د. عزالدين عبد السلام الربيحات
جاء فوز المنتخب الوطني الأردني على نظيره السعودي الشقيق في نصف نهائي كأس العرب ليشكّل لحظةً وطنيةً جامعة، تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، وحملت معها معاني الفخر والاعتزاز، ورسالةً واضحة بأن التنافس الرياضي يمكن أن يبلغ ذروته دون أن يمسّ عمق الأخوّة العربية وروابط القربى والنَّسب.
وقد عكس هذا الإنجاز الروح العالية التي دخل بها "النشامى” المباراة، مدعومين بإيمانٍ راسخ من القيادة بالشباب الأردني وقدرتهم على صناعة الفارق. وفي هذا الإطار، يبرز الدور المعنوي الداعم الذي يضطلع به سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وليّ العهد، والذي شكّل حضوره القريب من الرياضيين ومتابعته الدائمة لمسيرة المنتخب عنصرَ ثقةٍ وتحفيز، عزّز من عزيمة اللاعبين، ورسّخ في نفوسهم أن الوطن يقف خلفهم في كل تحدٍّ.
إن دعم سموّ ولي العهد للمنتخب الوطني لا يُقرأ فقط في إطار التشجيع، بل في رؤيته الأشمل لدور الرياضة كمساحة لتمكين الشباب، وبناء الشخصية الوطنية القائمة على الانضباط والعمل الجماعي والطموح. وقد انعكس هذا الدعم في الأداء المتوازن والروح القتالية التي قدّمها اللاعبون، حيث لعبوا بروح الفريق الواحد، وإحساسٍ عالٍ بالمسؤولية تجاه الوطن والجماهير.
ويكتسب هذا الفوز بُعدًا إنسانيًا خاصًا، في ظل رابطة النَّسب التي تجمع الأردن والمملكة العربية السعودية، والمتمثلة بزواج سموّ وليّ العهد من سموّ الأميرة رجوة آل سيف، في صورةٍ تُجسّد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. وهو ما يجعل من هذه المباراة نموذجًا راقيًا لمنافسةٍ شريفة، لا تنتقص من المحبة، ولا تُضعف روابط القربى، بل تؤكد أن النتائج الرياضية عابرة، فيما الأخوّة باقية.
ولا يكتمل المشهد دون توجيه تحية تقدير لجهود جميع من أسهموا في هذا الإنجاز؛ من لاعبين قدّموا أداءً مشرفًا، وجهازٍ فني أحسن الإعداد وقراءة المباراة، وجهازٍ إداري وفّر الاستقرار والدعم، إضافة إلى الإشارة إلى الدور الداعم والمستمر لسموّ الأمير علي بن الحسين في مسيرة كرة القدم الأردنية، بما يعزّز استدامة النجاحات ويصون تطور اللعبة.
ختامًا، يفرح الأردنيون اليوم بانتصار منتخبهم، وهم يدركون أن هذا الفوز لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة دعمٍ قيادي واعٍ، وعملٍ جماعي منظم، وروحٍ وطنية عالية، تؤمن بأن الرياضة رسالة قبل أن تكون نتيجة، وأن الأخوّة والنَّسب أقوى من أي منافسة، وأبقى من أي فوز.




