منذ أن نال نوبل، أصبح نجيب محفوظ أكثر حضوراً في الوعي العربي، خصوصاً لدى الأدباء والشباب الذين كانوا يحاولون اقتراح شكل للأدب الذي يكتبونه.
هؤلاء اعتمدوا في كثير من الأحيان على "النمط الثوري" في قراءة الواقع ونقده، بينما كان نجيب محفوظ مختلفاً عن ذلك، فهو "عملاق الواقعية" بامتياز، ومع ذلك انتبه العالم إلى كتابته وكافأه عليها.
فبعد 31 عاماً على نيله جائزة نوبل للآداب، ما حجم تأثير محفوظ على الأدب العربي الحديث؟! هذا الأمر يطرحه منتدى عبد الحميد شومان الثقافي في محاضرة عند السادسة والنصف من مساء يوم الاثنين 2 كانون الأول (ديسمبر) 2019، بعنوان: "نجيب محفوظ: 31 عاماً بعد نوبل"، يشارك فيها الدكتور صلاح فضل والدكتور محمد عبيدالله، يقدمهما الدكتور شكري عزيز الماضي.
في 29 آب (أغسطس)، غيّب الموت الروائي العالمي نجيب محفوظ، بعد أن حقق شهرة واسعة لم يصل إليها أي أديب عربي حتى اليوم، وبعد أن ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الحية حول العالم.
كانت جائزة نوبل العالمية في الآداب، والتي نالها محفوظ في العام 1988، ركيزة أساسية لانتشاره العالمي، كما أنها شكلت تقديراً للأدب العربي، واعترافاً بأنه أدب عالمي يحمل الهمّ الإنساني بعيداً عن التقوقع على الذات.
انطلق محفوظ في كتاباته جميعها من الواقع الذي يعيشه، خصوصاً من الحارة المصرية التي كانت تمثل مجتمعاً صغيراً يمتلك تقاليده وقوانينه، واستطاع تحريك الشخصيات في رواياته وقصصه ليقول ما يريد قوله من خلالها، مضيفا، أحياناً، نوعاً من الرمزية إلى تلك الشخصيات.
وتعتبر "شومان"؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.