د. نسيم أبو خضير
السلام عليك يا سيدي يارسول الله.
السلام عليك يا سيدي يا حبيب الله.
السلام عليك يا سيدي يا أبا الزهراء.
جاءت حادثة الاسراء والمعراج، تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن واجه ما واجه من تعذيب المشركين ، في مكة المكرمة، وخروجه إلى الطائف علَّه يجد النصير ، فسلطوا عليه سفهاءهم، وصبيانهم ، ووضعوا الشوك في طريقه ، صلى الله عليه وسلم، ورموه بالحجارة حتى أدموأ قدميه الشريفتين ، ولكنه لم يجزع ، ولم يقابلهم بمثل ماقابلوه ، حينما وقف وتوجه إلى الله وقال : اللهم إني اشكو اليك ضعف قوتي ، وقلت حيلتي ، وَهواني على الناس ، يارب : إلى من تكلني ، إلى عدوٍ يتجهمني ، أم إلى قريب ملكته أمري ، إنْ لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، وجاءه ملَكُ الجبال وقال له : يامحمد : أأطبقُ عليهم الأخشبين - جبلين في مكة - قال : لا، لعل الله يُخْرِجُ من أصلابهم مَنْ يوحد الله .
هذا هو نبي الرحمة.
ولما كان هذا الصدود من المشركين ، أعداء الدين ، جاءت حادثة الإسراء والمعراج تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم.
جاءت هذه المعجزة تسرية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنظروا الى سور القرآن الكريم ، فقد جاءت سورة النحل قبل سورة الإسراء، وكانت أواخر السورة ، تعبر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهوأعلم بالمهتدين ، وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين ، وأصبر وماصبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتكُ في ضَيْقً مما يمكرون ، إن الله مع الذين إتقَواْ والذين هم محسنون ) ثم جاءت سورة الإسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده........).
وأنظروا الى سورة الطور التي سبقت سورة النجم التي تحدثت عن المعراج ، لاحظوا أواخر سورة الطور قال تعالى :(وإنَّ للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرَهم لايعلمون ، وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ، ومن الليل فسبحه وإدبارَ النجوم ) ثم جاءت سورة النجم (والنجمِ إذا هوى، ماضلَّ صاحبُكم وماغوى ، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحىٌ يوحى، علَّمه شديدُ القُوى ،..... إلى آخر الآيات (لقد رأى من آيات ربه الكبرى).
وهذا يدل دلالة قاطعة على أن ترتيب القرآن الكريم من الله سبحانه وتعالى.
ولأهمية هذه الحادثة - المعجزة -
- أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماماً في المسجد الأقصى. هذا المسجد الذي يجب على المسلمين جميعاً الحفاظ علية ، وعدم التفريط فية ، وتخليصه من أيدي الصهاينة الموكورين .
- إن الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، دليل على أن التفريط بالمسجد الأقصى تفريط بالمسجد الحرام.
- في ليلة الإسراء والمعراج فرضت الصلاة في السماوات العلى ، نظراً لأهميتها، بخلاف العبادات الأخرى فقد فرضت في الأرض، فالصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين ، َمن هدمها هدم الدين ، والصلاة أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وهي فرض، لاتسقط إلا بالموت .
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.