الدعاء بين الأذان والإقامة
ينبغي على المسلم أن يكون قلبه دائم التعلق بالله، لحوحًا بالدعاء، فيتحرى أوقات استجابة الدعاء المبينة في الكتاب والسنة النبوية، ومن هذه الأوقات الدعاء بين الأذان والإقامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(إنَّ الدُّعاءَ لا يُرَدُّ بيْنَ الأذانِ والإقامةِ، فادْعوا)،[١] فهنا يأمرنا الرسول الكريم بالدعاء بين الأذان والإقامة لما لهذا الوقت من خير وبركة، كما يجب على المؤمن أن يراعي آداب الدعاء، فيخلص القلب بالدعاء، ويثق بالإجابة مع حسن الظن بالله، والحرص على الاستقامة والعمل الصالح، فيفتح الله أبوابه للعبد المؤمن ليتوجه إليه ويدعوه في كل أوقاته، ويدعو بجوامع الدعاء من القرآن الكريم والسنة النبوية، وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.[٢]
الدعاء الثابت بين الأذان والإقامة من السنة النبوية
(اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ).[رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:614، حديث صحيح.]
جوامع الدعاء من القرآن والسنة النبوية بين الأذان والإقامة
لم تثبت صيغة محددة للدعاء في القرآن أو السنة النبوية بين الأذان والإقامة، ولكن الدعاء في هذا الوقت مستجاب بإذن الله كما ورد عن رسولنا الكريم، فيستحب للمسلم أن يدعو بجوامع الدعاء من الكتاب والسنة، وفي الآتي سرد لبعض الأدعية الجامعة الواردة في الكتاب والسنة:[٣]
أدعية من القرآن
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.[سورة الفاتحة، آية:6 -7]
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.[سورة البقرة، آية:127]
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[سورة البقرة، آية:201]
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[سورة البقرة، آية:250]
{غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.[سورة البقرة، آية:285]
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[سورة البقرة، آية:286]
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.[سورة آل عمران، آية:8]
{اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[سورة آل عمران، آية:26]
{رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}.[سورة آل عمران، آية:38]
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[سورة آل عمران، آية:147]
{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار}.[سورة آل عمران، آية:193]
{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[سورة الأعراف، آية:23]
{رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}.[سورة هود، آية:47]
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}.[سورة إبراهيم، آية:40 -41]
{رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}.[سورة الإسراء، آية:80]
{رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}.[سورة الكهف، آية:10]
{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي}.[سورة طه، آية:25-26-27]
{أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.[سورة الأنبياء، آية:83]
{رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}.[سورة المؤمنون، آية:97-98]
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.[سورة النمل، آية:19]
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.[سورة الأحقاف، آية:15]
{رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}.[سورة نوح، آية:28]
أدعية من السنة النبوية
(اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ نورُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ قيَّامُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ مالِكُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ الحقُّ ووعدُكَ حقٌّ وقولُكَ حقٌّ ولقاؤُكَ حقٌّ والجنَّةُ حقٌّ والنَّارُ حقٌّ والسَّاعةُ حقٌّ والنَّبيُّونَ حقٌّ ومحمَّدٌ حقٌّ اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ وبِكَ آمنتُ وعليْكَ توَكَّلتُ وإليْكَ أنبتُ وبِكَ خاصمتُ وإليْكَ حاكمتُ فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ ولا إلَهَ غيرُكَ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بِكَ).[رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجة، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:1122، حديث صحيح.]
(اللهمَّ اهْدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن توليتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّهُ لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ، لا مَنْجَا منك إلا إليكَ).[رواه الألباني، في قيام رمضان، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:31 ، إسناده صحيح.]
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:6369، حديث صحيح.]
(اللهم إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمر والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، وأسألُك شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفرُك لما تعلَم، إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ).[رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة، عن شداد بن أوس ، الصفحة أو الرقم:3228، إسناده صحيح.]
(اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ، اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منا، اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين، اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك، ويُكذِّبون رُسُلَك، واجعلْ عليهم رِجزَك وعذابَك قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ، إلهَ الحقِّ).[رواه الألباني ، في صحيح الأدب المفرد، عن رفاعة بن رافع ، الصفحة أو الرقم:538، حديث صحيح.]
( اللهمَّ أصلحْ ذاتَ بينِنِا، وألِّفْ بينَ قلوبِنَا، واهدِنَا سبيلَ السلامِ، ونجنَا منَ الظلماتِ إلى النور، وجنبنا الفواحشَ ما ظهرَ منها ومَا بطنَ، اللهمَّ باركْ لنَا في أسماعِنا وأبصارِنا وقلوبِنا وأزواجِنا وذرياتِنا، وتبْ علينا، إنَّكَ أنتَ التوابُ الرحيمُ، واجعلنَا شاكرينَ لنعمتِكَ، مثنين بها، قابلينَ لها، وأتمَّها علينَا).[رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:1476، حديث صحيح.]
(لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السمواتِ السبعِ وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمُ).[رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:4940 ، حديث صحيح.]
( اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أمتِكَ، ناصِيتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ، أن تَجعلَ القرآنَ ربيعَ قَلبي، ونورَ صَدري، وجلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي).[رواه الألباني ، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:124 ، حديث صحيح.]
(اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبخلِ والهرمِ، وعذابِ القبرِ، وفتنةِ الدجَّالِ، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، ومن قلْبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها).[رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن زيد بن أرقم ، الصفحة أو الرقم:1286، حديث صحيح.]