- - -الملك عبد الله الثاني المعزز للهوية الوطنية الاردنية التي وضع لبناتها الاولى المرحوم الملك المؤسس عبد الله الأول قبل مائة عام
- - - سياسات وتحالفات الملك المعزز ستضمن لنا الانتصار على التحديات في المئوية الثانية كما انتصرنا على ما هو اخطر منها في المئوية الاولى
القلعة نيوز - محمد مناور العبادي *
رغم توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني المتواصلة لتطوير الاداء الحكومي والنيابي والحزبي في المملكه ، والارتقاء به الى مستوى طموحات الاردنيين ، الا ان ذلك لم يحدث كما ينبغي ، مما احدث بعض التصدعات في الادارة الاردنية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، حاول بعضهم استغلالها لتمرير اجندات ليست وطنية تماما،متوقعين ان يؤدي ذلك الى احداث ثغرات في جسد الدولة ، قد تشكل مسارا لزعزعة امن الوطن واستقراره .
وقد استدعى هذا الخلل احداث تغييرات سابقة وحالية في قيادات الديوان الملكي الهاشمي ، من شانها تصليب مؤسسة الديوان ، وتعظيم انجازاتها ،والارتقاء بها في جميع المجالات، محليا وخارجيا ،لتتناسب ،والتحديات المحلية والعربية والاقليمية والدولية ،التي تواجه الدولة الاردنية .
وتاتي هذه التغييرات ، تطبيقا لمبدأ التشاركية " في التخطيط الاستراتيجي، والعمل الجماعي المشترك بين جميع القطاعات في المملكة ، كما اكد جلالة الملك عبد الله الثاني اكثر من مره ، لتبقى المسيرة الاردنية ، تغذ الخطى ، بسرعة قياسية، وبصلابة تاريخية، وبكل ثقة وعنفوان ، نحومستقبل مشرق للوطن والمواطنيين ، في اطار الثوابت الوطنية ،التي ارسى دعائمها ، المؤسسون الاوائل للمملكة ، والتي حققت نجاحات قياسية، حسب المقايييس الدولية المعاصرة ، والتقارير المحايدة .
وقد اشادت هذه التقارير الدولية بقدرات النظام الار دني ، ليس على الصمود في وجه العاتيات وما اكثرها ، بل تجاوزها ،والارتقاء بالوطن ،حتى اصبح الاردن ،انموذجا للاستقرار، في منطقة ملتهبة، اضطر العالم كله، بما فيها الاردن ،للتدخل ، حتى لاتحترق عن بكرة ابيها ، مما جعل الار دن ، باجماع دولي ،مفتاحا للامن والاستقرار والازدهار والامن والامان ، لكل الشرق الاوسط.
ومما يعطي هذا التغييرات الجديده زخما سياسيا ونوعيا ،انها تاتي في الوقت الذي يودع فيه الاردن المئوية الاولى للدولة ، والتي نجح فيها الهاشميون بالتفاف كل الاردنيين حولهم من جميع المنابت والاصول، في تجاوز ازمات وتحديات ، كانت اكبر من كل امكانيات المملكه وقدراتها المادية ، لكن ارادة الاردنيين كانت اكبر من كل ذلك .
لقد حول الاردنيون بقيادة الهاشميين، نقاط الضعف الاستراتيجية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، الى مصدر للقوة ، محليا وعربيا واقليميا ودوليا . اذ بنى النظام الاردني، تحالفات سياسية على المستوى العربي والاقليمي والدولي ، عززت هويته الوطنيه و مصداقيته ، وموثوقيته ، كحليف اقليمي استراتيجي ،للدول المؤثرة، في تقرير مستقبل العالم ، لايمكن تجاوزه او تخطي دورة ،مما زاد من تاثيره الاقليمي والدولي ،ومكنه من تجاوز احداث الربيع العربي باقتدار ،
كما تصدى الاردن لكل المؤامرات والفتن التي تعرض لها خلال عقودالمئوية الاولى بقوة وفاعلية ، حتى اصبح انموذجا للامن والاستقراروالنماءوالبناء والتقدم والازدهار والاعتدال السياسي ،والحريات في منطقة ملتهبة تعج بالتطرف والاقتتال الداخلي والحروب الداخليه ،التي لم تتوقف على مدى عقود
ويبدو ان المئوية الثانيه لن تكون سهلة ، مما دعا جلالة الملك الى اتخاذ خطوات واجراءات جديدة ، لتصليب الجبهة الداخلية الاردنية ، وتعظيم منعتها ،لتكون قادرة على تجاوز مايمكن ان تحملة المئوية القادمة، من تحديات ، تماما، كما تجاوزت المملكة ، بقيادة الهاشميين ،وصلابة الاردنيين -جيشا وامنا وشعبا ومؤسسات – المئوية الاولى ،وخرجت من كل ازمة، اكثر صلابة وقوة واقتدارا وعزيمة.
صحيح ان المئوية الثانيه قد تشهد تحديات جديدة خطرة ، ولكنها بالتاكيد ستكون ادنى بكثير مما واجهه الاردن في المئوية الاولى ، التي شهدت احداثا مصيرية حاسمة، عنوانها – ان يكون الاردن او ان لايكون - فصمد الاردن ، بل وارتقى ، واصبح رقما صعبا لايمكن لاية قوة ان تتجاوزه سياسيا وعسكريا وامنيا ، مهما حاولت ,, اذ اصبح الاردن اقوى بصمود ابنائه وتحالفاته وسياساته المعتدلة ، وطموحات قيادته وشعبه .
