لماذا يَكرهون النَّشامى؟
النشامى في مرمى الحملات… والإنجاز الأردني يفرض حضوره
القلعة نيوز:
منذُ لحظةِ خوضِ فريقِنا الوطنيّ الأردنيّ منافساتِ كأس العرب، وخسارتِه أمامَ الشقيقِ المغربيّ وحلولِه وصيفًا للبطولة، أثبتَ الجمهورُ الأردنيّ أنّه مُفرِطٌ في حبِّ كرةِ القدم إلى حدِّ الهوس، لكنّه، في الوقتِ ذاته، جمهورٌ ذو أخلاقٍ دَمِثةٍ ورفيعة. لم نسمع أردنيًّا واحدًا يشتمُ دولةً عربيّةً، ولا جمهورًا عربيًّا أو آسيويًّا مشاركًا في البطولة.
ومع ذلك، تكالبت على الأردنّ وفريقِه الكرويّ حملاتٌ إعلاميّةٌ شرسة، اجتاحت وسائلَ التواصلِ الاجتماعيّ، واستُخدمت فيها لغةٌ هابطةٌ وسوقيّةٌ مبتذلة، في اتهامِ الأردنّ والتقليلِ من انتصاراتِه الكرويّة المستحقّة. لعلّه قدرُ الأردنّ في محيطِه العربيّ والإقليميّ… ولا نعرف: لماذا يكرهوننا؟
كيف يُبدَّل الودُّ، وحُسنُ التعاملِ، ونُبلُ المواقف، بنُكرانِ الجميل، والصلافةِ في الشتمِ والقذفِ والاتهامِ الأصفر، وعلى أعلى المستويات؟
إنّ الأردنيّين، بطبعِهم، لا يُقصون الطرفَ الآخر، ومعجمُهم العشائريّ والقبليّ خالٍ من مفرداتِ التمييزِ والكراهية. فتحوا بيوتهم وصدورهم، وقدّموا الغاليَ والنفيسَ للأشقاء العرب والعجم، وقاسموهم الثرواتِ والمواردَ والحياةَ نفسها.
ينظرُ الأردنيّ إلى الأشقاء العرب على أنّهم إخوةٌ في الدينِ والدمِ والمصيرِ والقضيّة، ويؤمنُ بأنّه مُكمِّلٌ مهمٌّ لأخيه العربيّ، لا يَكِنّ له عداوةً ولا كراهيةً ولا بُغضًا.
كانت كأس العرب أجملَ من تصفياتِ كأسِ العالم؛ بفضلِ التنظيمِ الرائعِ في الشقيقةِ قطر، فقد شاهدنا مبارياتٍ أذهلتِ العالم، وفي الوقتِ ذاته فجّرت أحقادًا دفينةً في لاوعي بعضِ الجماهيرِ والشعوبِ والرأيِ العامّ العربيّ.
قدّم النشامى ملحمةً كرويّةً حقيقيّة؛ لعب فرسانُ المنتخبِ ببسالةٍ وإقدام، بروحٍ جديدةٍ واثبة، وجيلٍ واعدٍ يبشّرُ بمستقبلٍ مشرقٍ للمنتخبِ الوطنيّ.
حفظَ اللهُ الأردنَّ قيادةً وشعبًا، وليكن الطريقُ إلى كأس العالم – بإذنِ الله – انتصارًا بعد انتصارٍ للنشامى.
نضال الشرايدة
القلعة نيوز




