القلعة نيوز:
بقلم: مادلين المومني
ليس الفوز وحده ما يصنع المجد، بل الروح، والإصرار، والدعم الذي يحيط بالإنجاز من كل الجهات. وهكذا كان منتخب النشامى، منتخب الأردن، خلال العامين الماضيين، قصة وطن متكاملة، كتبت فصولها في الملاعب، وساندتها القيادة، واحتضنها الشعب.
ما حققه النشامى لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل وجهد وتضحيات كبيرة، وسط تحديات قاسية وظروف لم تكن دائمًا منصفة، خاصة في بعض المحطات التي تعرض فيها المنتخب لظلم تحكيمي واضح. ورغم ذلك، لم تنكسر الإرادة، وبقي النشامى على العهد، يلعبون بروح الأردن، ويثبتون أن الإنجاز الحقيقي يولد من رحم الصبر.
ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون التوقف عند الدعم المتواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي شكّل دائمًا مظلة ثقة وتحفيز للمنتخب، مؤكدًا أن الرياضة ركن أساسي في بناء الشباب، وواجهة مشرّفة تعكس صورة الأردن المشرقة أمام العالم.
كما كان لوقوف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى جانب النشامى أثر بالغ في رفع معنويات اللاعبين، إذ جسّد حضوره ومتابعته الدائمة روح الشباب الأردني، وكان مثالًا للقائد القريب من نبض شعبه، المؤمن بقدراتهم، والداعم لطموحاتهم.
ولا يغيب عن المشهد الدور المهم الذي يقوم به سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي قاد مسيرة تطوير الكرة الأردنية برؤية واضحة وعمل مؤسسي، وأسهم في تعزيز حضور المنتخب على الساحة القارية، وترسيخ مكانته بكل جدارة.
وعلى الصعيد الفني، كان للمدرب جمال السلامي بصمته الواضحة في مسيرة المنتخب، حيث قاد النشامى بحكمة وخبرة عالية، ونجح في بناء فريق منسجم، يعتمد على الانضباط التكتيكي، ويؤمن بقدرات لاعبيه. عموتة لم يكن مجرد مدرب، بل قائد آمن بالمشروع، واستطاع أن يزرع الثقة في نفوس اللاعبين، ويحوّل التحديات إلى دوافع للإنجاز.
أما الجمهور الأردني، فهو الشريك الحقيقي في كل ما تحقق. جمهور وفيّ، لا يعرف الاستسلام، حضر في المدرجات، وساند من خلف الشاشات، وحوّل كل مباراة إلى حالة وطنية جامعة. كان الصوت الداعم، والنبض الحي، واللاعب رقم واحد في كل مواجهة.
منتخب النشامى اليوم هو مرآة لوطنٍ متماسك، قيادةً وشعبًا، جهازًا فنيًا ولاعبين. فخورون بكم دائمًا وأبدًا، بما قدمتم، وبما ستقدمون، لأنكم تمثلون الأردن كما نحب: قويًا، صامدًا، ومرفوع الرأس
بقلم مادلين المومني



