أزمة ثقة… حين تصنعنا الخيبات
الدكتور محمد تيسير الطحان
أزمة ثقة… حين تصنعنا التجارب الخاطئة من كثرة التجارب الخاطئة
مع البشر
أصبحت الثقة عبئًا لا يُحتمل... لم نولد متشككين، ولم نكن قساة
القلوب
لكننا أُجبرنا على ذلك... كم مرة أعطينا بصدق؟
وكم مرة خُذلنا ونحن نعتقد أن النوايا تكفي؟ وفي النهاية، حين
تغيّرنا، قيل لنا (أصبحت قاسي القلب)
ولا أحد يسأل: من الذي صنع هذه القسوة ..... المجتمع لا يرى
الجروح، يرى فقط النتيجة لا يرى كم مرة صبرنا، وكم مرة تنازلنا، ولا يرى كيف خابت
آمالنا في أشخاص حسبناهم سندًا،
فإذا بهم أول من خذلنا دخلنا علاقات وصادقات أشخاصًا كنا
نعدّهم أقرب الناس،
نثق، ونمنح، ونراهن عليهم، لكن للأسف… لم يكونوا كما ظننا ومع كل خذلان، كانت قطعة من القلب تُغلق إلى
الأبد .... ومع الوقت، يصبح الانعزال خيارًا لا رغبة ليس لأننا نكره الناس.
بل لأن السيئ لم يترك في داخلنا مساحة للجيد ندخل أي علاقة
جديدة ونحن نحمل خوف النهاية.
نعرفها قبل أن تبدأ، فنصبح أكثر حساسية، أكثر حذرًا، وأكثر
صمتًا وقد يكون الطرف الآخر طيبًا،
لا يقصد بكلامه أذى، لكن تجاربنا السابقة تجعلنا نفسّر كل شيء
بقلق،
فالجراح القديمة لا تنسى بسهولة، والخذلان يترك أثرًا لا يمحوه
الوقت لسنا سيئين، نحن فقط متعبون
لسنا قساة، نحن فقط نحاول حماية ما تبقّى من قلوبنا.




