شريط الأخبار
الامن يحبط محاولة تهريب 138 ألف حبّة مخدرة ديوان المحاسبة: الصوامع تحقق أرباحا صافية بقيمة 2.4 مليون دينار خلال 2024 وزير التربية يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون التعليمي غرق مئات خيام النازحين في قطاع غزة مع اشتداد تأثير المنخفض الجوي "بلديات غزة" تحذر من توقف الخدمات بسبب أزمة الوقود مع دخول الشتاء الخرابشة: تشابه أسماء بين مالك شركة تنقيب النحاس وشخص مطلوب النائب أيمن أبو هنية: أي قرار خاطئ في اتفاقية أبو خشيبة تتحمّله الأجيال المقبلة المومني: الحكومة ماضية في نهجها القائم على إدامة التواصل مع وسائل الإعلام الأمن العام للأردنيين : تجنبوا أماكن تشكل السيول وتجمع مياه الأمطار وزير الثقافة ينعى الفنان الراحل سليمان عبود تحويل نظام المحاضرات في الطفيلة التقنية لنظام التعلم عن بعد بسبب الأحوال الجوية الاقتصاد الوطني في 2025 ... نمو واستقرار ومضي برؤية التحديث الاقتصادي وفاة والد وزير الإدارة المحلية وليد المصري تقرير سير العمل بالمواقع التي تفقدها رئيس الوزراء منذ تشكيل الحكومة أشغال الكرك تعلن عن إغلاق مؤقت لطريق الكرك باتجاه الطفيلة بلدية الكرك تعلن عن إغلاق مؤقت للطريق المؤدية إلى كرك القصبة الصحة تعلن تنظيم مواعيد صرف الأدوية بعمان اعتباراً من بداية الشهر المقبل المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل شخصين على إحدى واجهاتها الحدودية المياه: تحذر من قرب فيضان سد وادي الكرك التربية مستمرة بتفويض مدراء التربية والتعليم بشأن دوام المدارس بالتنسيق مع الحكام الإداريين

عليمات يكتب : بين البيروقراطية والقيادة: المدير والقائد في ميزان الإدارة العامه

عليمات يكتب : بين البيروقراطية والقيادة: المدير والقائد في ميزان الإدارة العامه
د عبدالحميد عليمات
في أدبيات الإدارة العامة، كثيرًا ما يُستخدم مصطلحا المدير والقائد وكأنهما مترادفان، بينما يكشف الواقع العملي أن الفارق بينهما عميق ومؤثر في أداء المؤسسات العامة وفي ثقة المواطنين بها. فالمدير ضرورة تنظيمية، أما القائد فهو ضرورة سياسية وأخلاقية في آن واحد.
المدير في الإدارة العامة هو ابن القوانين والأنظمة . تتمثل مهمته الأساسية في الحفاظ على استقرار الجهاز الإداري وضمان سير العمل وفق القواعد المعتمدة. يقيس نجاحه بمدى الالتزام بالخطط، والانضباط الوظيفي، واحترام التسلسل الهرمي.
المدير كفء حين يُحسن توزيع المهام، ويتقن الرقابة، ويتجنب المخاطر. لكنه غالبًا ما ينظر إلى التغيير بوصفه تهديدًا للنظام القائم، لا فرصة لتطويره. في السياق العام، يكون المدير موظفًا ناجحًا، لكنه ليس بالضرورة صانع أثر أما القائد في الإدارة العامة، فهو يتجاوز منطق "إدارة اليوم” إلى صناعة الغد. القائد لا يكتفي بتطبيق القوانين، بل يفهم روحها ويعمل على تطويرها حين تعيق الصالح العام. هو صاحب رؤية، قادر على ربط السياسات العامة باحتياجات المجتمع وتطلعاته.
القائد لا يقود بالمنصب، بل بالثقة والقدوة. يتعامل مع الموظفين باعتبارهم شركاء في الخدمة العامة، لا مجرد منفذين للأوامر. وفي لحظات الأزمات – وهي كثيرة في القطاع العام – يظهر الفرق بوضوح: المدير ينتظر التعليمات، بينما القائد يتحمل المسؤولية ويتخذ القرار.
في الإدارة العامة، القيادة ليست شأنًا إداريًا فقط، بل فعل سياسي بامتياز. القائد يدرك أن كل قرار إداري له أثر اجتماعي وسياسي، وأن الحياد الظاهري قد يتحول إلى تواطؤ مع الفشل أو الظلم ، في هذا السياق، تصبح القيادة الإدارية التزامًا أخلاقيًا قبل أن تكون مهارة فنية. فالقائد يدرك أن موقعه ليس امتيازًا، بل أمانة، وأن الثقة العامة تُبنى بالفعل لا بالخطاب .
المدير يسأل: هل الإجراء قانوني؟
أما القائد فيسأل: هل هو عادل؟ وهل يخدم الصالح العام؟
القائد بخلاف المدير لا يسأل فقط: كيف نُنفذ؟ بل: لماذا نُنفذ؟ ولمن؟ وبأي أثر؟ ومن هنا، يصبح اتخاذ القرار فعلًا مسؤولًا، لا مجرد إجراء روتيني
تفشل كثير من المؤسسات العامة لا بسبب نقص المدراء الأكفاء، بل بسبب غياب القادة الحقيقيين. فالإدارة بالتعليمات وحدها تنتج جهازًا بيروقراطيًا جامدًا، بينما القيادة الواعية تُحيي الإدارة وتمنحها شرعية مجتمعية.
الإدارة العامة لا تحتاج إلى إلغاء دور المدير، بل إلى تحويل المدير إلى قائد: قائد يفهم القانون، لكنه لا يختبئ خلفه؛ يحترم النظام، لكنه لا يقدسه على حساب الإنسان. ففي نهاية المطاف، قوة الأداره العامه لا تُقاس بعدد الأنظمه والتعليمات ، بل بقدرة قادتها الإداريين على خدمة الناس بجرأة ومسؤولية ورؤية ، فالميزان السليم للإدارة العامة يقوم على قائد يفهم الإدارة، ومدير يمتلك روح القيادة.