رغم كل الظروف الصعبه التي يجتازها العالم والمنطقة، الا ان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز كان متفائلا ليلة امس، في حديثه مع فضائية رؤيا ، وهو يبشر الاردنيين بان حكومته بتوجيهات ملكيه لن تفرض ضرائب على الاردنيين في العام القادم ، وستسعى الى تقليص حجم الفقر، عبر سياسات جديده عصرية ، وستواصل اجراءاتها التي وعدت بها ، في دمج او الغاء الهيئات الخاصه التي اصبح بعضها عبئا على الوطن كله.
وتساء ل الرئيس باستغراب عن مبرر وجود عدة مؤسسات تعنى بالنقل في الاردن وكأننا دولة عدد سكانها مائة مليون نسمة!! كاشفا عن حقيقة صادمة مؤلمه ان معظم العاملين في هذه الهيئات من الاداريين وليس المتخصصين ، كما كان يفترض لدى تاسيسها ،وهذا وحده كاف لادانة كل الحكومات السابقه ، التي صمتت عن هذا الوضع المخزي .
واستغرب الرئيس الظلم الذي يقع على قطاعات واسعة من الموظفين ، والخلل في الرواتب والعلاوات والمكافآت في اجهزة الدولة ،مؤكدا على ضرورة انهاء هذا الظلم، ابتداء من تعديل نظام الخدمة المدنية ،الى تحسين الرواتب والاجور، وفق نظام عصري حديث يحترم حقوق الاردنيين،
ودعا الرئيس الاردنيين الى ان يكون لهم دور ايجابي فعلي ، في مكافحة الفساد وليس مجرد الكلام عنه ..وان يترفعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نشر اية معلومات ، دون ان يتاكدوا من مصداقيتها، معربا عن احترامه لحقوق كل الاردنيين في التعبير عن ارائهم عبر هذه الوسائل العصرية ، متمنيا ان يترجموا ذلك ، بتقديم اية وثيقه لديهم تدين اي مسؤول قبل اتهامه لفظيا بالفساد ...مشيرا الى ان الحكومة ليس لديها خطوطا حمراء في مكافحة الفساد .
واكد على ان الحكومة تعي اهمية ان تنعكس التنمية على المواطن الاردني مباشرة، وان تتخذ الحكومات سياسات تحقق ذلك واعدا بتنفيذها .
من يتمعن في حديث الرئيس يرى انه يعد بثورة بيضاء بتوجيهات ملكيه وانه يتطلع الى تنفيذ التوجيهات الملكية ، في ان يكون الاردن كما اراده مؤسسوه الهاشميون الاوائل، دولة ريادية ،يتمتع جميع مواطنيها بحقوقهم كاملة ... ولانه كذلك فقد اعلن انه لايمكن ان يتخذ قرارا شعبويا آنيا ،يستهدف ارضاء الشعب فقط، بغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن على المدى الطويل ..مؤكدا ان "الشعبيه" التي يتطلع اليها، ليست آنية ،بل هي في نتائج قرارات حكومته ،والتي ستجعل الاردنيين يقدرونها حق تقدير لاحقا ، وهو مايطمح اليه .
الا ان المشكله كما تبدو احيانا ان هناك اخطاء او بطؤ في التنفيذ ، مرده ليس الرئيس او سياساته او الكادر الذي يعمل معه ، بل مايجري في الاقليم والعالم ،من تغييرات واسعه وسريعه وغير متوقعه لايمكن السيطرة عليها احيانا .
ورغم ذلك كان الرئيس متفائلا ،وواثقا من نفسه، ومن الكادر الذي يعمل معه ،وعازما على الايفاء بوعوده، مما يستدعي منح حكومته فرصة كافيه من الوقت، والتاكيد على احترام الولايه العامه لها ، خاصة وانها تنفذ بذكاء وحرفية ومسؤولية عالية ، توجيهات الملك بدقة
الرئيس يقوم بواجبه كباحث واكاديمي يغار على الوطن والمواطن ويسعى للنجاح في المهمة الصعبة التي اوكلت اليه ، يستقرأ والحكومة الواقع قبل ان يتخذ القرارات ، ثم يشكل لجانا لمتابعة ماتوصل اليه وتحقيقه على ارض الواقع ..بعيدا عن الشعبوية التي تضر الوطن ، لانه يرى شعبيته الحقيقية تكمن في اتخاذ قرارات موضوعيه مدروسة قد لايصفق لها الاردنيون اليوم ، ولكنهم بالتاكيد سيصفقون لها حين يرون نتائجها على ارض الواقع
هذا هو الاداء الراقي المؤسسي الذي ينبغي ان يكون ديدن اية حكومة في الاردن كما هو الحال في الدول الراقيه ...فهل يتحقق ذلك ام نبقى ندور في حلقات مفرغة
* صحفي وباحث – رئيس تحريرموقع" القلعة نيوز "
mabbadi@live.com