الإعلام الرياضي القطري منصة استراتيجية لتعزيز التقارب العربي
بقلم : الدكتور يوسف عبيدالله خريسات
أصبح الإعلام الرياضي القطري أحد أبرز أدوات القوة الناعمة في المنطقة بعدما نجح في تحويل الرياضة من حدث تنافسي محدود إلى منصة استراتيجية تسهم في تعميق التقارب العربي وتعزيز الهوية المشتركة فالتجربة القطرية أثبتت أن الرياضة حين تقترن بإعلام مهني واع تصبح لغة سياسية قادرة على التأثير وبناء جسور التواصل بين الشعوب والدول
لقد أدركت قطر مبكرا أن الاستثمار في الإعلام الرياضي يتجاوز الأساليب التقليدية إلى بناء خطاب عربي يسلط الضوء على الإنجاز ويعزز قيم الانتماء ويقدم صورة حضارية للعالم العربي بمستوى ينسجم مع إمكاناته وقدراته وأسهمت المؤسسات الإعلامية الرياضية القطرية بدور كبير في إبراز النجاحات العربية في المحافل الدولية وتقديم الرياضة باعتبارها مجالا مشتركا يلتقي فيه الجميع على أرضية جامعة
وتبرز أهمية التجربة القطرية في قدرتها على تحويل الاستضافات الكبرى وفي مقدمتها كأس العالم 2022 إلى مشروع سياسي وثقافي متكامل يبرهن أن العرب قادرون على تقديم نموذج عالمي في التنظيم والإدارة وعلى توظيف الرياضة لتعزيز التعاون الإقليمي وتخفيف حدة التباينات السياسية فالإعلام الرياضي القطري بات أداة فعالة للدبلوماسية الناعمة تسهم في بناء مناخات إيجابية بين الشعوب وتفتح المجال أمام خطاب عربي موحد يقوم على الثقة والاحترام المتبادل
كما نجح الإعلام الرياضي القطري في ترسيخ حضور الهوية العربية في الفضاء الدولي عبر تغطيات مهنية متوازنة تظهر إنجازات الرياضيين العرب وتؤكد أن الرياضة مساحة لتعميق الشعور بالانتماء وصياغة سردية عربية حديثة تبرز قيم القوة والوحدة والحضارة.
وتقدم التجربة القطرية دليلا واضحا على أن الإعلام الرياضي رافعة استراتيجية قادرة على دعم العمل العربي المشترك وتعزيز التواصل بين الشعوب وترسيخ صورة حضارية مشرقة للمنطقة ليصبح الإعلام الرياضي إحدى أدوات صناعة المستقبل العربي ومنصة تعيد تعريف الهوية العربية بصورة معاصرة تقوم على الثقة والانفتاح والقدرة على الإنجاز.