وحتى يتمكن الاردن من مواصلة مسيرة مواجهةى التحديات باقتدار، كانت قرارات وتوجهات وتوجيهات الملك في العديد من القضايا ومنها التغييرات التي احدثها في الديوان الملكي على منذ عانم 2018 حتى اليوم للارتقاء باداء النظام الاردني ، وتوجيه شراع الدولة الاردنية للابحار نحو شاطيء الأمان ، بالتعاون والتنسيق والتشاركية التامة والفاعلة والفعاله ، مع كل الفعاليات الرسمية والشعبية، وقوى الخير والصلاح والاصلاح في الوطن ، بغض النظرعن مسمايتهم ، ومراتبهم ، ومواقعهم الوظيفية والشعبية في الدولة الاردنية في البادية والريف والمخيمات والمدينه ..
وبذلك عزز الملك عبد الله الثاني ، مابدأه الملك المؤسس عبد الله الاول رحمه الله ، في مجال تعزيز "الهوية الوطنية الاردنية الجامعة" ذات البعد العربي والاسلامي والدولي ، التي ابتدأ تشكيلها منذ اليوم الاول في المئوية الاولى للدولة الاردنية ، حين اختار الملك المؤسس عبد الله الاول ، رشيد طليع اللبناني الدرزي العروبي- رحمهما الله - لتشكيل اول حكومة اردنية في نيسان 1921 ، مرورا باطلاقه اسم – الجيش العربي الاردني – على القوات المسلحه الاردنية عام 1923
لقد اعطت الهوية الوطنية الاردنية ،كما شكلها الهاشميون الاوائل، الاردن ميزة مطلقة ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا ،على المستوى العربي والاقليمي والدولي ، مكنته ليس من الصمود امام المحن ، بل والخروج منها اكثر قوة وصلابة واقتدارا.
الملك المؤسس عبد الله الاول وضع اسس الهوية الوطنية الاردنية قبل مائة عام حين اختار اول رئيس حكومة لبناني درزي، واطلق على القوات المسلحه الاردنية - اسم الجيش العربي - وجعل من مهامها الاساسيه مساعدة الاشقاء العرب .الملك المعزز عبد الله الثاني يكرس الهوية الوطنية الاردنية لتمكننا من مواجهة كل التحديات في المئوية الثانيه كما مكنتنا في المئوية الاولى
واليوم يقوم الملك المعززعبد الله الثاني اطال الله عمره، بتعزيز هذه الهوية، بكل توجيهاته وقراراته ، سواء الحديثة منها او القديمة ، والتي تستهدف تكريس الهوية الوطنية الاردنية ، لتكون شريكا حقيقيا فاعلا ومتفاعلا وقادرا ومقتدرا في ادارة شؤون البلاد ، وذلك استكمالا لتغييرات سابقه ابتدات عام 2018 باختيار الجنرال يوسف العيسوي رئيسا للديوان الملكي الهاشمي ، ليتابع باخلاص الجندي في جبهة القتال توجيهات الملك ، ومبادراته ، محليا، ولينفذها زمانيا ومكانيا، باقتدار وبدقة متناهية، وباخلاص حامل البندقية ، لبندقيته وشعار الجيش العربي،وقائده الاعلى ، وللوطن ،بهدف ان تبقى مؤسسة الديوان فعلا بيتا لكل الاردنيين من كل المنابت والاصول .
وقام جلالته كذلك في الاسبوع الاول من ايار الحالي ،باختيار الرجل القوي والمخضرم والمعروف بقدراته السياسيه الدكتور حعفر حسان ،مديرا لمكتب جلالة الملك ، ليكون عونا سياسا للملك بجانب معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي ، الذي اثبت منذ توليه منصبه انه من افضل من تسلموا هذا المنصب في المملكه الاردنية الهاشميه الرابعه ، كونه تمكن من ان يكون منفذا امينا ودقيقا للمبادرات الملكية، يعمل ليل نهار لتنفيذها وليكون اليد اليمنى للملك في الشان المحلي ، تماما كما هو متوقع من الدكتور جعفر حسان في الشأن السياسي
وهكذا سيحلق الديوان الملكي الهاشمي اليوم بجناحين قويين ، سياسي يقوده د حسان ومحلي يقوده العيسوي ، يساعدهما فريق مقتدر تم اختياره بعناية فائقة ، يتراس الدائرة السياسيه فيه د. معاذ الزعبي ،والدائرة الاقتصادية الفاضلة زينه طوقان ،ودائرة الدراسات د. كمال الناصر الخصاونة ، والدائر ة الاعلاميه الصحفي المخضرم المقتدر الزميل فهد خيطان
يبدو ان الديوان الملكي سيشهد فترة ذهبيه في ادارة شؤون المملكة ، المحلية والخارجية ، بفضل هذه التغييرات الجديدة ، التي يرجو الاردنيون ان تكون بدايات تغييرات ادارية كبرى ، تخلصهم من الترهل الاداري ،والبيروقراطيه المزمنة ، والفساد الاداري ،والهد ر المالي ، وسؤالتنفيذ . خاصة اذا تذكرنا مقولة علمية تؤكد ان الادارة السليمه هي اساس نجاح الدول ، وانه لايوجد دولة فاشلة بل ادار ة فاشلة .
اليوم ، يمكن القول بثقه ان الاردن في المئوية الثانيه ، سيكون قادرا على مواجهة التحديات الجديد ة ، رغم صعوبتها ، تماما كما كان قادرا على مواجهة تحديات المئوية الاولى ، رغم خطورتها .
· الكاتب : رئيس التحرير المسؤول لوكالة القلعة نيوز - صحفي وباحث