إعداد أ.د. أحمد علي عويدي العبادي / استاذ القانون المدني / كلية الحقوق الجامعة الأردنية
كنت قد بدأت في الجزء السابق من هذه الدراسة الحديث عن " الرؤية الملكية في دعم الشباب وتمكينهم "وقد تناوبلت بندين هما " تأكيد جلالة الملك على اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد بالقضايا الشبابية "، وقد بينت جانب من نشاطات واهتمامات ومبادرات صاحب السمو، بعد ذلك تناولت تأكيد جلالة الملك على تعزيز دور الشباب في العمل السياسي وهذا نهج جلالة الملك منذُ توليه سلطاته الدستورية ويؤكد على ذلك بشكل مستمر، وقد تم الاستجابة لتوجيهات جلالته من خلال التعديلات الدستورية وصدور قانوني الانتخاب والأحزاب والتي عزرت مشاركة الشباب وتمكينهم السياسي، وفي هذا الجزء اتناول بعض الأوجه للرؤية الملكية في دعم الشباب وتمكينهم وذلك على النحو الآتي:
ثالثا: إعتزاز جلالة الملك بالشباب والشابات الأردنيين
إعتزاز جلالة الملك بالشباب الأردني اعتزاز كبير، فهم من رفعوا علم الأردن عاليا في مختلف المحافل الدولية، ويؤكد جلالته بانه لن يسمح باغتيال احلامهم، وهم يعملون من أجل مستقبلنا ويقودون قطاعات في البرمجة والاتصالات والأعمال ومنهم العلماء في كافة حقول المعرفة، وهم مكسب لأي مؤسسة ولهم دور حيوي وابداعي وصوتهم مسموع، وعزيمتهم لا تلين وههم من أكثر شباب العالم وعيا وأكثرهم طموحاً، وثقة جلالته بهم كبيرة وأمله بهم ليس له حدود، وسوف استعرض تالياً مجموعة من المواقف لجلالته والتي تؤكد مدى اعتزازه بالشباب الأردني:
1.الإشادة بدور الشباب والشابات الأردنيين الذين يعملون من أجل مستقبل الأردن
قال جلالة الملك عبدالله الثاني خلال كلمته في مؤتمر مبادرة لندن، المملكة المتحدة / لندن بتاريخ 28 شباط / فبراير 2019 : " والتقيت آلاف الشباب والشابات الأردنيين الذين يعملون من أجل مستقبلنا، فمنهم مبرمجو الحاسوب الشباب الذين يتقنون العربية والإنجليزية، ويقودون المنطقة في قطاع الاتصالات وإنتاج المحتوى العربي على الإنترنت، ومنهم رجال وسيدات الأعمال الذين يساهمون في بناء الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، ومنهم العلماء الذين يقودون الأبحاث في أول مسارع ضوئي في الشرق الأوسط، وغيرهم العديد من القادة والمبدعين الرياديين الشباب. وهؤلاء جميعاً تواقون للعمل معكم."
يؤكد جلالة الملك في كلمته على أنه التقى بألاف الشباب والشابات الأردنيين الذين يعملون من أجل مستقبل الأردن وهذا يبين مدى اهتمام جلالته بالشباب والشابات الأردنيين والالتقاء بهم، وهذا يؤشر إلى التواصل المستمر من قبل جلالته مع كافة مكونات المجتمع والشباب يحظون بكل الاهتمام، وينقل جلالته للعالم اعتزازه بالشباب والشابات الأردنيين ويؤكد أدائهم المتميز في البرمجة والاتصالات وانتاج المحتوى العربي على الإنترنت، ومنهم سيدات ورجال أعمال على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ومنهم العلماء والقادة والمبدعين والريادين، أنهم بحق ثروة وطنية للأردن وصناع مستقبله.
