القلعة نيوز : أكدت صحيفة لبنانية مقربة من تنظيم حزب الله أنه أقرب إلى تنفيذ تهديداته فيما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز اللبناني في ضوء المماطلة.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي يواصل براً وبحراً وجواً استنفاره وجاهزيته، لتلقي ما بات يعرف بـ"الجرعة التذكيرية" من حزب الله، على خلفية المماطلة غير المبررة.
وأضافت أن هذا يأتي "مع التقدير بأن احتمال تنفيذ حزب الله جزءاً من تهديداته ضد البنية التحتية للغاز الإسرائيلي، أو ربما خارجها، بات مرجحاً أكثر من قبل".
وكشفت الصحيفة عن أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين الذي يتولى حصراً التفاوض عن الجانب الأميركي أبلغ المعنيين في الساعات الماضية أنه أرجأ عودته إلى المنطقة إلى السابع من أيلول المقبل، كموعد مبدئي، ما لم يطرأ أي تطور سلبي.
ولفتت إلى أن هذا يأتي في ظل رهان هوكشتين على قبول إسرائيلي بكامل المطالب اللبنانية وليونة لبنانية في شكل الإخراج، وفي ظل جهود تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا بطلب من "إسرائيل" لضمان عدم حصول عمل عسكري ضد المنشآت البحرية للعدو خلال فترة المفاوضات.
ووفق الصحيفة "في إسرائيل لا تزال الرقابة العسكرية تتحكم بكل ما ينشر من معطيات أو تعليقات، فيما تشير المعطيات إلى أن أياً من الديبلوماسيين الأجانب المطلعين لا يثقون بصحة ما ينشر من أجواء إيجابية".
وأردفت "بل على العكس، ظهرت خلال الساعات الماضية موجة من الحذر الشديد من وجود أجواء تقود إلى توتر وربما إلى مواجهة بين لبنان والعدو، مع اتصالات مكثفة تجريها الشركات العالمية للسؤال عن حقيقة الوضع خشية تعرض سفنها وفرقها للخطر".
ولفتت إلى أن هوكشتين يتحدث عن حل وسط يمنع الانفجار ولا يربط المسائل ببعضها بعضاً، من قبيل أن تعلن "إسرائيل" تأخير عملية الاستخراج من حقل كاريش بصورة رسمية وتواكبها في ذلك الشركة اليونانية، وأن تعلن «توتال» والشركات العالمية الأخرى نيتها استكمال التنقيب في الحقول اللبنانية.
وبحسب "الأخبار" اللبنانية "يعتقد الأميركيون أن هذا الحل يسمح بمنح الأطراف الفرصة الكافية لترتيب أمورهم، وهو يعني عملياً تمرير الانتخابات الإسرائيلية قبل العودة إلى وضع اتفاق مع لبنان، بينما تستفيد الولايات المتحدة وأنصارها في لبنان من عدم حصول الاتفاق في ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال عون".
لكن لبنان جدد من خلال الجهات الرسمية وغير الرسمية رفضه لفكرة العمل المشترك بين حقول لبنان وفلسطين المحتلة. وبعدما نسب إلى مسؤول لبناني أنه لا توجد ممانعة لتولي «توتال» العمل في حقل قانا، على أن تتولى لاحقاً توزيع الحصص على الجانبين.
تسويف هوكشتين
وتابعت "أما فيما يتعلق بالاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي، فقد باتت محل تساؤل بسبب التسويف الذي يسيطر على عمله، إذ أنهى فترة الانتظار الأولى، التي دامت أسابيع مشبعة بالقلق وعدم اليقين، بين الحلول وإمكان التصعيد العسكري، ليبدأ فترة انتظار ثانية، يفترض أن تمتد حتى الأول من تشرين الأول المقبل".
ووفق الصحيفة "بدا أن مهمته باتت مقتصرة على تكذيب التقارير الإعلامية والتسريبات التي ترد من تل أبيب، كي لا يندفع الجانب اللبناني إلى ما يخشاه الأميركيون وحلفاؤهم الإسرائيليون".
