القلعة نيوز- كتب / قاسم الحجايا
يمكن اعتبار خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمّة القاهرة صرخة مدويّة في وجه العالم أجمع الذي يراقب المشهد الدموي في قطاع غزة دون أن يحرّك ساكنا وهو يرى هذه الآلاف من الضحايا الفلسطينيين ، وفي غالبيتهم من النساء والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوّة ، ولا علاقة لهم بكلّ ما يجري .
حديث الملك جاء قويا ومباشرا دون لبس أو غموض ، فالأردن هو الأقرب للشعب الفلسطيني ، وهو المساند والداعم له منذ عشرات السنين ، ولا يمكن له التخلّي عن واجبه تجاه الشعب الشقيق أو تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف .
تحدث قائد الوطن بصراحته المعهودة وبحزن ممزوج بغضب شديد وهو يؤكد بأن ما يجري في غزة هو عقاب جماعي للمواطنين الآمنين هناك ، مع الرفض المطلق لمبدأ التهجير أو إحداث نكبة ثالثة للفلسطينيين الذين يعانون منذ أكثر من سبعة عقود ، ولهم الحق في الحياة الكريمة والحرية والإستقلال كغيرهم من شعوب الأرض .
ويحذّر جلالة الملك الجميع من تبعات ما يجري من جرائم صهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، فالسير على هذه الطريق لا يجلب للمنطقة سوى المزيد من الدمار والموت بدل الحياة والإزدهار ، ويؤكد بأنّ العالم سيدير ظهره كعهده دائما ، وظلم الإحتلال سيستمر ، ولا يمكن تهميش أكثر من خمسة ملايين فلسطيني لهم الحق كالشعوب الأخرى في الحياة ودولة مستقلة بعاصمتها القدس .
ما تحدّث به جلالة الملك هو لسان حال كل مواطن أردني وعربي شريف يأبى الظلم والعدوان والقهر ، وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني اليوم دليل على الوحشية والفاشية الصهيونية التي تتمادى في عدوانها ، في الوقت الذي مازال فيه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يقدّم كل أشكال الدعم للكيان الصهيوني ، وهو بذلك شريك في هذه الجريمة الإنسانية المرفوضة من كل الشرائع الدولية والبعيدة عن القيم والأخلاق الإنسانية .
وسيبقى الأردنيون على عهدهم دائما في الوقوف خلف القيادة الهاشمية الحكيمة ومواقفها العروبية الأصيلة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يواجه هذا الظلم الذي قلّ نظيره ، هذا الشعب الذي ما زال يناضل منذ أكثر من سبعة عقود في سبيل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والخلاص من نير الإحتلال البغيض .