ب. الشباب والشابات الأردنيون مكسب لأي مؤسسة ولهم دور حيوي وإبداعي
يؤكد جلالته على أن الشباب والشابات الأردنيين مكسب لأي مؤسسة في العالم، أنهم محط فخر واعتزاز القائد، الذي آمن بدورهم وقدرتهم وأبداعهم وفي هذا الصدد قال جلالة الملك عبدالله الثاني خلال كلمته في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأردن / البحر الميت بتاريخ 06 نيسان / أبريل 2019 : " شبابنا مكسب لأي مؤسسة، وقد رأينا بالفعل نتائج ذلك في نجاح قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن"
وبين جلالة الملك عبدالله الثاني خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي "مجتمعات متماسكة"، الذي عقد في سنغافورة بتاريخ 20 حزيران / يونيو 2019 : " وإن للشباب والشابات دوراً حيوياً في العمل على أن تكون أصواتهم مسموعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تسخير مواهبهم وقدراتهم الإبداعية لتعزيز التفاهم المتبادل والأمل."
ج. عزيمة الشباب والشابات الأردنيين عزيمة لا تلين
ثقة جلالة الملك بالشباب والشابات كبيرة، ويؤكد على انهم عنوان التنمية وطموحهم لا حدود له وعزيمتهم لا تلين، وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر بتاريخ 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2022 : " وتكريس كل الإمكانيات للتنمية، وعنوانها شباب الوطن وشاباته بطموحهم الذي لا حدود له وعزيمتهم التي لا تلين."
الوطن يحتاج لسواعد قادرة على الذود عنه وهمة عالية لا تثنيها الصعاب مؤمنة بالأردن وثوابته، تعمل بلا كلل ولا ملل، تعشق أرض الوطن وترابه وتعلي بنيانه، وطموح لا حدود له وعزيمة لا تلين وثقة كبيرة عند حسن ظن القائد الملهم، كل هذا ما يتميز به شباب وشابات الأردن العزيز.
د. عهدي للشباب ألا نسمح باغتيال أحلامهم
قال جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر بتاريخ 11 تشرين الأول / أكتوبر 2023 : " وإذ أرى أن المرحلة المقبلة تستدعي ضخ دماء جديدة لتنفيذ التحديث، فإنني أدعو جميع مؤسسات الدولة والقيادات لدعم الشباب والنساء والأخذ بيدهم لتعزيز دورهم على الساحة السياسية، فعلا لا قولا، فالمستقبل لهم، وعلينا أن نفسح الطريق أمامهم، وعهدي لهم ألا نسمح باغتيال أحلامهم في التحديث والتطوير."
هـ. اعتزاز جلالة الملك بالنشامى الأردنيين الذين رفعوا علم الأردن عاليا في مختلف المحافل الدولية
قال جلالة الملك في كتاب التكليف السامي الموجه لحكومة دولة الدكتور جعفر حسان بتاريخ 11 ربيع الأول 1446 هجرية الموافق 15 أيلول 2024 ميلادية " وعلى الحكومة أن تنهض بمسؤولياتها تجاه شباب الوطن وشاباته، وأن تسخّر طاقاتهم في البناء والتطوير، وأن تعمل على تعزيز دور المراكز الشبابية والريادية.
لقد رفع النشامى علم الأردن عاليا في مختلف المحافل الدولية وكانوا مصدر فخر بما حققوه من إنجازات رياضية كبيرة، ما يستدعي من الحكومة رعايتهم وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لدعمهم والتوسع في توفير المنشآت الرياضية لخدمتهم بصورة مستدامة."
و. صوت الشباب الأردني صوت العقل يجب الإصغاء له
يؤكد جلالة الملك على أهمية أفكار الشباب الجادة العميقة وعقولهم المبدعة وأفكارهم النيرة الصادرة من قلوبهم وأرواحهم وأنه يتوجب علينا إيجاد حاضر أفضل للشباب، وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه لدى تسلمه جائزة الشجاعة السياسية التي منحتها لجلالته جمعية السوربون الفرنسية للسياسة الدولية ومجلة السياسة الدولية لشجاعته ورؤيته لمستقبل الشرق الأوسط، فرنسا / باريس بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2003 : " أصدقائي الأعزاء، دعوني أؤكد لكم أننا نصغي لصوت العقل الذي يصدر عن قلوب وأرواح الشباب الأردني والعقول العربية.
