمي وتناصر النظام السابق ، كما حل البرلمان السوري ، وجرى تشكيل مجلس تشريعي مؤقت ، يتولى مسؤولية سن القوانين ، وادارة المرحلة الانتقالية ، كذلك تمّ تعليق العمل بدستور عام 2012م ، والبدء بإعادة سن دستور جديد يعكس مطالب وآمال الشعب السوري ، من أجل تحقيق هدف أساسي هو اعادة هيكلة المؤسسات العسكرية ، وتشكيل جيش سوري جديد من الفصائل التي حررت سوريا من النظام السابق ، حيث جرى تفكيك الميليشيات التابعة للنظام السابق والمدعومة من محور المقاومة وحزب الله ، كذلك تم أيضاً حل الجبهة الوطنية التقدمية وحظر اعادة تشكيلها بهدف إنهاء هيمنة الحزب الواحد على السلطة ، وتالياً تم الغاء جميع فصائل الثورة السورية ودمجها في مؤسسات الدولة السورية الجديدة .
وهذه الاجراءات المتبعة كانت بهدف تحقيق انتقال سياسي سلمي وتعزيز سيادة القانون ، حيث شُكل مجلس تشريعي مؤقت يتولى مهمة سن القوانين وادارة المرحلة الانتقالية ، و اعادة دمج الفصائل المسلحة المختلفة على الارض السورية تحت مظلة الدولة ، والتركيز على المصالحة الوطنية ، وتشكيل حكومة جديدة تمثل جميع أطياف الشعب السوري باستثناء منطقة سوريا الديمقراطية ، حيث جرى توقيع اتفاقية بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع تكونت من حوالي عشرة بنود ، وهي الآن دخلت في مرحلة حيز التنفيذ ولكن لم يجري بعد تنفيذ كامل البنود التي تضمنتها.
وعلى صعيد العلاقات الدولية فقد استعادت سوريا الجديدة العلاقات الدولية خاصة مع حضنها العربي ، وتلقت دعم اقليمي قوي من الدول العربية منها السعودية وقطر ، حيث كان أمير قطر الشيخ تميم ال ثاني أول حاكم عربي يزور دمشق في فترة رئاسة احمد الشرع ، وأيضاً في اطار العلاقات الدولية السورية فقد تحسنت وتطورت ، و أهمها العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية ، وتمثل ذلك بزيارة الرئيس احمد الشرع مؤخراً الى البيت الابيض والتي اسفرت عن قرار مهم وهو الغاء قانون قيصر عن سوريا .
إن مرحلة اعادة تأسيس دولة جديدة بعد حكم البعث السوري فيها وتحالفاته آنذاك مع ايران وحزب الله ، تتضمن السعي الى بسط الامن في سوريا وهذا هدف يصعب تحقيقه اليوم بسرعة ، باعتبار ان المشهد السوري معقد جداً ، وبالاخص نظراً لوجود اعراق وقوميات ومذاهب وأديان متعددة في سوريا ، اذ وقعت العديد من الانتهاكات والمشاكل منها ما جرى في الساحل السوري للمكون العلوي ، وعلى اثرها كان مقتل الكثير وحتى الان يقال أنه يوجد هناك الكثير من النساء العلويات المختطفات ، وبالطبع يضاف الى هذه المشاكل والتحديات ما جرى في السويداء من المعارك بين أهل السويداء والعشائر العربية السورية و وجود مسلحين خارج نطاق الدولة وسعي الحكومة الانتقالية الى تهدئة الأمور ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات ، وبالطبع يوجد هناك شعور بعدم الرضا من قبل البعض تجاه الحكومة المؤقتة ، بالمقابل فإنه يوجد هناك آخرين راضين كثيراً عن هذه الحكومة ، ولا شك أن هذه المرحلة الانتقالية تتصف بالحساسية وتعتبر غير سهلة ، تحتاج جهود كبيرة لضبط الامور سياسياً وعسكرياً و أمنياً ، خاصة بعد اسقاط النظام السابق ، واي ثورة تنجح فإنه من الطبيعي أن تمر بمرحلة صعبة ، تتطلب القدرة والنجاح في ضمان استتباب الأمن والاوضاع وضبط زمام الأمور في الدولة كلياً ، خاصة بعد حالة الثورات المشتعلة ، وبالتالي يكون الانتقال من حالة الحرب الى حالة الأمن والاستقرار ، والتي قد تأخذ في بعض الأحيان عدة سنوات ، على سبيل المثال ما جرى في العراق بعد اسقاط حكم صدام حسين ، حيث اخذت الاوضاع سنوات عديدة حتى تم السيطرة على زمام الامور في الدولة .
الان وفي هذه المرحلة في سوريا الجديد يوجد الكثير من الضغوطات على الحكومة المؤقتة ، ومنها الشروط الامريكية المتعلقة برفع عقوبات قانون قيصر ، ومن هذه الشروط انضمام الدولة السورية الى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب وداعش ، ومن الشروط أيضاً قرار الامم المتحدة بفرض قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015م على سوريا احمد الشرع ، وقد تم مؤخراً زيارة بعض اعضاء الامم المتحدة الى سوريا ، واهم بنود هذا القرار الاممي الطلب من الحكومة السورية باجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف أممي ، ومن البنود المهمة ايضاً صياغة دستور جديد للدولة السورية ويؤكد القرار على حماية حقوق الانسان والحريات الاساسية في سوريا .
وفي هذه المرحلة أيضاً تعمل الحكومة المؤقتة في سوريا على تنفيذ القرار 2254 أي تشكيل حكومة جديدة ، ولكن تتحفظ حكومة احمد الشرع على بعض البنود ، اذ ان القرار القائم لفض الصراع بين الطرفين لم يعد قابلاً للتطبيق بصيغته الحرفية ، باعتبار ان أحد الطرفين و هو نظام بشار الاسد البائد الذي سقط و هو الآن في موسكو و قد هرب معه أيضاً معظم كبار قادة نظامه للخارج .
ويوجد اسئلة كثيرة موجهة للحكومة المؤقتة ، و أهمها ما هي الخطوات التي سوف يتم اتخاذها لتحقيق فرض كامل للسيادة والأمن والاستقرار على الاراضي السورية ؟ ، وكيف ستتعامل الحكومة مع ملف اللاجئين السوريين في الخارج ؟ ، وهل يمكن للحكومة المؤقتة تنفيذ بنود القرار الأممي رقم 2254 ، (و الذي كتبت وعالجت كامل بنوده في مقال سابق منشور لي ) ؟ ، وما هو مصير الملف الأمني والاتفاق مع اسرائيل لمنطقة الجنوب السوري ؟ ، وهل سوف يتم دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري وتنفيذ البنود التي تم التوقيع عليها من قبل الطرفين ؟ .
لقد بات واضحاً أن الحكومة المؤقتة الانتقالية لديها الكثير من التحديات ومن عدة ملفات منها الامنية والاقتصادية وغيرها ، كذلك عليها القيام بما تتطلبه مرحلة تأسيس بنية دولة جديدة ، خاصة أيضاً بعد إنهاء والغاء حكم البعث الحاكم فيها ، و إعادة بناء دولة جديدة . هي حتماً ستكون عملياً مرحلة صعبة ومليئة بالتحديات للوصول الى اعادة بناء الدولة أي سوريا جديدة حرة أبية ديمقراطية موحدة تتميز بنظام تعددي لادارة محلية ، تشارك فيها كل مكونات المجتمع السوري الذي سيكون هدفه بناء وطنه سوريا الجديدة .