لنتفق على ألا نخلط الواقع بالخيال والحقيقة بالمؤامرة، فالحديث عن حرب عالمية ثالثة متوقعة أضحى أمرًا لا ريب فيه، فقواعد اللعبة تغيرت بعد أن أشغلت الصين العالم بنفسه عن انشغاله بها، وتفرّدت بدور البطولة في مسرحية يراقبها العالم أجمع؛ فهي من عرّت أمريكا وأظهرت للعالم ضعفها في إدارة الأزمات، وأجّجت نارًا بين الحزبين الدّيمقراطي والجمهوري كانت المستفيد الوحيد منه، بوقف عجلة الاقتصاد في أمريكا.
تغريدات ثلاث للرئيس الأمريكي يطالب بها بتحرير ثلاث ولايات أمريكية هي "ميتشجان، فرجينيا ومينيسوتا"، كشفت عن ركود اقتصادي يهدد الولايات المتحدة الأمريكية، ويقصد بالتحرير "فتح الاقتصاد"، علمًا بأن الولايات المذكورة يحكمها الديمقراطيين، وهو تلميح مباشر بأن الديمقراطيين من مصلحتهم استمرار الاقتصاد الأمريكي بالاختناق جراء الأزمة وأنهم والصينيّون يتآمرون ليخرجوه من البيت الأبيض، ليكون ورقة رابحة في سقوط الرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة، وهنا تجري الرياح كما تشتهي سفن الصين.
يقول طلال أبوغزاله: "أتوقع أن تؤدي النزاعات الثنائية التقنية والاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية، إلى أزمة اقتصادية عالمية خانقة عام 2020 وأن تقود إلى الحرب العالمية الثالثة".
إن المتابع لحملة ترامب قبل أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الامريكية، يتوقع منه الكثير لتدمير الاقتصاديات العالمية المنافسة لاقتصاد الولايات المتحدة وقد أثبت ذلك منذ تسلمّه زمام الرئاسة.
إن تنبؤات الدكتور طلال أبوغزاله تثبت أنه ليس أمام الرئيس الأمريكي حاليًّا وسيلة للخروج من الأزمة سوى تدمير الصين فقط ولا شيء غيره، فالولايات المتحدة الأمريكية تصب جام غضبها على الصين تحت ذريعة كورونا، وفي حالة تخبّط بين أرواح تزهق تجاوزت النصف مليون واقتصاد يحتضر بعجز واضح: فلا يوجد اقتصاد عالمي يقوم من تلقاء نفسه.
إن للاقتصاد لغة معقدة لا يفك شيفرتها إلا الحروب، وإنها الجوائح من تلد الحروب، ولن يجد الرئيس الأمريكي علاجا لكورونا يرضي به شعبه سوى الحرب!
هي ليست حربا تقليدية؛ إنما تدار بطريقة حديثة، الموت فيها بدون رصاص وبدون دماء إنها حرب بيولوجية، ستظهر فيها أسلحة جديدة لا تحملها الطائرات ولا الصواريخ ولا يكشفها رادار وسيقودها الذكاء الاصطناعي، والفوز لمن يملك المعرفة.
وفي المنشور الصادر عن مؤسسة طلال أبوغزاله فيما يخص الأزمة العالمية 2020، ويقدم فيها مقترحات للتجهيز والإعداد للحرب العالمية الثالثة المتوقعة يقول طلال أبوغزاله "إن الإدارة هي المقدرة على الاستباق، والقدرة على البقاء بجاهزية دائمة"..
د. مشيرة عنيزات