يقول البعض أن علينا إيجاد غد أفضل لشبابنا. أما أنا فأقول، علينا إيجاد حاضر أفضل"
ز. شبابنا من أكثر شباب العالم وعياً وأكثرهم طموحاً
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر الصيفي السنوي لـ ميديف، فرنسا / بالاسو بتاريخ 27 آب / أغسطس 2008 : " والسؤال هنا هو ما مصلحة الأردن في كل هذا؟ وتكمن الإجابة في كلمة واحدة: الشباب... هم من أكثر شباب العالم وَعياً، وأكثرهم طموحاً. ونحن مصممون على مساعدتهم كي يحققوا النجاح ويبنوا حياة ملؤها الإيجابية والإنتاجية ليكونوا جزءا من التقدم العالمي."
ح. ثقتي بالشباب والشابات الأردنيين كبيرة وأملي بهم ليس له حدود واستمد التفاؤل والأمل والثقة بالمستقبل من ثقتي بالشباب
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال (61) بتاريخ 24 أيار / مايو 2007 : " أما الشباب، فثقتي بهم كبيرة وأملي بهم ليس له حدود، وأقول لهم في هذا اليوم، أنتم صناع المستقبل، وأنتم فرسان التغيير، وإن تعزيز الاستقلال، وبناء المستقبل، الذي يليق بهذا الوطن وتضحياته، هو واجبكم، وأنتم الأقدر على النهوض بهذا الواجب، ونحن جميعا نعقد عليكم الآمال، ونتطلع إلى اليوم الذي نراكم فيه، قيادات متميزة، في كل مجالات الحياة، وفي المواقع المتقدمة، التي تساهمون من خلالها في صنع القرار وتنفيذه على أرض الواقع. وأتمنى على الشباب أن يكون لهم دور فعّال ومؤثر، في الانتخابات القادمة، دور يعكس وعيهم وثقافتهم، في اختيار من يمثل تطلعاتهم ورؤيتهم للمستقبل."
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال بتاريخ 25 أيار / مايو 2008 : " وأنا أستمد هذا التفاؤل والأمل والثقة بالمستقبل، من ثقتي بالشباب الأردني، ومن بريق الأمل والتفاؤل، المرسوم على وجوههم، ومن إيماني بعزيمتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل، الذي نريده لوطننا، وللأجيال القادمة."
ط. جلالة الملك فخور بالشباب الأردني
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأردن / البحر الميت بتاريخ 25 أيار / مايو 2013 : " إنني فخور بصورة خاصة بالشباب الأردنيين، ممن انضموا إلى هذه المنتديات على مر السنين – شباب وشابات حملوا صوت الجيل الجديد إلى الحوارات. فهؤلاء وأقرانهم من مختلف أنحاء المنطقة، الذين يعملون جاهدين من أجل عالم أفضل، هم عماد مستقبلنا... دعونا نساعدهم ليكونوا أقوياء."
رابعاً: جلالة الملك يوجه الحكومات المتعاقبة للنهوض بقطاع الشباب وإيلائهم الاهتمام اللازم ودعم الهيئات الشبابية
يوجه جلالة الملك منذُ توليه سلطاته الدستورية الحكومات المتعاقبة للنهوض بقطاع الشباب وإيلائهم الاهتمام اللازم، فهم ثروة الوطن وصناع مستقبله، ويؤكد جلالته على دعم الهيئات الشبابية.
