القلعة نيوز :
بقلم: خليل قطيشات.
في لحظةٍ من التأمل الهادئ، حين تتقاطع الذاكرة مع الحاضر، تبدو كليةُ عجلون الجامعية أشبه بقمّةٍ تلتقي عندها الرؤية بالرسالة، ويطلّ منها الوطن على مستقبلٍ يصنعه أبناءه بوعي واقتدار. هناك، بين حجارةٍ تعرف التاريخ، وشجرٍ يشهد على ثبات المكان، تتفتح مسارات جديدة تُعيد تعريف التعليم بوصفه فنًّا لبناء الإنسان قبل أن يكون برنامجًا لإعداد الخريجين.
لقد أدركتُ، وأنا أعايش تفاصيل يومٍ دراسي في رحاب البلقاء التطبيقية – كلية عجلون، أن هذه المؤسسة لا تكتفي بأداء دورها التقليدي، بل تمارس ما يشبه الهندسة الدقيقة لصناعة الكفاءات الوطنية؛ حيث يتحول كلّ أكاديمي، وكلّ إداري، وكلّ عامل إلى جزء من نسيج متكامل يؤدي الأمانة بإخلاص يليق برسالة التعليم في وطن يراهن على شبابه.
ومن أهم ما يميّز كلية عجلون الجامعية ويمنحها قيمة واضحة في منظومة التعليم العالي الأردني، هو امتدادها التاريخي وارتباطها الوثيق بمجتمع محافظة عجلون ومتطلباته التنموية. فقد تأسس المعهد التربوي الذي تطوّر لاحقًا إلى كلية عجلون الجامعية عام 1964م باسم معهد معلمات عجلون، ثم تحوّل في 1980م إلى كلية مجتمع بنات عجلون. وفي عام 1997م أصبحت جزءًا من جامعة البلقاء التطبيقية باسم كلية عجلون الجامعية، وفي 2011م أُصبحت كلية مختلطة تستقبل الجنسين، لتواكب التحولات التعليمية والاجتماعية في المملكة.
كما أن الكلية لا تقتصر على التعليم النظري فقط، بل تعزز التفاعل المجتمعي من خلال أنشطة توعوية ومبادرات تطوعية وفعاليات تربوية وثقافية تهدف إلى صقل شخصية الطالب وإكسابه مهارات الحياة، ما يجعلها بيئة تعليمية متكاملة تنطلق من خدمة المجتمع المحلي وتطويره. ولم تتوقف الكلية عند حدود التعليم التقليدي، بل تقيم شراكات مع مؤسسات وطنية لتعزيز قدرات طلبتها، مثل التدريب العملي على استخدام منصات مهنية عالمية، ما يفتح آفاقًا أوسع للطلبة نحو سوق العمل العالمي ويواكب التوجهات الحديثة في التوظيف الرقمي. هذه السمات تجعل من كلية عجلون الجامعية منارة تعليم تطبيقي تجمع بين القيم الأكاديمية، والعمل المجتمعي، وتطوير المهارات العملية، لتكون بحق ركنًا مهمًا في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.
إن كلية عجلون الجامعية ليست مجرد مبنى أكاديمي؛ إنها بيت خبرة تتقاطع عنده احتياجات المجتمع مع طموحات الدولة، وتتشكل فيه قدرات بشرية قادرة على المنافسة، مدرَّبة على مواكبة تحولات المعرفة، ومهيّأة للدخول بثقة في سوق العمل.
ولأن التميّز لا يأتي مصادفة، فقد كان لكلٍّ من رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الأستاذ الدكتور أحمد العجلوني بصمته الواضحة في تعزيز جودة التعليم وتطوير البيئة الجامعية، ولـ عميد كلية عجلون الدكتور وائل الربضي نظرته المستقبلية التي انطلقت منها الكلية نحو برامج أكاديمية تواكب التحول الرقمي، وتستجيب للتغيّرات السريعة في العلوم والتكنولوجيا.
ولعميد كلية عجلون الجامعية وائل الربضي نظره مستقبلية التي انطلقت منها الكلية نحو برامج أكاديمية تواكب التحول الرقمي وتستجيب للتغيرات السريعه في العلوم والتكنولوجيا هذا من جهة ومن جهة أخرى المتابعة المستمرة والحثيثة لهو للمنشات قيد الانشاء مع الدائرة الهندسه لتكون مخرجات هذا المباني مواكبة للمتطلبات الأساسية التي أنشأت من أجلها تلك المنشآت والتي تليق بصرح العلمي الشامخ لكلية عجلون الجامعية
كل التحيه والتقدير إلى رؤساء الأقسام والهيئة التدريسية والإدارية،فهم يشكلون سلسلة ضوء التي تُنير الطريق أمام الطلبة، وتمنح الكلية مكانتها المستحقة في خارطة التعليم العالي الأردني.




