أكّد وزير الصحة فراس الهواري، أهمية الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها؛ باتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة، ومن أبرزها وضع استراتيجية وخطط عمل لمكافحتها، بمشاركة الجهات المعنية الرئيسية.
وشدد الوزير على أهمية تعزيز نظام رصد ومراقبة الأمراض غير السارية على جميع مستويات مقدمي الخدمات الصحية، وتحسين برامج الأمراض غير السارية على مستوى الرعاية الصحية الأولية، وتنفيذ التدخّلات الوقائية التي تعزز نمط الحياة الصحي، والذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على خفض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عنها في الأردن، ويمهد الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، بحسب الهواري.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية نظّمتها وزارة الصحة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالأردن، اليوم الاثنين، عن وضع الأمراض غير السارية في الأردن، في ضوء نتائج المسح الوطني الأخير لرصد هذه الأمراض وعوامل الخطورة المرتبطة بها، وفق بيان صادر عن مكتب المنظمة.
وأشارت نتائج المسح، الذي أتمّته الوزارة العام الماضي بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وبدعم فني من منظمة الصحة العالمية وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى ارتفاع معدل انتشار الأمراض غير السارية، وفي مقدمتها أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري واضطرابات الصحة النفسية، فضلا عن عوامل الخطر المرتبطة بها، مثل: التدخين، والسمنة، والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني.
وهدفت الجلسة الحوارية، بمشاركة الأطراف ذات العلاقة، إلى تحديد الأولويات الاستراتيجية الوطنية للحدّ من الأمراض غير السارية والاحتياجات اللازمة لتحقيق هذه الأولويات، ضمن المحاور الأربعة الرئيسة التي ينص عليها إطار العمل الإقليمي لتنفيذ إعلان الأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها والذي يلتزم الأردن بتحقيقه.
وهذه المحاور، هي: الحوكمة، والوقاية من الأمراض وعوامل الخطورة المرتبطة بها، وإدارة الأمراض وخدمات الرعاية الصحية، ومراقبة ورصد الأمراض.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن بالإنابة الدكتورة جميلة الراعبي: "إنه من المهم جدا، ترجمة نتائج وتوصيات المسح الوطني الأخير إلى إجراءات سياسية وفنية تتماشى مع الأدلة العلمية ومعايير الصحة المعتمدة، مع ضرورة تحديد الاحتياجات اللازمة لتنفيذ هذه الإجراءات بفعالية، وأهمية التنسيق مع كافة الشركاء المعنيين".
وأشارت الراعبي إلى إمكانية الوقاية من الأمراض غير السارية، وتخفيف وطأتها عن الصحة العامة، عن طريق الاشراك النشط لجميع القطاعات، ومن خلال نهج حكومي ومجتمعي متكامل.
من جانبه، أكّد نائب رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الدولية وشؤون الجودة والاعتماد ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الدكتور زيد عيادات، أهمية التعاون المشترك بين المراكز البحثية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية في المجالات البحثية الصحية، والتي تضمن أعلى مستويات المهنية في التطبيق العملي والبحثي لمثل هذه الدراسات، حيث تشكّل مخرجاتها، الأساس في رسم الخطط واتخاذ القرارات على المستوى الوطني والمتعلقة بالأمراض غير السارية.
وقال عيادات، إن المركز يتطلع الى المزيد من الشراكات مع مختلف الأطراف الحكومية والدولية للعمل على دراسات تحقق النفع العام للمواطنين والدولة الأردنية، مشيرا إلى أن المركز أسّس في مجال السياسات العامة "منتدى السياسات العامة" والذي يُعنى بمجالات عدة وأهمها منتدى السياسات الصحية. بدوره، قال مدير مكتب الصحة والسكان في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، جون ماكيه، "نحن نقدّر شراكتنا الطويلة مع الحكومة الأردنية من خلال جمع وتحليل البيانات الأساسية اللازمة لاتخاذ القرار في القطاع الصحي".
وأضاف ماكيه "تُعد الأمراض غير السارية من عوامل خطر الإصابة بكوفيد-19، وهذه مشكلة تتطلب نهجاً وقائياً ولا يمكن معالجتها ما لم يكن لدينا بيانات دقيقة تعطينا مؤشراً عن عوامل الخطر، وهنا تكمن أهمية هذا المسح والبيانات في تنفيذ تدابير سياسة ذكية للحد من الإصابة بالأمراض والوفيات في الأردن".
(بترا)