القلعة نيوز : الدكتور أحمد العبادي
أربعون يوما مرت على وداع والدتي التي لم تلدني ،غير أنني شعرت طيلة أكثر من ثلاثين عاما بأنها الأم التي منحتني عطفا وحنانا وعنفوانا كما لو كنت واحدا من أبنائها الذين أنجبتهم.
تمر ذكراها في كل لحظة ،فأنظر في وجوه أبنائها ،،أراها في ملامحهم ..في محياهم..أقرأ التفاصيل ..اتذكر لحظاتي معها وجلساتنا المنفردة ..نغوص في النقاش ..من العائلي إلى السياسي ..مع احتساء فنجان من القهوة في حضرتها .
أيام أربعون صعبة على القلب والروح والوجدان ،هي أيام تعود بي إلى ذكريات لا تفارق الخيال أبدا ، أشعر وكأن ما جرى في ذلك اليوم حين غادرت هذه الدنيا الفانية كأنها حلم مزعج أريد أن اتخلص منه ويغادر تفكيري .
إلى روح والدتي ..الى روح سيدة هي كغير السيدات ..إمرأة مختلفة عن باقي النساء ، لا يسعني في هذا الموقف سوى الدعاء إلى الله عز وجل أن يلطف بها ويكللها برحمته ويظلها بعرشه الكريم ويدخلها جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين. والى أبنائها الأعزاء ..إخوتي أحبائي ..الدكتور يوسف والدكتورة منى والدكتور محمد وسمية وأمل وابراهيم.. والأحفاد ..كان الله معكم ،كم اعلم صعوبة الموقف والظرف ،وأدرك ماذا يعني وداعها وفراقها ..أدرك تماما ماذا كانت تعني لنا جميعا خلال وجودها بيننا .
إلى روح الوالدة عدوية أبو بكر ..أم يوسف ، نبتهل لرب العزة أن يكرم مثواها والفاتحة على روحها الطاهرة ..أيتها الجليلة الطاهرة في حياتك ومماتك .