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الرابعة لمجلس الأمة الثالث عشر بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2000 : " كما ستعمل الحكومة، على بلورة سياسة واضحة للنهوض بقطاع الشباب، على أسس علمية وتربوية، تعزز انتماءهم، وترسخ في نفوسهم مفاهيم العمل، المهني والإبداعي والتطوعي. "
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي الأردن البحر/ الميت 17 أيار/مايو 2004 : " علينا الالتفات والاهتمام بشبابنا، بمستقبلنا. انهم سيقررون شكل المستقبل. إنهم مواطنو الإنسانية العالمية."
وبين جلالته في كتاب التكليف السامي الأول لدولة الدكتور عبدالله النسور بتاريخ 10 تشرين الأول / أكتوبر 2012 : " ومن أبرز التحديات التي يجب على هذه الحكومة التصدي لها الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، التي تولي الشباب أهمية كبيرة في سبيل تمكينهم من بناء مستقبلهم."
وأضاف جلالته في كتاب التكليف السامي لدولة الدكتور هاني الملقي بتاريخ 29 أيار / مايو 2016 : " وأما قطاع الشباب، فإنه بحاجة إلى اهتمام حكومي أكبر"
وقد وجه جلالة الملك في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السادس عشر بتاريخ 26 تشرين الأول / أكتوبر 2011 بإن تولي الحكومة الاهتمـام اللازم لدعم الهيئات الشبابية في الأردن التي تشمل جهات حكومية مثل وزارة الشباب والمراكز الشبابية التابعة لها، ومبادرات ملكية مثل هيئة شباب كلنا الأردن، بالإضافة الى منظمات المجتمع المدني والجمعيات التي تركز على الشباب مثل مؤسسة انجاز ومؤسسة نور الحسين، وتهدف جميعها لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في التنمية الوطنية عبر الأنشطة والتدريب والتطوع، وتوسيع مجالات المشاركة والمساهمة في إعداد البرامج والخطط، لتنمية النشاط الشبـابي، وقد قال جلالته " إن الشباب هم العنصر الأكبر في المجتمع، ولا بد من تفعيل دورهم الرائد في العمل العام. وستولي الحكومة الاهتمـام اللازم لدعم الهيئات الشبابية، وتوسيع مجالات المشاركة والمساهمة في إعداد البرامج والخطط، لتنمية النشاط الشبـابي الحر، والمساهمة في مسيرتنا الوطنية بكل مجالاتها، وهذه أيضا دعوة للشباب الراغبين في العمل السياسي أن يكون نشاطهم من خلال الأحزاب ذات البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية."
خامساً: الشباب ثروة الوطن وصناع مستقبله
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي الثاني لدولة الدكتور معروف البخيت بتاريخ 01 شباط / فبراير 2011 : " إن الشباب هم ثروة الوطن وصناع مستقبله. ولا بد من إيلاء شباب الوطن أعلى درجات الرعاية، تثقيفا وتعليما وتأهيلا وتعزيزاً للقيم الوطنية، وتمكينا من كل أدوات النجاح والانجاز."
وبين جلالة الملك عبدالله الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط، الذي عقد في المملكة الأردنية الهاشمية / البحر الميت بتاريخ 15 أيار / مايو 2009 : " لعل من أهم سمات هذا المنتدى هي توجيه اهتمامكم إلى أهم ثرواتنا المحلية والمتمثلة في الشباب. فعدد الشباب في الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين هو الأكبر في التاريخ. وفي بضع سنوات، سيكون هناك 200 مليون شاب وشابة. وسيكون عليهم وضع استراتيجيات منطقتنا والعمل على إيجاد الحلول لمشكلاتنا. ويحتاج الشباب، ويستحقون، كل الأدوات التي يمكن أن نمنحها لهم حتى يتأهلوا لقيادة مجتمعاتهم. ولقادة المنطقة الشباب أقول: اعلموا أن لديكم القدرة على تحويل وجهة المستقبل. ولذا، عليكم وضع أهداف كبيرة، وسوف نساعدكم جميعاً، نحن الحاضرون هنا اليوم، على تحقيقها."
