القلعة نيوز-
أعادت كازاخستان السماح لشيوخ وأثرياء عرب بصيد طيور الحبارى، في محمياتها الطبيعية، رغم أنها معرضة للانقراض، وسيتم دفع 1686 دولاراً لقاء كل طير يصطاده من هذه الطيور، التي تسمى في كازاخستان «بالطيور الجميلة».
وحسب ما جاء في موقع arabic.rt وsputniknews الروسيين فإن موقعاً حكومياً نشر أسماء بعض الشيوخ العرب الذين سمح لهم، بممارسة صيد الحبارى في كازاخستان، ومن بينهم خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وسرور بن محمد آل نهيان وسيف بن محمد آل نهيان، وجاسم بن حمد بن خليفة.
وسيسمح لخليفة بن زايد آل نهيان باصطياد 43 طيراً داخل محميات في مقاطعة تركستان، وصيد 90 طيراً، داخل المحمية الكازاخستانية الجنوبية الحكومية.
أما الشيخ سرور بن محمد آل نهيان فسيمكنه صيد 43 طيراً في أراضي المحمية البرية Kenderli-Kayasan في مانجستاو. ويستطيع الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، اصطياد نفس العدد في نفس المنطقة.
وسيسمح للشيخ جاسم بن حمد بن خليفة صيد 27 من الحبارى بواسطة الصقور في أراضي محمية أنداساي الطبيعية الحكومية، وكذلك 30 طيراً في محمية جوساندالينسكي الطبيعية في منطقتي ألماتي وزامبيل.
وحددت السلطات الفترة التي سيسمح خلالها الصيد وحصريتها بين 10 أكتوبر/تشرين الأول إلى 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019. وسيتوجب على الصيادين استخدام صقورهم خلال الصيد.
وطيور الحبارى هي أنواع خاصة من الطيور، تتميز بكونها طيوراً صغيرة وسريعة، تهاجر من سهوب آسيا الوسطى إلى مناطق خاصة في صحارى باكستان وكازاختسان كل شتاء. ومن المُشاع أن لحم طيور الحبارى يُحفز الشهوة الجنسية، وهو ما أدى إلى زيادة الرغبة في اصطياده، وأدى إلى قرب انقراضه تقريباً من منطقة الخليج.
وعام 2016 كانت إحدى مقاطعات باكستان منعت أثرياء عرب من محاولة صيد طيور، الحبارى، متحديةً بذلك سياسة الحكومة الباكستانية التي اعتادت إعطاء تراخيص الصيد إلى حلفائها العرب.
ويتم تخصيص مساحات من موطن طيور الحبارى المهاجرة في فصل الشتاء لبعض الأثرياء من دول الخليج. حيث يأتون بأسلحتهم داخل سيارات خاصة ومُجهزة بأنظمة الرادار لتتبع الطيور، وفق ما جاء في صحيفة الغارديان.
لكن مسؤولاً في حكومة إقليم خيبر بختونخوا في شمالي غربي البلاد، قال إنه تم رفض طلب أحد الأثرياء الخليجيين بصيد الحبارى، ولم يُسمح له بصيد مثل هذه الأنواع من الطيور.
وفي تلك الفترة كان عمران خان سياسياً في حركة الإنصاف الباكستانية التي تحكم الإقليم، وقال حينها بأنه لن يسمح لأحد باصطياد هذا النوع من الطيور، وأن «هذه الطيور محمية ومطاردتها غير قانونية»، على حد قوله.
يذكر أن الصيادين العرب جاؤوا للصيد في باكستان في ستينيات القرن الماضي بعد أن أوشكت طيور الحبارى على الانقراض في شبه الجزيرة العربية.
ورغم معارضة المسؤولين عن حماية البيئة وتحذيراتهم من التضاؤل السريع في أعداد طيور الحبارى الذي سيؤدي إلى انقراضها بسبب الهجوم السنوي عليها، إلا أن الأقاليم الباكستانية الثلاثة الأخرى ستسمح بالصيد.
ويُسمح لكل شخص باصطياد ما يصل إلى 100 طائر فقط، إلا أنه من الصعب السيطرة على رغبات الزائرين ذوي النفوذ، فيتلقَّى بعض المسؤولين المحليين هدايا ومجوهرات للسماح للزائرين باصطياد أعداد أكبر.
يُذكر أنه قد صدر أكثر من 30 تصريحاً في عام 2014 للزوار الأثرياء والشخصيات المهمة.
وتزايدت الاحتجاجات الشعبية في السنوات الأخيرة ضد السماح للأثرياء العرب بقتل الطيور الممنوعة من الصيد أصلاً في باكستان بأمر من المحكمة العليا في عام 1972. كما قضت المحكمة العليا في العام الماضي بعدم إصدار أية تراخيص أخرى.
الصيد تقليدٌ يساهم ببناء علاقات جيدة
وعلى جانب آخر صرح مسؤولون في وزارة الخارجية بأن عملية الصيد تُعد تقليداً يحدث منذ فترة طويلة، من شأنه المحافظة على إحداث توازن في السياسات لحاجة باكستان إلى بناء علاقات جيدة في المنطقة.
وتتمتع دول الخليج العربي بنفوذ كبير في باكستان، إذ يعمل في هذه الدول ملايين من الباكستانيين، ويجلبون العملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد بشدة.
وحسب ما تنص عليه اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المُهددة بالانقراض، فالحبارى تُعد عرضة لخطر الانقراض الوشيك. مما أدى إلى قيام بعض البلدان في المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى إقامة برامج مُخصصة لتربية طيور الحبارى في محاولة للحفاظ عليها.
ويُمكن لرحلات الصيد الملكية في باكستان أن تستمر لأسابيع، وتتطلَّب بعض الإجراءات الخاصة للحفاظ على الراحة التي اعتاد الأثرياء العرب عليها.
وفي بعض المناطق النائية من باكستان، دفع الزوار العرب الأموال لتمهيد الطرق وإقامة مطارات خاصة بهم لجلب أطنان من المعدات الخاصة، بما في ذلك المركبات المُجهزة، وكل ما هو ضروري لمعسكراتهم الفخمة. حتى أن البعض منهم قد بنى قصوراً صحراوية واسعة مُحاطة بجدران شاهقة.
العرب يساعدون المناطق الفقيرة
في حين أشار بعض المدافعين عن هذا التقليد إلى الفوائد التي تعود على المجتمعات الفقيرة من المكافآت التي يمنحها العرب مثل بناء مستشفيات ومدارس جديدة.
عربي بوست