رؤية سمو ولي العهد للشباب والعمل التطوعي
الأستاذ
الدكتور عمر علي الخشمان
يولي سمو
الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد حفظه الله، اهتمامًا كبيرًا بتمكين
الشباب الأردني وتعزيز دورهم الفاعل في بناء المجتمع، إيمانًا منه بأن الشباب
يشكّلون الركيزة الأساسية للتنمية الوطنية الشاملة، والطاقة الإنسانية القادرة على
إحداث التغيير الإيجابي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والعلمية والتكنولوجية.
وانطلاقًا من
هذه الرؤية، أطلق سموه في الخامس من كانون الأول من العام 2021 جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعيإلى جانب ميثاق العمل
التطوعي الأردني، في خطوة نوعية تهدف إلى ترسيخ ثقافة العمل
التطوعي المؤسسي والمنظم، وتعزيز قيم المواطنة الفاعلة والانتماء لدى الشباب،
وإشراكهم في خدمة المجتمع بأسلوب حضاري ومستدام.
وتجسّد هذه
المبادرة إيمان سمو ولي العهد بأن الشباب الأردني يمتلك الطموح والحماسة والقدرة
على الإبداع والعطاء، وأن الاستثمار في طاقاتهم يمثل أساسًا حقيقيًا للتنمية
والتقدم. وقد جاءت الجائزة لتكون إطارًا وطنيًا محفزًا للعمل التطوعي، يشجع
المبادرات الشبابية ويقدّر الجهود الفردية والجماعية التي تسهم في خدمة المجتمع.
أسهمت الجائزة
في إحداث نقلة نوعية في واقع العمل التطوعي في الأردن، وحققت أثرًا إيجابيًا
واضحًا على الشباب الأردني والمجتمع على حد سواء. فقد جاءت الجائزة برؤية وطنية
تؤمن بقدرات الشباب وتعمل على توجيه طاقاتهم نحو خدمة المجتمع بطريقة منظمة
وفاعلة، الأمر الذي ساعد في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي كقيمة إنسانية وسلوك مجتمعي
دائم.
على مستوى
الشباب الأردني، ساعدت الجائزة في تعزيز وعيهم بأهمية العمل التطوعي ودوره في بناء
الوطن، ومنحتهم الفرصة لاكتشاف قدراتهم وتطوير مهاراتهم القيادية والشخصية، مثل
العمل بروح الفريق، وتحمل المسؤولية، والتخطيط، واتخاذ القرار. كما أسهمت في تعزيز
ثقتهم بأنفسهم وإشعارهم بقيمة دورهم في المجتمع، وربطت بين روح المبادرة لديهم
واحتياجات المجتمع الفعلية، مما شجعهم على إطلاق مبادرات تطوعية إبداعية تعكس
طموحاتهم وقدرتهم على التغيير الإيجابي.
أما على مستوى
المجتمع الأردني، فقد كان للجائزة أثر ملموس في تعزيز التماسك الاجتماعي وترسيخ
قيم التعاون والتكافل بين أفراده، حيث ساهمت المبادرات التطوعية في خدمة قطاعات
تنموية متعددة كالتعليم والصحة والبيئة والعمل الاجتماعي، وساعدت في سد بعض
الفجوات في الخدمات المقدمة للمجتمع، خاصة في المناطق الأقل حظًا. كما عززت
الجائزة مفهوم المسؤولية المجتمعية، ورسخت الشراكة بين الشباب والمؤسسات الوطنية
في مواجهة التحديات المجتمعية.حفظ الله الأردن آمنًا مزدهرًا بقيادته الهاشمية الحكيمة، وسدد
خطى شبابه ليبقوا دائمًا عنوان الخير والبناء والفلاح.