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الخامس عشر بتاريخ 02 كانون الأول / ديسمبر 2007 : " ولأن الشباب هم مستقبل الأردن، فإننا نؤكد على الاستمرار في رعايتهم، وفتح المجال أمام طاقاتهم وإمكانياتهم، لتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، وتمكينهم من المساهمة في بناء وطنهم."
وأضاف جلالة الملك عبدالله الثاني خلال خطابه في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية - جامعة برنستون، الولايات المتحدة / الأميركية نيوجيرسي بتاريخ 29 شباط / فبراير 2008 : " فقد حظي شبابنا، من خلال الاتصالات بواسطة الإنترنت، برؤية لا سابق لها للعالم"
وبين جلالة الملك عبدالله الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، جمهورية مصر العربية / شرم الشيخ بتاريخ 18 أيار / مايو 2008 : " وفوق ذلك كله، لنعمل على الاستثمار في شبابنا، والعمل معهم، والاستماع إليهم، وتقصي ما لديهم من طاقات لإطلاقها، واحترام آمالهم."
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر الحائزين على جائزة نوبل، الأردن البتراء بتاريخ 18 حزيران / يونيو 2008 : " ويقال إن الشباب هم المستقبل. والشباب الذين نراهم معنا اليوم، وأقرانهم في أرجاء الشرق الأوسط، يذكروننا بأن المستقبل يتمثل في هذه اللحظة."
وبين جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه أمام البرلمان الأوروبي، فرنسا / ستراسبورغ بتاريخ 18 نيسان / أبريل 2012 : " إنني أدرك أن الاهتمام بالشباب وما يخصهم موجود هنا في أوروبا. صحيح أن الحقائق الديمغرافية في منطقتنا مختلفة، ولكن هناك إحصائية مشتركة تجعلهم سواء، وهي أن 100 بالمئة من شباب اليوم هم مستقبلنا، وليس بوسعنا أن نترك ولو مواطنا شابا واحدا ينتظر عبثا."
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته / مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28، دبي – دولة الأمارات العربية المتحدة 1/ كانون الأول 2023 : " وعلى المستوى الوطني، فإننا نمضي قدما بجهود نخبة من رواد الأعمال الشباب والمهندسين الأردنيين المؤهلين لإيجاد حلول في مجالات الزراعة الذكية للتعامل مع أثر التغير المناخي، والحفاظ على المياه، والمشاريع الريادية في الطاقة النظيفة، وغيرها الكثير. ويعرض بعض المبتكرين الأردنيين مشاريعهم هنا في مؤتمر تغير المناخ."
من كل ما تقدم يتبين مدى تأكيد جلالة الملك على أن الشباب هم ثروة الوطن ولابد من إيلائهم الرعاية والاهتمام علماً وثقافةً وتأهيلاً وتعزيزاً للقيم الوطنية، وسيكون عليهم وضع استراتيجيات المنطقة والعمل على إيجاد الحلول لمشكلاتنا، ويستحقون كل الأدوات التي يمكن منحها لهم، وأن الشباب هم مستقبل الأردن، ويؤكد جلالته على الاستمرار في رعايتهم، وفتح المجال أمام طاقاتهم وإمكانياتهم، وتمكينهم من المساهمة في بناء الأردن وطنهم الأعز والأغلى، أنهم ثروة الوطن وصناع مستقبله.
سادساً: الشباب هم العنصر الأكبر في المجتمع ولابد من تفعيل دورهم:
قال جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السادس عشر بتاريخ 26 تشرين الأول / أكتوبر 2011 : " إن الشباب هم العنصر الأكبر في المجتمع، ولا بد من تفعيل دورهم الرائد في العمل العام. وستولي الحكومة الاهتمـام اللازم لدعم الهيئات الشبابية، وتوسيع مجالات المشاركة والمساهمة في إعداد البرامج والخطط، لتنمية النشاط الشبـابي الحر، والمساهمة في مسيرتنا الوطنية بكل مجالاتها، وهذه أيضا دعوة للشباب الراغبين في العمل السياسي أن يكون نشاطهم من خلال الأحزاب ذات البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية."
