شريط الأخبار
راصد الزلازل الهولندي يتنبأ بهزات أرضية عنيفة أسعار الذهب في الأردن الثلاثاء فرنسا تسير على خطى اليابان.. أسرة "مضادة للجنس" تصل إلى باريس استعدادا للأولمبياد! شاحن سيارة كهربائية يتسبب بحريق واصابة 3 أشخاص في العاصمة عمان الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا ارتفاع أسـعار النفط عالميـا بعد خسارة الكلاسيكو السعودي.. الهلال يسخر من الأهلي الطقس: أجواء لـطيفة في أغلب المناطق الثلاثاء 20 شهيدا في غارات على رفح "أرامكو" السعودية تقر توزيع أرباح تاريخية ابو طه يقود الوحدات لربع نهائي الكأس الملك : ضرورة مضاعفة المساعدات لغزة آليات جيش الاحتلال تقتحم معبر رفح البري انخفاض أسعار الأرز والسكر محليًا لضعف الطلب مانشستر يونايتد يسقط برباعية نظيفة من كريستال بالاس جلالة الملكة رانيا تعبر عن ضمير الإنسانية ،،، بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،، جمال الرياحي يكتب : "مستشارية العشائر ".. حتى لاتبقى عبئا على أبناء البوادي الأردنية ؟ رئيس مجلس الطلبة في جامعة جرش بدر محمد شديفات ينشر بيان تثمين و تأييد لمواقف جلالة الملك و القيادة الهاشمية الملك من البيت الأبيض: "على المجتمع الدولي التحرك فوراً لمنع حدوث كارثة جديدة في رفح ".. الملك من واشنطن: على المجتمع الدولي التحرك لمنع كارثة جديدة في رفح

الشرفات يكتب: العفو العام وضرورات الحذر

الشرفات يكتب: العفو العام وضرورات الحذر

د.طلال طلب الشرفات

القلعة نيوز- في كل الدول الديمقراطية يعتبر المُشرِّع عقل الدولة، وحكيم مصالحها العليا بحكمة وتوازن. وأخطر ما يمكن أنْ يعتري العمل البرلماني من سلوك هو انحياز المُشرِّع لمصالح فئة على حساب المصلحة العامة للدولة التي يفترض أن تكون مناط عمل السلطات دون أدنى تردد، والسبب يكمن في أنَّ السلطة التشريعية باعتبارها تمثل ركن الشعب في الدولة هي التي يعول عليها حفظ التوازن، وعدم ضرب ركائز النظام القضائي في موجبات الردع العام والخاص.


ولعل المطالبات النيابية بوضع مشروع لقانون العفو العام بعد مرور ثلاثة سنوات فقط على صدور قانون العفو العام رقم (5) لسنة (2019) يشكل انتكاسة قاسية لجديّة النظام القضائي في تقرير مبدأ سيادة القانون، وجدوى تقرير العقوبة في ظل الخروج الواضح على مبررات إصدار تشريعات العفو العام التي تستند عادة في تجارب الدول إلى الظروف التي ترافق الحروب والثورات الداخلية والكوارث الجوهرية التي تبرر إصدار هكذا تشريعات لحفظ الأمن الوطني والسلم الأهلي، وتلك حالة لا تتوافر في الواقع الوطني الذي ندعو فيه ليل نهار إلى تقرير مبادئ العدالة وسيادة القانون.

أفهم أحياناً مبررات إصدار قرارات العفو الخاص المقررة بالدستور لظروف سياسية، أو اجتماعية، أو تقدير موضوعي لحالات خاصة، والسبب أن العفو الخاص لا يهدر قواعد الرَّدع ولا يزيل الصِّفة الجرمية عن الفعل وإنَّما يؤثر في العقوبة فقط. وقد يفيد في تجنب آثار سلبية للواقعة مناط العفو الخاص، سيّما وأنَّ هناك دراسة واعية من وزارة العدل قبل عرض الأمر على مجلس الوزراء للموافقة؛ تمهيداً لرفعها للمقام السَّامي لاتخاذ الرأي المناسب.

أخطر ما يمكن تصوره في تقرير العفو العام هو الخشية من فقدان الثِّقة بجدوى التَّقاضي في الجرائم التي تمس حقوق وحريات الأفراد؛ لأنه حينها يفكر المتضرر جدياً بالثأر والانتقام، أو استيفاء الحق بالذَّات، وفي هذا هدم لفكرة سيادة القانون. والأهم من ذلك الأثر السلبي على النشاط الاقتصادي والاستثمار وخاصة في جرائم السرقة والاحتيال، واستثمار الوظيفة، والتزوير وغيرها من الجرائم المتعلقة بالأموال والثِّقة العامة.

قد نتفهم الدوافع النَّبيلة لمجلس النواب في الاستجابة للضغط الشعبي في ظل عدم تفهم الجمهور للدور الوطني للنائب في الرقابة والتشريع، ولكن مصالح الدولة العليا، وهيبة وقدسية نظامها القضائي يجب أن تتقدم اهتمامات كافة السلطات الدستورية وفي مقدمتها السلطة التشريعية. أما وجود حالة من الاكتظاظ في مراكز الإصلاح والتأهيل لا تنهض لأن تكون مبرراً لإصدار قانون للعفو العام؛ لما في ذلك من أثر مؤذٍ للنظام القضائي برمته.

وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء.