حسين الذكر
في الثقافة الرياضية ينبغي ان نفرق بين ارادتي الجمهور والادارة فقد اصبح تباعد التفكير منطقيا بينهما ... ففيما الجماهير تعصف بكل شيء يتعارض مع عواطفها وحماسها وتعابيرها المحقة فيها .. الا ان الكلمة الفصل ستبقى بيد الادارة وحدها وفقا لدورها المؤسسي ولجانها العاملة التي تتحمل مسؤولية القراءة والتقييم واتخاذ القرار المتسق مع المصالح الوطنية العليا وليس الكروية فحسب ..
( المصالح الوطنية العليا ) .. ليس مصطلح جديد لكنه ظهر بقوة في عالم كرة القدم المعاصرة تحديدا بعد هيمنة التواصل في قرية يرتع بها الانسان العولمي ..
من وجهة نظر تنسجم مع العنوان لا اعتقد ان الاتحاد القطري في ورطة برغم حراجة المواجهة نتائجيا مع الجمهور لكن الادارة مع مركزية مؤسساتية راسخة لا تخضع للاهواء وتسير بتؤدة نحو تحقيق الاهداف المرسومة لا يمكن ان تنظر للجانب الفني وحده في التقييم فقطر بعرس عربي تحقق منه ثمانين بالمائة من الملفات الاخرى فيما نعطي الجانب الفني الخاص بالمنتخب عشرة من عشرين سيكون النجاح القطري تسعين من مئة وهي نتيجة وطنية كبرى وهذا هو الاهم .
في الجوانب الفنية لم يكن منتخب العنابي مرشح رئيسي للفوز ببطولة كاس العرب مع وجود طموح جماهيري مستند على الارض والجمهور وخلفية التاهل لكاس العالم وهي اذرع مساندة محفزة جماهيريا واداريا .. لكن ارض الميدان شيء اخر تحكمه المنافسة والظروف ولم يوفق منتخب قطر لتحقيق ادنى الطموح المتمثل بالتاهل للدور الثاني .
من ناحية ثانية هل الخلل في المدرب الاسباني الشهير وصاحب الانجازات والسيفي التدريبي الكبير فضلا عن عقلية المدرسة الاسبانية التي تخرج منها لوبتيجي ام في الادوات كلاعبين ودوري ومنظومة .. هنا حتما المسؤولية مشتركة الا ان الهدف الابعد لقطر هو الاعداد لكاس العالم في ظهور ثاني للعنابي جدير بان ياخذ بنظر الاعتبار في مجموعة تضم ( كندا وسويسرا ومنتخب اوربي ) وهي مجموعة ليست سهلة لكنها بنفيس الوقت ليست عصية وممكن لقطر ان تصمد امامها وتبلغ نتائج مقبولة فنيا .
اذا الهدف كاس العالم وهذا ما تعيه الجماهير القطرية الشقيقة وهو هدف اتحادي ينسجم تماما مع المصلحة القطرية العليا .. وهي على الطريق لتحقيقه ومشاركة المنتخب بكاس العرب وان وصفت – بالمخيبة – لكنها تعد خطوة اولى لتصحيح المسار على يد مدرب خبير ويحتاج لجلسات صراحة ومسائلات من لجان فنية مختصة وجهات استشارية عارفة ليس بكرة القدم بل في الابعاد والاهداف المطلوبة وذلك لا يشترط الاقالة بقدر ما يمثله من فهم مشترك للادوات وحقيقة المستوى والحاجات التي تسد النواقص الظاهرة وهي ليست قليلة ولا اعجازية .