سابعاً: رعاية القيادات الشابة وتدريبها وتأهيلها لحمل المسؤولية وبلورة هوية شبابية جادة وناضجة
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي لدولة المهندس نادر الذهبي بتاريخ 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2007 : " وأما الشباب، الذين نحرص دائما على دعمهم، وتمكينهم، وحثهم على الإبداع واستثمار طاقاتهم والمشاركة في الحياة العامة بمختلف جوانبها. فلا بد من رعايتهم، عبر التواصل المباشر والمستمر معهم، ورعاية القيادات الشابة وتدريبها وتأهيلها لحمل المسؤولية، في المؤسسات الوطنية المختلفة، وبلورة هوية شبابية جادة وناضجة تأخذ زمام المبادرة."
وأبين بأنه قد تم تأسيس مركز اعداد القيادات الشبابية في المملكة ويهدف إلى تنمية مهارات القيادات الشبابية والرياضية وتطوير خبراتهم، وتعزيز الدور القيادي للشباب في مؤسسات المجتمع من خلال نشر ثقافة القيادة الشبابية وقيمها، وتنظيم المؤتمرات والملتقيات المتخصصة بالقطاع الشبابي، وإعداد برامج شبابية سياسية لتوعية الشباب في الحياة السياسية، وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة في القطاع الشبابي.
ثامناً: الشباب الأردني وأولهم الحسين ابني وابنكم جند لهذا الوطن
قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين 26 تشرين الأول 2025 " ومهما تعاظمت الأحداث واشتدت، أقولها قولا واحدا: هنا، رجال مصنع الحسين، درعا مهيبا. فهذه الأرض المباركة ولادة الأحرار، والشباب الأردني، وأولهم الحسين، ابني وابنكم، جند لهذا الوطن."
يؤكد جلالة الملك بكل فخر واعتزاز بالشباب الأردني وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد المحبوب الذي يسطر في كل يوم مواقف في نبل الأخلاق وقربه من الجميع وهذا ديدن آل هاشم في سمو التعامل وحب الناس ورثوه كابراً عن كابر، ويقول جلالته بانه مهما تعاظمت الأحداث واشتدت فانه في الأردن رجال مصنع الحسين درعا مهيبا، فهذه الأرض المباركة مملكتنا الحبيبة الحمى العربي الهاشمي ولادة الأحرار الذين لا يقبلون الضيم، وشباب الأردن وأولهم الحسين ابني وابنكم جند لهذا الوطن، وهذا تأكيد من جلالته على ان صاحب السمو الملكي الأمير الحسين هو ابن الوطن وابن الجميع، ويذكرنا هذا القول بما قاله المغفور له الملك الحسين بن طلال عندما ولد الملك عبد الله الثاني حفظه الله حيث قال: " نذرت عبد الله لخدمة شعبه وأمته" وهي مقولة تاريخية جامعة وهنا يؤكد جلالة الملك عبد الله على ان الحسين "ابني وابنكم" فهو لجميع الأردنيين، وهو تعبير عميق دقيق فالابن هو الأكثر وفاء لأهله والأكثر حرصاً على عزتهم وكرامتهم وشموخهم ورعاية مصالحهم، وسمو الأمير وشباب الأردن جند الوطن وحماته، والجند هم الذين يذودون عن الوطن ويدفعوا عنه العاديات ليبقى قويا عزيزاً منيع الجانب يهابه الأعداء، وبذات الوقت يعلمون لرفعته وازدهاره وتقدمه ويعلون بنيانه.



