فلسطين المحتلة - اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس السبت، على المسيحيين الفلسطينيين في القدس. ومنعت قوات الاحتلال والشرطة، المصلين الفلسطينيين والزوار الأجانب المقيمين في البلاد من دخول البلدة القديمة. وقامت بنصب العشرات من الحواجز داخل البلدة القديمة؛ لمنع وصول المحتفلين إلى داخل كنيسة القيامة والمشاركة بالصلوات.
وعززت قوات الاحتلال من انتشار قواتها في محيط البلدة القديمة في مدينة القدس. يُشار إلى أنّه تم السماح بمشاركة نحو 2500 شخص فقط، للدخول إلى كنيسة القيامة والاحتفال بسبت النور. وعادة ما يسير المشاركون في الاحتفالات في شوارع البلدة القديمة بمدينة القدس، وهم يحملون الصلبان وصولا إلى كنيسة القيامة. و»سبت النور» أو «السبت المقدس» هو آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين، ويستعد فيه المسيحيون لعيد الفصح، وهو نفسه «عيد القيامة» الذي يوافق اليوم الأحد، ويرمز وفق معتقدات المسيحيين إلى عودة المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه.
واعتقلت قوات الاحتلال، بعد منتصف الليل، 4 فلسطينيين واعتدت على العشرات بالضرب ورش المياه والقنابل الصوتية، في منطقة باب العامود والشوارع المحاذية لها.
وتحولت شوارع القدس إلى ساحة كر وفر بين عشرات الجنود والشبان، حيث لاحقت القوات الشبان من مكان إلى آخر «شارع السلطان سليمان وصولا إلى باب الساهرة، وشارع نابلس والمصرارة»، واعتدت على العديد منهم بالضرب والدفع لإجبارهم على إخلاء المنطقة، كما قامت فرق الخيالة بتفريق تجمعات الشبان، ورشت المياه بكثافة في شوارع المدينة. واعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، خاصة خلال احتجازهم داخل غرف المراقبة في باب العامود.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ساحة باب العامود عدة مرات لمنع الشبان من التجمع وترديد الهتافات والأناشيد، وضربت المتواجدين. ومنذ بداية شهر رمضان، تشهد منطقة باب العامود والمناطق المحاذية لها احتجاجات على وضع السواتر الحديدية ومنع التواجد في ساحة باب العامود، ثم تحولت الى مواجهات عنيفة امتدت الى بلدات وأحياء القدس، فاضطر قوات الاحتلال لإزالتها الأسبوع الماضي، ورغم ذلك تحاول منع الفلسطينيين من التواجد والجلوس في منطقة باب العامود.
إلى ذلك، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان في تقرير الاستيطان الأسبوعي أمس السبت، إن الاحتلال الاسرائيلي يواصل سياسة التهويد والتمييز العنصري بشكل منهجي في مدينة القدس.
وأشار التقرير أنه في تقريرها الأخير بعنوان «تجاوزوا الحدود، السلطات الإسرائيلية وجريمتا الفصل العنصري والاضطهاد»، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» دولة اسرائيل بممارسة جرائم ضد الفلسطينيين تستوجب المساءلة والمحاسبة. وقد رصد التقرير الانتهاكات الاسرائيلية، ولكن ليس كما كان يجري في تقارير سابقة لهذه المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من نيويورك مقرا، إذ أن التقرير الذي جاء في 213 صفحة، استخدم لغة واضحة ومباشرة في اتهاماته، الموجهة لدولة اسرائيل، ويقول إنه استند فيما توصل إليه من نتائج، إلى مصادر مختلفة، بما في ذلك «وثائق التخطيط الحكومية». وتؤكد المنظمة أن نتائج تقريرها تستند إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية الشاملة، للإبقاء على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين، والانتهاكات الجسيمة، التي تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية».
وتضيف المنظمة أن السلطات الإسرائيلية ترتكب مجموعة من الانتهاكات ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. تشمل مصادرة الأراضي على نطاق واسع، والحرمان من حقوق الإقامة، وتعليق الحقوق المدنية، وهي ترقى إلى مستوى الأفعال اللاإنسانية ، والانتهاكات الخطيرة للحقوق الأساسية للفلسطينيين». وقال التقرير إنه ففي القدس، على سبيل المثال، تحدد خطة الحكومة للبلدية، بما يشمل الأجزاء الغربية وتلك المحتلة الشرقية من المدينة، هدف الحفاظ على أغلبية يهودية متينة في المدينة، بل وتحدد النسب الديمغرافية التي تأمل في الحفاظ عليها. وتشمل الانتهاكات: القيود المشددة على التنقل، المتمثلة في إغلاق غزة ونظام التصاريح؛ مصادرة أكثر من ثلث أراضي الضفة الغربية؛ الظروف القاسية في أجزاء من الضفة الغربية التي أدت إلى الترحيل القسري لآلاف الفلسطينيين عن ديارهم؛ حرمان مئات آلاف الفلسطينيين وأقاربهم من حق الإقامة؛ وتعليق الحقوق المدنية الأساسية لملايين الفلسطينيين. وقد لقي التقرير ترحيبا في مختلف الاوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية واعتبرت ان التقرير يشكل دفعة كبيرة لدى مكتب الادعاء العام بالمحكمة الجنائية الدولية للنظر والتحقيق بجرائم الاحتلال.
ويخلص التقرير إلى تعريف الفصل العنصري في (اتفاقية الفصل العنصري) لعام 1973 والاضطهاد بموجب (نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية) لعام 1998. ليؤكد «استنادا إلى هذه التعريفات وأبحاث هيومن رايتس ووتش، بأن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمتي الفصل العنصري والاضطهاد المرتكبتين ضد الإنسانية». وتتجلى سياسة الابارتهايد والتمييز العنصري الاسرائيلية في صور التهويد الذي يتواصل في مدينة القدس. فقد بدأت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة الأسبوع الماضي وبالتعاون مع وزارة شؤون القدس والارث اليهودي وسلطة تطوير القدس بإقامة ما يسمي متنزه «وادي الجوز مدخل وادي قدرون» في القدس المحتلة. ويمتد المشروع على مساحة 25 دونما ويتضمن زوايا جلسات ومنشآت ألعاب ورياضة مسارات مشاه ودراجات هوائية ومناطق مظللة وتشرف على المشروع شركة «موري» التابعة لبلدية الاحتلال. وخصصت فترة عامين لاستكمال المشروع الذي يرتبط بمسارات الدراجات الهوائية في المدينة والمؤسسات العامة والمدارس المقرر اقامتها في المنطقة في المستقبل.
إلى ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن قائمة «عمداء الأسرى» وهو مصطلح يطلق على من أمضوا أكثر من 20 عاما على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ارتفعت لتصل الى 65 أسيرا، حيث انضم اليها الاسير الرفيق وائل نعيم الجاغوب (45 عاما)، من نابلس والمعتقل منذ 1 آيار 2001. وأوضحت الهيئة في بيان لها، أمس السبت، إن سلطات الاحتلال قد اعتقلت الجاغوب وأصدرت بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، أمضى منها 20 عاما متنقلا بين عدة سجون. والجاغوب أحد قيادات الحركة الأسيرة، تعرض للعزل عدة مرات، وما يزال يقبع في زنازين العزل الانفرادي منذ قرابة عشرة أشهر.(وكالات)