وأكدت أنه "لا مبرر لتلكؤ الوسيط ومماطلته، علماً أنه يتقن العبرية جيداً، ويمكنه فهم ما تبلور في تل أبيب من ردود على المطالب اللبنانية، وعليه فقط أن يحملها إلى لبنان، ليبني على الشيء مقتضاه، لكن أن يتلكأ من دون حراك غير مبرر، فهو ما يطرح الأسئلة عن الهدف، وما إذا كان تأجيل إيصال الرد الإسرائيلي مقصوداً ويهدف إلى كسب مزيد من الوقت، بانتظار استحقاق ما، في لبنان أو في إسرائيل أو كلاهما معاً. لكن هل يستأهل السبب، مهما كان، المجازفة بالتسبب بمواجهة عسكرية؟".
ونبهت إلى أن هوكشتين يغيب إزاء ما يتعلق بمهمته الجديدة، أي تكذيب التقارير الواردة من "إسرائيل"، أن من في لبنان يتابعون ما في "إسرائيل" بما يشمل تفاصيل التفاصيل، ويدركون أن موضوع المفاوضات على النزاع الغازي مع لبنان، وتهديدات حزب الله المرتبطة به، وكل ما يتعلق بالمطلبين معاً، يخضع للرقابة المسبقة في تل أبيب.
ونوهت إلى أن أي تقرير يراد نشره في الإعلام العبري، يعرض على الرقيب أولاً، ةعلى هذه الخلفية، فإن التقارير التي يكذبها هوكشتين خضعت مسبقاً للرقابة وإذن الرقيب بنشرها.
وعليه-تضيف الصحيفة اللبنانية- يجب أن تتحول الأسئلة حول التسريبات والتقارير العبرية، من البحث عن صحتها أو كذبها، إلى البحث عن إرادة الاستخبارات العسكرية التي تدير الرقابة، من تسريب هذا التقرير أو ذاك، والفرق بين المطلبين كبير جداً.
وتابعت "لهوكشتين كما يبدو مهمة إضافية في انتظار ما تنتظره تل أبيب وواشنطن، وهي تهدئة الجانب اللبناني عبر تمرير معطى من هنا وآخر من هناك، وبأساليب مختلفة".
وأردفت "فهو يريد أن يزور لبنان خلال أيام، ثم لا يزور، وهو سيحمل الرد الإسرائيلي قبل نهاية أيلول، وينتهي أيلول من دون أن يحمل شيئاً، وهو يعمل مع الجانب الفرنسي، وشركة «توتال» تحديداً لبدء عملها فور التوقيع على اتفاق الحد البحري، وفي ذلك محاولة لتخفيف الاحتقان ما أمكن، فيما يقضي معظم الوقت للمهلة الزمنية السابقة مستجماً في اليونان، مع لا يقين أيضاً إزاء المهمة الجديدة حتى تشرين الأول المقبل".
بري: الكرة عند الأميركي
كما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الكرة الآن في الملعب الأميركي"، فيما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.
وأكد أنه "بعيداً عن الاستعراضات علينا، فإننا نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط والأرض مغتصبة ومحتلة لأنها مع حدود مع فلسطين المحتلة وتحت سيطرة الاحتلال، وبانتظار جواب هوكشتين نؤكد أن حدودنا وسيادتنا كشرفنا لا نفاوض عليها وسندافع عنها بكل ما نملك من قدرات".
وشدّد على "أننا لسنا هواة حرب، لكن إذا ما هددت سيادتنا سندافع عن هذه الحقوق والحدود".
وأشار بري إلى أن هوكشتين "قال إنه سيغيب أسبوعين ومضى على هذا الوعد شهر، أين الجواب؟، وإذا كانت هناك اعتبارات إسرائيلية، ماذا يمنع توتال وغيرها من الحفر في المناطق غير المتنازع عليها لدينا".