مع الجهود المخلصة للحكومات المتعاقبة و كافة مؤسسات الدولة و المسؤولين، الا اننا نتعامل مع الملفات الوطنية الكبرى بنظام التجزئة في الحلول. ان اجراءات التصحيح و عمليات المعالجة الموضعية مهمة و لكنها لن تشكل قاعدة سليمة لتغيير شامل او نهضة متكاملة.
لا يجوز ان نمل من الالحاح في طرح الاسئلة الكبرى و بكل جدية. من نحن و ماذا نريد؟ ما هو الوطن الذي نتمناه للاجيال القادمة ؟ و ما هي رساتنا في هذا العالم ؟ علينا القيام بمراجعات عاجلة و ضرورية تشمل انماط الحياة و الاستهلاك و انظمتنا و اعرافنا الادارية ، و علاقتنا كافراد بالدولة و المجتمع ، و تفصيل معنى المواطنة.
ما هي رؤية الاردن لاقتصاد المستقبل ، للادارة الحكومية الكفؤة ، لتعليم المستقبل ، لسعادة المجتمع بشكل عام ؟ اسئلة كثيرة و غيرها لا بد من طرحها و الاجابة عليها كمجتمع قبل ان نغرق في الجزئيات و تضيع البوصلة.
من الخطأ الكبير ان نختزل ادارة الدولة بفكر تقريب الايرادات من النفقات. ادارة الدولة و المجتمع اعقد و اعمق من ذلك بكثير. علينا ان نتخلص من كل المغالطات المنطقية و الافتراضات الذهنية الخاطئة و التي سيطرت على تفكيرنا ردحا من الزمن ، فالمجرب لا يجرب.
اذا ابقينا على اصرارنا بان نصنع المستقبل بادوات الماضي فاننا سنبقى ندور في ذات الحلقة . لن تسامحنا الاجيال القادمة اذا لم نعمل جاهدين على صناعة المستقبل من الان . اجدادنا و اباؤنا تركوا لنا وطنا جميلا عزيزا و واجبنا ان نتركه اجمل و اعز لابنائنا و احفادنا .