حوادث المدافئ المؤسفة لماذا تتكرر؟
مجموعة القلعة نيوز الإعلامية
د. محمد البدور
في كل عام وفي فصل الشتاء يضجّ مجتمعنا بحادثة مأسوية ناتجة عن الاستخدام الخاطئ للمدافئ، وخاصة العاملة على الغاز والكاز ومواقد الحطب. وبالأمس وفي مدينة الزرقاء قضى خمسة أفراد من أسرة واحدة خنقًا، وراحوا ضحية بسبب تسرب الغاز من مدفأتهم حسب التقارير الأمنية، ومن قبلهم حادثة أخرى في عمّان قضى فيها ثلاثة أفراد من عائلة واحدة.
وبما أن هذه الحوادث تتكرر، فلماذا لا تتخذ الإجراءات الاحترازية الوقائية في المنازل، والتي تؤكد عليها المراجع المختصة كالدفاع المدني ومنصات الإرشاد الاجتماعي، وجميعها باتت معروفة ولا تخفى على أحد؛ مثل التهوية قبل النوم، وإطفاء المدافئ، وابتعاد الأطفال عن مصادر اللهب، وعدم تركهم لوحدهم بالقرب منها، أو وحيدين في المنازل، وخاصة الأبناء الذين يُتركون في منازلهم حين يتوجه والداهم إلى العمل، أو عندما يعودون من مدارسهم ويشعلون المدافئ.
حقيقةً، على كل أسرة أن تضع خطة وقائية وبرنامجًا دفاعيًا يقيها مخاطر المدافئ في موسم الشتاء، وأن تعلّم وتدرّب أبناءها بالنصح والإرشاد على كيفية التعامل مع هذه الوسائل أو التصرف في حال نشوء حريق لا سمح الله، وأن تضع رقم هاتف الطوارئ مكتوبًا على أكثر من لوحة في الغرف لطلب المساعدة وقت الحاجة وعند الضرورة. ولعلّه من باب الحرص أيضًا أن يتفقد المقرّبون بعضهم بعضًا للاطمئنان والتأكد من نومهم بأمان وسلام.
حمى الله بيوتنا وأسرنا ووطننا، وجنّبنا كل مكروه وسوء.




