فايز الماضي
لطالما سمعنا من اصحاب الرأي والخبرة والمشورة والحكمة ...بأن إزالة الدملة في مهدها...سيقطع دابر المرض .ولعل مايجري في منطقة الرويشد وتحديداً في بلدة منشية الغياث.وفي المثلث الحرج ..في خاصرتنا الشمالية الشرقية ...يحتاج منا جميعاً دولة وحكومة وشعباً الى وقفة صادقة وشجاعة وحازمة ..وقراءة واعية ..وتشخيص أمين لواقع الحال ..ينتهي الى حلولٍ تنسجمُ تماماً مع ثوابت المواطنة الصالحة....والايمان المطلق بأن اي خروجٍ على النظام والقانون ...وأيُ خدشٍ لهيبة دولتنا الاردنية الهاشمية ..لاينفع معهما ابداً التسكين او الترحيل ...او الانتظار.
وامام ما نشاهده اليوم لايليق بنا أن نقف موقف المتفرج ...أو ان نقفز عما يجري..دون ان نضع يدنا على الجرح...وان نقتلع الدملة من. شرشها ....وان نتفق ..على أن من مسلمات المسؤولية الوطنية ..هو الايمان والعمل بثوابت الدولة ونواميسها وتعزيز قيم الولاء والانتماء لها قولاً وفعلاً...
وحين نكتب عن واقع الحال في منطقة الرويشد ...فإننا نكتب إنطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية والوطنية والانسانية ...وايماننا العميق بحقيقة الشراكة واللحمة مابين ابناء الاسرة الاردنية الواحدة...ونكتب أيضاً لأن لدينا هاجساً وقلقاً مشروعاً ومباحاً ...
فدولة الولي الفقيه .أصبحت على حدودنا . وميليشياتها الفاطمية..تُشاغلُ حدودنا الشمالية والشرقية ...وتستهدف جهاراً نهاراً منظومة امننا الوطن وأمن جوارنا العربي ....ولا شك بان إقامة عدة آلاف من أبناء العشائر...بلا هوية .. وفي بيئة غير منتجة ..وفي ظل ظروفٍ اقتصادية صعبة ودقيقة وغير مسبوقة... في الخاصرة الشمالية الشرقية من ارضنا .....سيجعلهم في متناول الطامعين الحاقدين من دواعش هذا العصر ....ويشكل تحدياً امنياً ثقيلاً ومقلقاً.... .ولا أخالُ أن دولتنا العتيدة ...بحكومتها الذكية والقادرة والكفوءة وجيشها الباسل البطل وأجهزتها المحترفة والجسورة ..تعدم الحل.