شريط الأخبار
وزير الداخلية يعلن اطلاق خدمة الشهادات الرقمي مطلع الشهر المقبل وزير الداخلية مازن الفراية يلتقي المدير الاقليمي للمنظمة الدولية للهجرة سوريا .. تجميد الحسابات البنكية لشركات وأفراد مرتبطين بالأسد وزير الصناعة : دعوة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا ‏الصفدي: تلبية حقوق الفلسطينيين في الحرية والدولة المستقلة هو أساس السلام. الأمير الحسن يختتم زيارة عمل إلى الكويت ولي العهد: سعدت بتمثيل الأردن ولي العهد يلتقي المستشار المؤقت لجمهورية النمسا ولي العهد يبحث سبل التعاون مع شركات عالمية لدعم أهداف المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل ولي العهد يبحث سبل تعزيز التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية ولي العهد يلتقي في دافوس عمدة الحي المالي لمدينة لندن الملك يبحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية عاجل: المحافظ أبو الغنم يوعز بشن حملات واسعة لمواجهة ظاهرة التسول في المفرق ولي العهد يلتقي الرئيس السنغافوري في دافوس تعميم هام من رئيس الوزراء حول صرف مكافآت اللجان الحكومية إرادة ملكية سامية بالموافقة على قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025 "حماس" تنشر أهم النقاط التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة نساء مؤثّرات في حياة دونالد ترمب... من أمّه العاملة المنزلية إلى محاميته العراقية «حماس»: السماح بحرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله من السبت محمد بن سلمان وترمب يناقشان توسيع الشراكة بين بلديهما

حمام " السمرة " بغزة : تاريخ وحضارة... كتبت الإدريسي

حمام  السمرة  بغزة : تاريخ وحضارة... كتبت الإدريسي
تعتبر الحمامات من المعالم المعمارية التي تعكس مدى الرقي والتحضر الذي تعرفه الأمم والشعوب إلى جانب القصور والقلاع و المسارح والنوادي الرياضية ... وغيرها من المرافق الاجتماعية والتي كلما انتشرت وتنوعت في الفخامة إلا وعكست الرقي ورغد العيش الذي يعرفه الشعب الذي يتوفر عليها .
حمام " السمرة " الفلسطيني القائم بغزة وتحديدا بحي الزيتون هو أقدم حمام متبقي في القطاع وشاهد على عهد من عهود الرقي و الحضارة التي مرت بها أرض فلسطين … إضافة لكونه الآن معلمة أثرية وتاريخية تستهوي الزوار و محبي السياحة إلا أنه مازال يقوم بدوره الذي شيد لأجله وهو الاستحمام والنظافة والتجميل والاستشفاء …
وهو كنظراءه بمهد هذا الطراز من الحمامات بأرض المغرب والأندلس مصمم بطريقة مميزة تلبي حاجيات الزبناء في الاستحمام والاستشفاء والتجمل كذلك حيث أنه يحتوي على ثلاث صالات للاستحمام تتفاوت في الحرارة من باردة الى متوسطة ثم شديدة الحرارة . تساعد كل منها على تلبية حاجة المستحم في النظافة و الاسترخاء وأخذ جرعات مناسبة من الحرارة والبحار للعلاج والاستشفاء من أمراض متعددة خاصة تلك التي تتعلق بنزلات البرد أو آلام الظهر والمفاصل الى جانب عمليات التدليك التي تعيد للجسم حيويته و وتنشط دورته الدموية ..
وبخلاف ما ذكره بعض المؤرخين عن سبب انقراض هذا النوع من الحمامات والذي زمردة حسب زعمهم للتطور الحضاري وانتشار الحمامات العصرية في البيوت فإن السبب الحقيقي هو الحملات العسكرية والمد الحداثي الغربي . فإلى أواخر القرن 18م وأوائل القرن 19م كانت الحمامات العمومية نظيرة حمام " السمرة " منتشرة بشكل مكثف في كل البلاد العربية والاسلامية والبلاد التي وصل اليها المد الإسلامي مثل الأندلس والتي بعد سقوطها هدمت كلها مع المساجد لأنها كانت إحدى رموز الدين الإسلامي لما يدعو إليه من نظافة او طهارة كما كانت تبنى الى جانب المساجد ، هذا رغم وجود الحمامات الخاصة بالبيوت . فالحمامات العمومية لها وضع خاص سواء في طريقة البناء أو الخدمات التي تقدمها وهي بمثابة مراكز التجميل المعاصرة والحديثة ، بل تعد أعرق مراكز و مدارس التجميل في العالم والتي بدأت الآن تتحول لمرجية لخبراء التجميل في هذا المجال .
بالرجوع لحمام " السمرة " يعرف شعبيا باسم الحمام العثماني نسبة للحضارة العثمانية و هذا خطأ فالحمام ومن قبله حمامات مماثلة أخرى كانت ماثلة راقية تقدم خدماتها للزبناء قبل ظهور الإمبراطوري العثمانية بمئات السنين اذ كانت الحمامات تقليد عربي إسلامي ازدهرت أكثر مع ظهور الإسلام ملازمة للمساجد حتى انها تبنى بقباب تعلوها ثقوب دائرية أو على شكل مثمن كما هو الشأن بالنسبة للمساجد هذه الثقوب والزخارف لها أبعاد روحية ..
فحمام " السمرة " شيد في حدود سنة 1300م وفي هذه الفترة كانت الإمبراطوري العثمانية مازالت في طور التأسيس وتخوض معاركها التوسعية بل لم تكن لديهم ثقافة الحمامات العمومية ولا تلك العادة التي نشأ عليها العرب والمسلمين وأول حمام على طراز حمام " السمرة " أنشئ عام 1556 من قبل كبير المعماريين سنان بأمر من السلطانة حرّام بجوار آيا صوفيا واستمر في الخدمة حتى عام 1910 ، ليهمل ويعطل عن وظيفته التي بني لأجلها و يستخدم كسجن !! ، ثم تلحق به تعديلات عام 1958 ليصبح مخزنا للسجاد الى حدود عام 2008 . لتلحق به تعديلات مرة أخرى و ترمم مرافقه ليعود لتأدية وظيفته الأولى ويفتح بوجه الزوار والزبناء كحمام وذلك سنة 2012 . ليستمر إلى الآن شاهدا على عصر السلاطين و مقصد مشاهير العالم . فإن كان لتركيا أن تزهو بتاريخ سلاطينها و عهدها الذهبي ، لا تنسى أن شمس العرب وقبس منها بأرض غزة قد ساهم بهذا الإشعاع الحضاري الذي ترفل فيه .
بقلم نزهة الادريسي المملكة المغربية